أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بصير مأمون عدره - شرق أوسط جديد!!














المزيد.....

شرق أوسط جديد!!


بصير مأمون عدره

الحوار المتمدن-العدد: 2057 - 2007 / 10 / 3 - 02:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مفهوم الشرق الأوسط الجديد, كان قد نظّر له رئيس وزراء إسرائيل اسحاق رابين ودعا إليه قبل موته, ثمّ جاءت الولايات المتحدة الأمريكية لتعلنه مشروعا لها يقوم من بعد نشر فوضى خلاقة في أرجائه؟؟
فهل نشر الفوضى في المكان يخلق؟؟ وهل الخلق الجديد لا يكون من دون هذه الفوضى؟؟
سكان هذا الشرق الأوسط عاشوا لزمن طويل وما يزالون يعيشون داخل مجتمعاتهم كما تعيش قطعان البقر والغنم في حظائرها, وحكامهم يتابعون عيشهم كما كان يعيش أسلافهم من السلاطين كأصحاب قطيع ورعيان يعلفون ويكثّرون قطعانهم, وهم اليوم بما يسمعون عن هذا الشرق الجديد يخافون على ملكياتهم وثرواتهم فيستنفرون قطعانهم لتلتلفّ حولهم خوفا من حرمانهم مما يملكون, وهم يرون ذئابا تهاجم قطعانهم, فيصرخون يستنفرون قطعانهم بكلمات تدعو غرائز القطيع للاستنفار ككلمات الوطنية والقومية والدين, وبهذه الكلمات يستنفر ويجتمع القطيع ويلتفّ حول رعاته وكلابهم.
لم يعمل سكان هذا الشرق يوما على الخروج من هذا المفهوم القطيعي, وهم إذا ما برز منهم مَن يعترض على الرعاة فهو يعترض على احتكار عمل الرعي وعلى ملكية القطيع, وهو في اعتراضه يؤكد إنتمائه إلى هذا الأسلوب القطيعي ولا يغادره.
ويؤكد هذا الحال ما يحدث اليوم في العراق, حيث قامت الولايات المتحدة بقتل رعيانه وكلابهم وفتحت للمعترضين من سكانه الطريق ليحكموا ويؤكدوا على إنسانية سكان العراق, فعمل المعترضون على بناء سلطة رفعت علم الراعي القديم وشعاره الوطني والديني, وبدأت تلك السلطة تصرخ بمفاهيم الراعي القديم الوطنية والقومية والدينية, وهي بعد أن صنعت بتأثير الولايات المتحدة شبه دستور للناس, راحت تصرخ مستنكرة ما نصّ عليه دستورها من مفهوم الفيدرالية, وهي تدور زائرة لسلطة رعاة السوريين الذين يدفعون أموال سوريا لتعطيل قيام سلطة إنسان في العراق, لتؤكّد لهم أنها سلطة رعاة, وهي ترفع صوتها من عاصمة الرعاة السوريين متشدّقة بمفاهيم الرعاة الوطنية والقومية, وتعلن عدم موافقتها على الفيدرالية في بلادها, ناقضة بنفسها ما صاغته من دستور.
كذلك هو حال من سمّوا أنفسهم جبهة خلاص من السوريين, فهم الهاربون من بلادهم يتسكعون في البلاد الأوربية, ويعقدون اجتماعات لجبهتهم ليعلنوا تمسكهم بمفاهيم سلطة الرعاة في بلادهم. فما هو الخلاص الذي يريدون؟ هل هو خلاص من رعاة واستبدالهم برعاة أخرين؟
هذا الحال في العراق وفي سوريا هو الحال في لبنان, فهناك فريق كبير منهم لا يرضى إلا بسلطة رعاة, وفريق أخر يمسك بسلطة الرعاة زاعما تحالفا مع الأمريكيين. ومثلهم هو حال الفلسطينيين, سلطة رعاة في رام الله وأخرى في غزّة, وكلّ من السلطتين ترفع أسناد ملكية قطيع وحقوقها في رعيه وفي لحمه وجلده وصوفه.
أما المصريون فحالهم أكثر وضوحا للمراقب, فسلطة القطيع تركت لمعارضيها فرصة الاعتراض داخل مصر, فظهر المعارضون وكأنهم سلطة قطيع أخرى تتنازع مع رعاته على ملكيته ورعيه وذبحه وجزّ صوفه.
من هنا كان مفهوم الفوضى الخلاقة هو المدخل عند الأمريكيين, فلن يكون تغيير في الشرق الأوسط ما لم يكن هناك هدم لجميع أشكال السلطة ولجميع المفاهيم عند السكان, فسكان المنطقة مبرمجون في تعليمهم على طاعة الراعي واتباع شهوات كلابه, وهم لا يستطيعون الحركة في الحقل من دون تلك الكلاب ومن دون توجيه الرعاة. وهذا ما يعرفه الأمريكيون ويعملون عليه, وشرق أوسط جديد لن تكون ولادته من دون مخاض يقضي على مفهوم الراعي والرعية في نفوس سكانه, ومن دون زرع لمفاهيم تؤكّد على الحقّ الفردي للناس وتسعى إليه وإلى تأطيره في قوانين ودساتير وسلطة تداول تخضع لمحاسبة سكان أحرار من مفاهيم الراعي والرعية عبر ممثليهم في برلمان يتألف من أفراد أحرار منتخبون.
هذا الأمر يمتدّ من أفغانستان إلى المغرب, ولذلك يعمل الأمريكيون في ورشة مساحتها كبيرة جدا, ويلزمهم الكثير من العمل والمال والوقت, فهم اليوم يعملون في باكستان وفي العراق وفي المغرب وفي فلسطين وفي لبنان وفي السودان وفي الصومال وفي الجزائر, وهم يعلمون بالدور الكابح الذي تمثله إيران وبه تعطل السير في مشروع شرق أوسط جديد من دون رعاة, فالراعي الإيراني يمسك بسلطة قوية تملك أموالا طائلة من عائدات نفط إيران, وهي توجّه تلك العائدات في صناعة السلاح الذي يضمن لها استمرار سلطتها وتوسعها, ولهذا يعمل الأمريكيون على التحكم فيه بمساعدة أوربية لهم وبمساعدة بعض رعاة المنطقة من سعوديين وخليجيين على أمل بقائهم في السلطة في شرق أوسط جديد.
هذه الورشة سوف تطول فترة عملها, ولذلك يحاول الأمريكيون إيجاد شركاء لهم في العمل, وقد كان لهم إلى اليوم شركاء كالإنكليز والاستراليون والكنديون وبعض الأوربيون الشرقيون واليابانيون والكوريون, وقد اكتسبوا شريكا جديدا هو الفرنسيون الذين أعربوا عن استعدادهم للمشاركة في ورشة إيران من خلال ما يترك لهم من حصة في لبنان.
وهذا المشروع الكبير لن تكون ولادته سهلة, ولن يظهر رأس المولود قبل أن تسيل دماء كثيرة من رحمه, فالرعاة جميعهم مستنفرون ومتحدون لحماية ملكيتهم لقطعانهم وحماية الثروات التي يجمعونها. والأمريكيون هم أصحاب المشروع ويعلمون بالربح والخسارة في عملهم, ولذلك عملوا مستبقين جميع الشركاء على زرع شركات قتل تقتل داخل تلك البلاد وتوقظ غريزة الدفاع عن النفس عند قطيع مستكين لرعاته, لعلّ السكان يعلمون أن الرعاة لا يستطيعون حماية قطعانهم, ولعلّ أفراد القطيع يتحولون إلى ناس يرفضون العيش في قطيع فيسارعون للشراكة في صناعة المشروع ويعملون لتكون لهم الحصة الكبيرة فيه. وإلى ذلك الحال سيشهد سكان الشرق الأوسط كثيرا من الويلات وكثيرا من الموت والفقر والجوع قبل أن يجري التحوّل والشراكة المحلية.



#بصير_مأمون_عدره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -لن تفلتوا منا أنتم ميتون-.. عائلة تتعرض لهجوم -مرعب- من قبل ...
- هذه الجزيرة البكر تسمح بدخول 400 سائح فقط في الزيارة الواحدة ...
- اقتلعته الرياح من مكانه.. سيدة تتفاجأ بقذف عاصفة عاتية لسقف ...
- تحديات تطبيع العلاقات المحتمل بين تركيا وسوريا.. محللان يعلق ...
- رئيس الأركان الروسي يتفقد مقر قيادة إحدى مجموعات القوات في م ...
- روسيا.. تعدد الأقطاب أساس أمن العالم
- أنا ميشرفنيش إني أقدمك-.. بلوغر مصرية تهين طالبة في حفل تخرج ...
- -نسخة طبق الأصل عن ترامب-.. من هو دي فانس الذي اختاره المرشح ...
- مقتل 57 أفغانيا وإصابة المئات جلّهم من الفيضانات والأمطار ال ...
- الحكومة المصرية تنفي شائعة أثارت جدلا كبيرا بالبلاد


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بصير مأمون عدره - شرق أوسط جديد!!