أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مشير - اوجه مختلفة لعملية واحدة (الارهاب النموذج الاكثر بشاعة)














المزيد.....

اوجه مختلفة لعملية واحدة (الارهاب النموذج الاكثر بشاعة)


محمد مشير

الحوار المتمدن-العدد: 2058 - 2007 / 10 / 4 - 06:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الابادة الجماعية أو القتل الجماعي باشكالها المختلفة و بأساليبها القديمة عملية مارسها منذ القدم حكام وجماعات وشعوب و اقوام مختلفة من حيث الانتماء القومي او العرقي او الديني والمذهبي او الانحدار الاجتماعي او درجة التطور الحضاري ضد بعضها البعض بل وحتى تجاه ابناء الخواص و السمات المشتركة او الموحدة. غير ان البشرية تطورت ومع هذا التطور زادت عمليات الابادة الجماعية واصبحت تمارس بشكل اكثر تنظيماً من قبل الحكام ضد االشعوب والاديان والمذاهب التي شكلت في الغالب اقلية عددية تعارض سياسات النظام وتتمسك بهوياتها الاثنية أو القومية و ترفض الانصهار داخل بودقة شوفينية و طغيان القومية أو الفئة السائدة.وفي الحصيلة اصبحت الطرق والوسائل المستخدمة كذلك اكثر تطوراً وتمايزاً مع ماكانت عليه في الازمنة القديمة، وبالتالي كانت لها انعكاسات خطيرة اكثر دماراً وعنفاً مقارنة بمثيلاتها في العصور القديمة، وهذا يعني بان هذه العمليات اصبحت في علاقة متعاكسة مع حالة التطور الحاصل بحيث كلّما تطورت البشرية في ابداعها و استخدامها للعلوم والتقنيات و تقدمت اكثر فاكثر في اختراعاتها و ابتكارتها العلمية، كلما زادت نسبة عمليات القتل الجماعي أو الابادة الجماعية و زادت تعقيداً في حين كان من المفروض ان يكون التطور الحاصل سداً منيعاً امام تكرارها وحافزاً قوياً للحد منها او تقليل نسبتها بالقياس الى العصور الاقل تطوراً.
وقد تكون السمة الطاغية على مجمل عمليات الابادة الجماعية حديثة العهد هي ضخامة الاعداد البشرية التي تذهب ضحيةً لها والتي تتجاوز في معظم حالاتها حدود التصور البشري وتتعارض بشكل سافر مع جميع القيم والاعراف و المواثيق و القوانين و المعاهدات الدولية المشرعة من قبل الانسان اساساً للحد من مثل هذه العمليات وبالتالي حماية حقوق الانسان من الانتهاكات الصارخة التي تجري يومياً هنا وهناك وامام مرأى ومسمع المجتمع الدولي دون ان يشكل ذلك الشرارة التي تندلع منها لهيب غضب الجماهير بشكل دولي ليضع حداً لما يتكرر باساليب وصيغ لايمكن تصورها من حيث البشاعة والقساوة.
قد يكون الارهاب بشكله الحالي المنظم احد ابشع انواع القتل و الابادة الجماعية الى يومنا هذا من حيث اعتبارها جميع المخالفين لمنطوقها الفكري و العقائدي عدواً يستباح قتله بل وابادته الى اقصى حد ممكن و بأية وسيلة كانت تحقيقاً لغاية واحدة ألا وهو افناء الآخر المخالف . فنشر الموت اذن هو الهدف الاسمى لدى الفرد الارهابي، ولتحقيق هذا الهدف السامي قد يبدأ الفرد هذا بفناء نفسه اولاً ، وهنا يتبين مدى عدمية و ظلامية فكر الارهاب بحيث يتحول الفرد العقائدي المنخرط في صفوف جماعة ارهابية، في معظم الحالات، الى الضحية الاولى. لاحظوا هذه المنظومة الفكرية التي تعتمد في ديمومتها على افناء الفرد التابع لها. وعليه لايهم حياة الاخرين مادامت حياة الفرد الارهابي نفسها هي نقطة البداية و الانطلاق لتكامل دائرة الافناء الجمعي(نشر الموت).فكر عدمي، ظلامي، الموت عنده هو الخلود الابدي وعليه فان افناء كل ماهو حيّ هو التحقيق الامثل لهذا الخلود الازلي.وهنا يمكن القول بأن الركيزة الاساسية لبناء مثل هذه المنظومات الفكرية العدمية تكمن في التحقيق الامثل لشعار(الموت من اجل الموت)، اذن الموت هو الغاية العليا التي لايمكن تحقيقها الا عن طريق سلب الحياة، سواء كان من نفسك أو من الاخرين، مادمت خاضعاً تتحرك داخل اطار المنظومة الفكرية التي تبدأ تكامل دورة حياتها بانهاء حياتك اولاً وقبل كل شيء .
و للحد من تطور وانتشار مثل هذه الافكار وتأثيراتها المدمرة التي غدت آفة عالمية لابد من تكاتف المجتمعات واعادة النظر في نظمها الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و....الخ، والعمل الجاد لاعادة البناء التربوي و والتعليمي و النفسي و الفكري و الثقافي على اسس علمية مدروسة واكثر انسانية وذلك لاعادة بناء الانسان الذي امسى ضحية للبيئات والشرائط الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الفاسدة في ظل النظام الاقتصادي العالمي الجديد الذي يلهث متسرعاً وراء الربح الاكثر فاكثر غاضة النظر امام الفوارق الطبقية والاجتماعية التي تعمقها يوماً بعد يوم ويكون الانسان فيها هوالضحية الاولى لعمله الاجتماعي وتحول شيئاً فشيئا الى آلة لنشر الموت و الافناء. ومن نافلة القول ان نختم مقالنا هذا بقول الشاعر التركي الكبير (ناظم حكمت)" عندما يموت الغني فهو يدفع ضريبة الحياة الرغيدة التي عاشها، ولكن عندما يموت الفقير فهو ينتقل من موت الى اخر".

* رواية( كيف سقينا الفولاذ) ، الحائز على وسام (لينين ) للمؤلف نيقولاى استرويفسكي.



#محمد_مشير (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماية اقليم كوردستان مهمة جميع العراقيين- في ضوء التفجيرات ا ...
- الى الاخوة في الحوار المتمدن
- احتل العراق وانهار النظام والشعب وحده يدفع الضريبة
- ما مدى تأثير حجاب المرأة في الغاء النظرة الدونية لها؟
- مستلزمات التحول من الطائفية الى المواطنة الديموقراطية..العرا ...
- الارقام تشير الى ان اقتصاد اقليم كوردستان العراق لا يملك بُن ...
- بالحوار نتمدن وبالتمدن نتطور
- بصدد العلاقة بين الدولة العلمانية والدين
- حكومات العراق ما بعد صدام
- محاكمة صدام .أم محاكمة النموذج العربي للحكم؟
- مسودة دستور أم تناقضات بلا حلول ؟


المزيد.....




- مصر.. فيديو صادم لشخصين يجلسان فوق شاحنة يثير تفاعلا
- مصر.. سيارة تلاحق دراجة والنهاية طلقة بالرأس.. تفاصيل جريمة ...
- انتقد حماس بمظاهرة.. تفاصيل مروعة عن مصير شاب في غزة شارك با ...
- أخطاء شائعة تفقد وجبة الفطور فوائدها
- وزير الدفاع الإسرائيلي يعلن توسيع العملية العسكرية في غزة، و ...
- إيطاليا تستهل محاكمة أنطونيلو لوفاتو الذي ترك عاملًا هنديا ل ...
- Oppo تزيح الستار عن هاتفها المتطور
- خسارة وزن أكبر وصحة أفضل بثلاثة أيام صوم فقط!
- دواء جديد قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب المفاجئة بنسبة ...
- خطة ترامب السرية


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مشير - اوجه مختلفة لعملية واحدة (الارهاب النموذج الاكثر بشاعة)