كريم حسين مرزة
الحوار المتمدن-العدد: 2057 - 2007 / 10 / 3 - 10:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الوفاء,هذا هو العنوان الكبير لتعريف الكردي العراقي هذا الذي يجمع عليه كل العراقيين ,وحتى من يقف بتعصب ضد الاكراد, يعلم ان الكردي وفي بطبعه .اما من خالط الاكراد وتعمق بتفاصيل حياتهم فسيعرف انهم يمتازون بطيبه ونكران ذات وحب الخير للاخر عجيبة,وليس ادل على ذلك من موقفهم الان وسط هذا الغبار الذي اتى على كل الطباع الاصيله للشعب العراقي ,( وهنا نتكلم عن شعب كردي) ,فها هي السليمانية واربيل تستقبل كل اطياف الشعب العراقي وتحتضنهم وهذا دليل وعي كبير وفهم لطبيعة المشاكل التي تعرض لها الشعب االكردي سابقا حيث يعرفون ان الشعب العراقي هم اخوانهم ولا يمكن ان يقبل اي عراقي عربي بسيط ان يؤذي اخوه الكردي ومن اي جهة كانت,هذه حقيقة يعرفها من يعيشها ,اما من يقبع بعيدا وسط خيالات مريضة فبالتاكيد سينتفض لعصبيته من هذا الطرف او ذاك
يعرف الاكراد و اكثر من غيرهم بان امريكا التي تظهر الموده والخوف على مصلحة الاكراد اليوم هي ذاتها االتي غضت الطرف عن حلبجة والانفال ! وهي ذاتها التي ساعدت على قهر الشعب الكردي عبر سنين طوال!
فما الذي تغير ؟!
لاشيء سوى ان اهداف امريكا تطلبت هذا التحول ,وهكذا راحت ترسم الاحلام الورديه لمتطرفي الاكراد ,اما مثقفي الكرد وساستهم المخلصين لشعبهم فبالتاكيد سيدركون قبل غيرهم ابعاد اللعبه .
ا
اكثر من سياسي كردي ملم بامور السياسه وله الامكانيه ان يستشرف افاق المستقبل يعرف جيدا وقد صرح بذلك قسم منهم عن طبيعة التحدي امام الاكراد وهل ان انفصالهم عن العراق هو في صالح الشعب الكردي ام سيكون نقمة عليهم ,وحتى مام جلال صرح اكثر من مره وباعلى الصوت ان مصلحة الكرد هي ان يحتفظوا بعراق واحد موحد يحصلون فيه على حقوق طبيعيه ضمن النظام الديمقراطي الحر.مام جلال الذي نجح في امتحان اعدام صدام حسين بامتياز وباعجوبة!
حيث لم يكن في حساب الكثيرين ان يعبر مام جلال هذا المطب بسهولة,الا انه استطاع ومن خلال تجارب كبيرة وقراءة دقيقة لتاريخ قديم ولمستقبل لا يرحم ان وقوفه الى جانب المحتل باعدام صدام حسين سيضع نضال الشعب الكردي في زاوية قاسية لا يستحقها الشعب الكردي المكافح.
وهنا لا نعني اننا ضد اعدام اي طاغية واي متجبر واي مجرم بحق شعبه,ولكن الخطا عندما يتم تنفيذ القرار بارادة محتل هو من اوجد وساعد وناصر هؤلاء الطغاة! ولا يزال .
فلو تم القبض على صدام بايدي عراقية وكانت المحكمة عراقية والقرار عراقي لكان عرسا لانتصار الحق وفرحة ما بعدها فرحة , ولكن ان يلقى القبض عليه من قبل محتل ويتخذ القرار من قبل محتل والمحتل هو الذي يدير المحاكمة ( وكشاهد على ذلك حين احتج احد اعضاء مجلس النواب من ان دخول رامسي كلارك لم يتم بعلم السلطة ولا المحكمة ) وهو الذي يسلم صدام وتاتي مجموعة لتنسب هذا العمل لها !!! فكيف يكون معنى الاهانة للارادة العراقية والاذلال الذي ما بعده اذلال وللاسف ان يقع فيه مجموعة من الائتلاف العراقي ومن الذين اعمى بصيرتهم الحقد , وقع في هذه الحفرة بعض قصار الفهم والنظر ولكن ينجح مام جلال وينجو من الحفرة بذكاء!
واليوم امام الكرد حفرة اكبر والخلاص منها اصعب بكثير , فمن ناحية هناك طموح للاكراد لتكوين وطن مستقل وهناك حقائق على الارض وهناك تاريخ قريب يحكي حكايا مريرة وهناك مشروع يقدمه من ساهم في ذبح الكرد بالامس , مشروع مجلس الشيوخ لتقسيم العراق!
فهل ان الذي يقدم اليوم للكرد عسلا ام انه كما وصف المتنبي:
وكنت كما السم في الشهد كامنا لذذت به جهلا وفي اللذة الحتف!!!!!
فكيف سيتصرف الاكراد؟!
هناك اصوات مناصرة للتقسيم وسنعتبرها متسرعه , ولاندري ان كانت ستتم المراجعه الدقيقة لها ام لا, ولكننا كعرب عشنا قريبا من الهم الكردي واختلطنا بهم نتمنى لهم كل الخير , ونتمنى ان يثبتوا مرة اخرى بعد نظرهم وانهم اوعى من ان يغدر بهم , ونتمنى ان لايدفع الشعب الكردي الثمن ثانية , فقلوبنا مع هذا الشعب الي ذاق اهوال لا يعلم بها الا من عاش قريبا منها ذلك ان الامريكان والغرب حينها كانوا مشغولون بطاووسهم الجميل !
نتمنى ان ينجحوا كما نجحوا في الطفر من فوق حفرة اعدام صدام , وان يرفضوا قرار مجلس الشيوخ بتقسيم العراق وان يتركوا الخيار للشعب الكردي في تقرير مصلحته بنفسه , ونتمنى ان يستخدم الكرد ما لديهم من مخزون هائل وموروث طببيعي من الوفاء لينصفوا الشعب الكردي بشكل خاص والشعب العراقي بشكل عام الذي يحلم جميعهم ببلد يطبق فيه القانون في اربيل كما في البصرة والانبار وديالى وبغداد والنجف وان يدافع ابن الجنوب والوسط عن السليمانية ان تعرضت لاعتداء لا سامح الله كما يدافع ابن اربيل عن الناصرية والانبار, وان لا يقعوا في فخ المحتل الذي اثبت ان مصالحه فوق كل شئ .
#كريم_حسين_مرزة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟