عبدالوهاب حميد رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 2058 - 2007 / 10 / 4 - 07:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سمعتُ بطرق عديدة تُستخدم في تعذيب المعتقلين أو المساجين السياسيين لانتزاع اعترافاتهم. سمعنا بما حدث في أبو غريب ومعتقلات عراقية أخرى.. لكن لا اعتقد أن الكثيرين من الناس سمعوا بما تفعله المليشيات الطائفية- فرق الموت- مع العراقيين المختطفين، ليس لانتزاع اعترافاتهم، بل مجرد تمتعهم بمنظر القتل والتسبب بأشد الآلام للضحية وعائلته.. أو ربما أيضاً لإرهاب عامة الناس وجعلهم يتمنون الموت السريع برصاصة أو انفجار على أن يقعوا بأيدي المليشيات. ذلك أن الموت في العراق ليس كما في بقية مناطق العالم.. اعتقد أن المليشيات يمارسون القتل لا من أجل المال بل كـ فن ممتع أو أي شيء آخر. فكلما زادوا في قتل الأبرياء زادت رغباتهم الوحشية في قتل المزيد.
عندما تقوم هذه المليشيات باختطاف مواطن، ففي أغلب الحالات، تكون النتيجة واحدة.. قتل الضحية حتى وإن تسلموا الفدية المطلوبة. أما وسائلهم في هذه الممارسة البشعة فهي استخدام المثقاب/ الدريل REGULAR DRILL لفتح ثقوب في جسده: يديه، رجليه، صدره، رأسه، وحتى عينيه.. ولكن هذا يحصل قبل قتله.. ولأنه يموت مع استخدام الدريل، ففي حالات عديدة يستخدمون آلة غير قاتلة لكنها قد تكون أشد ألماً أو لإطالة تعذيب الضحية قبل قتله.. إنها الكماشة PLIERS بقلع أسنانه وأظافره..
الطريقة الأخرى لقتل الضحية هي باستخدام السيف، وهي طريقة قديمة معروفة..لكنها مضجرة للمليشيات لأنها تقضي على الضحية بسرعة، رغم أنها لا تمنع من ممارساتها لاحقاً بعد استكمال تعذيب الضحية.. وفي هذه الحالة يقطعون بالسيف رأسه. يفتحون بالسيف بطنه. ثم يضعون رأسه في بطنه. ويرمون الجثة قرب منزله أو في أي مكان بما في ذلك مقالب النفايات ليكون طعاماً للكلاب أمثالهم..
عندما خطفوا ابن صديق والدي (سبع سنوات) وبعد أن دفع الوالد فدية كبيرة- حسب اعترافه- جاءته مكالمة من الخاطفين بأنهم سيتركون ولده قرب منزله. لم يكذبوا.. دق جرس الباب في اليوم التالي.. خرج الوالد ورأى شيئاً مغلفاً.. فتحه وإذا بجثة طفله مشوياً على رز في صحن/ صينية.. طبخة مشهورة لدى العراقيين.. "القوزي/ قوزي على تمن"..
المسألة ليست طائفية أو دينية.. مجرمون ساديون يتمتعون بمنظر التعذيب والقتل.. يختفون وراء الدين لإقناع الأغبياء من الناس.. إنهم عصابات مجرمة تعمل لصالح الاحتلال.
هذه الحكاية المأساوية هي نقطة في بحر لما يحدث في العراق تحت ظل الاحتلال وحكومة الاحتلال الطائفية.. يتم العثور يومياً، على الأقل، على عشر جثث مجهولة الهوية وعشر جثث أخرى معروفة الهوية في ظل "التحرير والديمقراطية الأمريكية"..
مممممممممممممممممممممممـ
Art of death in the Mesopotamian, (Mohammed, Last of Iraqis, uruknet.info- October 1, 2007.
ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد
#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟