أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد العالي الحراك - سقوط الاتحاد السوفيتي ... بين صحة النظرية واخطاء في التجربة















المزيد.....

سقوط الاتحاد السوفيتي ... بين صحة النظرية واخطاء في التجربة


عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2058 - 2007 / 10 / 4 - 12:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


د. عبد العالي الحراك
ما علاقة هذا الموضوع بالوضع العراقي الراهن وما يجري في العراق الآن... قد يسأل سائل؟
ان سقوط الاتحاد السوفيتي وانهيار التجربة الاشتراكية , لم يكم امرا بسيطا اوعاابرا, بل غير مجرى الاحداث في العالم وأخل بحالة التوازن الدولي وعرض الشعوب الى مطامع و مخاطر الامبريالية العالمية من جديد بطرق مختلفة , تغلفت في معظمها بالعولمة وفرض نموذج الحياة البرجوازية بالاكراه والضغوط على دول العالم . كان حدثا دراماتيكيا عالميا وصدمة نفسية شديدة لمؤيديه ولشعوب العالم كافة واحباط لأصدقائه والمنتفعين من وجوده السياسي والعسكري على مستوى البلدان والحكومات . قد لا يكون حدثا مفاجئا لكثير من المفكرين والمحللن السياسيين القريبين من التجربة والمتعمقين في دراستها عبر الفترات الزمنية المتعاقبة , خاصة بعد وفاة لينين , الذي اسس لمبدأ التعايش السلمي مع العالم الرأسمالي , حفاظا على الثورة و مكتسباتها , والتفرغ لبناء التجربة وانجاحها , وليس بالامكان الان مناقشة مدى صحة هذا المبدأ لاحقا وعبر تطبيقاته المتتابعة التي اخرجته عن مغزاه وعن اهدافه , وعن ضرورة التمسك باستمرارالثورة دون الركون الى مبدأ التعايش مع العدو الرأسمالي الذي تبناه واكد علية تروتسكي الرجل الثاني بعد لينين الذي ابعده ستالين الى المكسيك واغتيل هناك . كما لا يمكننا دراسة ومناقشة مباديء تروتسكي التي اعتبرت متطرفة واسدل عليها الستار من قبل جميع الدول الاشتراكية والاحزاب الشيوعية في العالم آنذاك , وتبنته فقط احزاب يسارية متطرفة اتهمت بالتروتسكية , وهي حركات سيلسية ضعيفة التأثير على مستوى الواقع . المشكلة الحقيقية والسبب الاولي في اتجاه التجربة في الاتحاد السوفيتي نحو الاخفاق واخيرا السقوط حسب رأي المتواضع قد بدأت منذ تولي ستالين الحكم بعد وفاة لينين الذي انتهج سياسية استبدادية ودكتاتورية فردية وقمعية داخل الحزب الشيوعي السوفيتي وبين المفكرين السوفيت والشعوب السوفيتية. صحيح انه شخصية فولاذية قوية و ضرورية في بدء بناء التجربة الاشتراكية وترسيخها ولكنه دمرها بجهله واستبداده.. ثم انه قيد حرية الاحزاب الشيوعية في العالم وطلب منها تأييد الاتحاد السوفيتي حتى وان كان على حساب مصالحها الوطنية . وبهذا افشل مفهوم التضامن الاممي وحوله الى تابعية صامتة . فخسرالصين ويوغوسلافيا وغيرهما واضعف بذلك التحالف داخل المعسكر الاشتراكي . والجميع يعرف كم استغلت امريكا الانشقاق بين الاتحاد السوفيتي والصين وكم استفادت منه. وهنا يجدر بالاحزاب الشيوعية العربية ان تراجع نفسها وتنتقد برامجها السابقة التي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي منذ حكم ستالين ولحين سقوط الاتحاد السوفيتي وكذلك خروشوف الذي انتقد ستالين في بعض الامور وسار على نهجه العام . وتعمق الخطأ عند قيادة يريجنييف للحزب والدولة والسياسة الجديدة الذي ابتدع بموجبها مبدأ التحول اللارأسمالي للاشتراكية لتطيراقتصاديات بعض الانظمة في دول العالم الثالث كالهند ومصر والجزائر وسوريا والعراق وغيرها ودعم هذه الدول من خلال عقد اتفاقيات للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني وكان على حساب نضال الاحزاب الشيوعية في تلك البلدان. شواهد واضحة لما جرى للاحزاب الشيوعية العربية في هذه البلدان وما حصل لها من تدمير بلغ حد التصفية النهائية كالحزب الشيوعي المصري ايام حكم عبد الناصر والحزب الشيوعي الجزائري ايام احمد بن بلا وهواري بو مدين والحزب الشيوعي العراقي والسوري ايام حكم البعث في كلا البلدين والحزب الشيوعي السوداني ايام حكم النميري وهكذا . واخيرا الشلل الفكري وتوقف الذكاء لدى كورباتشوف الذي سلم الاتحاد السوفيتي هدية ميتة الى امريكا وخرج صفر اليدين مهزوما واخيرا نادما على ما فعل .. لم يفكر بأي بديل لأنقاذ ما يمكن انقاذه وسلوك طريق اخرى كما فعلت الصين يضمن فيها للشعب السوفيتي وشعوب الدول الاشتراكية حياة مستقرة افضل من الحياة الحالية التي تشظت فيها تلك الشعوب وملئت دول اوروبا الغربية باللاجئين , وكم هي مذلة حياة اللجوء خارج الوطن . ما علاقة التطرق الى هذا الموضوع في هذا الوقت مع الاحداث في العراق . ان سقوط الاتحاد السوفيتي ادى الى انتصار اليمين في السياسة العالمية سواء اليمين الديني او الاقتصادي والعسكري . فتقوت ايران وانتشرت فكرة الثورة الاسلامية وامكانية نجاحها في دول اخرى عربية واسلامية , ونشطت الاحزاب الدينية على اساس مذهبي طائفي وما حركة ابن لادن الارهابية الا نتيجة حتمية لها . كما لملمت الكنيسة في اوروبا وامريكا شملها وتقوت الفكرة الدينية من جديد هنا لمواجهة المد الاسلامي في العالم وامكانية تعريض مصالح الغرب الاقتصادية والدينية . ضعف اليسار والتقدم وانشغل السياسيون والمحللون بالبحث عن حلول , فتحولت الاحزاب الشيوعية الاوربية الى احزاب اصلاحية ديمقراطية وانحسر اليسار العالمي انحسارا مريعا وهو ردة فعل ونتيجة اعتيادية لما حصل في الاتحاد السوفيتي. انا اسأل ما علاقة النظرية الماركسية بما حصل ؟ الم يكن نتاج عقول بشرية قادت التجربة في طرق خاطئة ونتائجها كانت خاطئة . النظرية حددت طبيعة المجتمع البرجوازي والظلم الذي فيه نتيجة الاستغلال وتمكن الانسان في مجتمع كالاتحاد السوفيتي ان يثور وينتصر على الاستغلال ويحقق نسبة عالية من العدالة حسب الظروف العامة التي من واجب الانسان قائد الثورة ان يتصرف بعقله وشعبه لحماية ما حقق وتطويره. ما علاقة النظرية الماركسية بدكتاتورية ستالين الفردية وقمعه الواسع لكل معارضيه ؟. وهل ان سياسة توزيع مناطق العالم المختلفة الى مواقع نفوذ بين الاتحاد السوفيتي وامريكا التي انتهجها خروشوف وعمقها بريجينيف كانت سياسة صحيحة ؟ بالعكس هي التي افشلت الحزب الشيوعي الافغاني ومكنت امريكا والاسلاميين الافغان من هزيمة نجيب الله وحكومته . كذلك الحزب الشيوعي الايراني الذي افقدته القدرة على الانتصار بالثورة بعد سقوط الشاه مما حدى بأمريكا ان تهيء مجيء الخميني الى السلطة . وكذلك الحال مع بقية الاحزاب الشيوعية في العالم واقرب الى الفهم والاستيعاب الاحزاب الشيوعية العربية التي طبلت كثيرا لحكم البرجوازية القومية العربية بسبب ضغوط الأتحاد السوفيتي وبريجنيف خاصة ومبدئه الطريق اللارأسمالي للاشتراكية في البلدان النامية. اخطاء القيادات السوفيتية المتعاقبة بعد لينين كبيرة وواضحة وادت في النهاية الى الفشل والسقوط . اما النظرية الماركسية فهي نظرية صحيحة وسليمة وما زالت قائمة من يريد ان يطبقها على وضعه المحلي ان يكون بمستواها وذكيا في تطبيقها . لكن ماهي اخطاء الاحزاب الشيوعية المؤيدة والمتعاطفة مع الاتحاد السوفيتي.. انها استبدال التضامن الاممي بالتبعية الاممية والسكوت على اوامرالقيادات السوفيتية على حساب القضايا الوطنية المصيرية. الان ما المطلوب من الاحزاب الشيوعية العربية وخاصة الشيوعيين العراقيين؟ ان يوحدوا صفوفهم وان يعطوا انفسهم وقتا للحوار والنقاش قبل الانقسام والتشظي وان يضعوا برنامجا وطنيا مستقلا حسب الظروف المحلية وان يخطوا خطوات عملية نحو من ينقسم عنهم ويحاوروه باستمرار وان يتجنبوا اسلوب اطلاق التهم القاسية على بعضهم البعض , اذ لا تليق بهم وان يراجعوا برامجهم بين الفترة والاخرى وماذا تحقق واين ستكون الخطوة القادمة. ان الشعب بأنتظاركم فأنتم الامل للخلاص من التخبط والعبث بحق الشعب والوطن.



#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد العالي الحراك - سقوط الاتحاد السوفيتي ... بين صحة النظرية واخطاء في التجربة