تزاحم قوانين احكام احتلال العراق ضرورة لاستعادة موقع القطب الاكبر الذي زعزعته المقاومة الشعبية

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2056 - 2007 / 10 / 2 - 11:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

استفاقت الادارة الامريكية على ناقوس الخطر الذي دقه قائد قواتها في اليابان ، معلنا لاول مرة تخلف الامبريالية الامريكية في المجال العسكري تكنولوجيا وعجزه ميدانيا بشكل مباشر واقتصاديا بشكل غير مباشر . فالمقارنة جاءت مع الصين التي تمتلك اكبر احتياطي في العالم من الدولار يفوق ما تمتلكه خزائن الولايات المتحدة وبنوكها. وتغزو بضائعها جميع اسواق العالم بما فيها اسواق امريكا . وبميزانية عسكرية تقل بعشرات المرات عن الميزانية العسكرية الامريكية استطاعت ان تحقق التفوق تكنولوجيا في مجال السلاح الجوي بل وفي مجال تسليح الفضاء، ليس فقط لعدم انشغالها بالحروب كالولايات المتحدة كما جاء في التقرير، وانما لعدم بلوغ علاقات الانتاج الراسمالية فيها الى درجة التعفن القاتلة التي بلغتها في الولايات المتحدة.
ولم يكتف التقرير الذي كشف فيه القائد الامريكي عجز السلاح الجوي الامريكي عن اختراق اجواء الصين، الذي كشف في الوقت نفسه عجز المخطط الامريكي عن تحقيق الهيمنة على الصين التي تحتل بسكانها وقدراتها الاقتصادية موقعا متميزا عالميا، بل وكشف عن هول الخسائر والتضحيات التي تكبدتها الامبريالية الامريكية عسكريا واقتصاديا في العراق . فاشار الى استنزاف تكاليف الحرب على العراق كل الاموال الضرورية لتطوير السلاح الجوي الامريكي، واستمرار الحرب لما يزيد عن اربع سنوات ادى الى استنزاف القوات المسلحة وزج جميع قواها الجوية . فجاء رد الفعل عنيفا ومتعجلا يجب الانتهاء من استكمال الهيمنة الامريكية على العراق وباسرع وقت لاستكمال المهمات الاستراتيجية التي تضمن الهيمنة على العالم ولاسيما حماية وتعزيز موقع القطب العالمي الاكبر الذي اهتز بفعل مقاومة الشعب العراقي .
فاردفت قوات الاحتلال قانون نهب النفط والغاز بقانون تقسيم العراق غير الملزم واخيرا وليس اخرا اتفاقيات ومعاهدات ادامة الاحتلال. فقانون نهب النفط يضمن الهيمنة الاقتصادية والسياسية على العراق لعشرات السنين وشل طاقات الشعب العراقي بالفقر والجهل والمرض، فضلا عن الهيمنة على ثاني احتياطي للنفط في العالم ومن خلاله تعزيز الهيمنة على اهم مصادر الطاقة في العالم والتحكم بمصير دوله. وجاء قانون تقسيم العراق غير الملزم على اساس قومي و طائفي، كتهديد من اجل تعجيل اقرار قانون نهب النفط من ناحية، واشغال الشعب العراقي عن مقاومة اقراره بالصراع حول قضايا تقسيم العراق وشق صفوفهم بتشكيل مختلف الكتل السياسية وصولا الى افتعال اقتتالهم.
وجاء طرح ترتيبات ادامة الاحتلال وشرعنته عراقيا ودوليا كضرورة لانهاء دور مجلس الامن في تجديد بقاء احتلالها للعراق سنويا باسم قوات متعددة الجنسية وبطلب من الحكومة العراقية، وتثبيته بمعاهدات واتفاقيات مدعومة بختم مجلس الامن ، دع عنك المباشرة في استغلال القواعد العسكرية الجبارة التي اقامتها في العراق لتكون منطلقا لهيمنتها العسكرية على الشرق الاوسط ولاكبر سفاراتها في العالم كهيئة اركان عامة لها في اخطر واغنى بقاع العالم.
وهكذا فان هذا التزاحم في المشاريع الامبريالية لاحكام وادامة هيمنتها على العراق باسرع ما يمكن، لاينم عن ثقة بقدرات الامبريالية الامريكية رغم كل جبروتها وانما هروب الى الامام. فهي اذ عجزت حتى اليوم عن تركيع شعبنا وقتل مقاومته وشق صفوفه واثارة الحرب الاهلية بكل السبل والاساليب ، بل وعجزت حتى عن تطويع ادواتها لتمرير قانون النفط .فان قانون تقسيم العراق على اساس طائفي الذي صدر عن سلطة الاحتلال التشريعية يكشف عن طموح غير مشروع للامبريالية الامريكية في انهاء دولة لها دورها في صنع التاريخي العالمي وحاضره . ويعبر عن مدى استهتار ادارة الاحتلال بجميع الادوات التي نصبتها كسلطة تشريعية وتنفيذية عراقية دع عنك استهتارها بارادة الشعب العراقي وبالقوانين والاعراف الدولية ، الامر الذي دفع حتى ادواتها للاحتجاج على القرار. وطرح امام جميع قوى الشعب مهمة توحيد الصفوف وتجاوز جميع وسائل واساليب تفريق الصفوف وتعرية كل وسائل واساليب التضليل. والاستعداد المتصاعد لمقاومة قانون نهب النفط وما يطرح من معاهدات واتفاقيات يجري الاعداد والترويج لها باعتبارها مشابهة للاتفاقيات والمعاهدات المعقودة مع دول الخليج ومصر، بعد ان فشلت في تشبيه بقاء قواتها في كل من اليابان والمانيا باستمرار احتلالها للعراق. فجميع هذه القوانين والمشاريع مترابطة وترمي الى هدف واحد هو استعباد شعبنا واستخدامه اداة اقتصادية وسياسية وعسكرية لاستعباد البشرية.
وبقدر ما تحاول قوات الاحتلال التظاهر بالقوة والعنجهية بطرح كل هذه الاوراق مرة واحدة فهي تكشف عن استفحال ازماتها وتناقضاتها وتسجل منعطفا خطيرا في تاريخها يبشر ببدء نهاية اعتى اعداء البشرية و تثقف شعبنا وترفع وعيه وادراكه بان العدو الرئيس هو الاحتلال ولا سبيل للتحرر والعيش الكريم الا بانهاء الاحتلال وبناء العراق الديموقراطي الموحد

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات