أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نور الدين بدران - أرخبيل الملك المحنط














المزيد.....


أرخبيل الملك المحنط


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 2056 - 2007 / 10 / 2 - 11:05
المحور: الادب والفن
    


صلاحيات ملك الكون تتساقط واحدة إثر واحدة كأوراق الشجر في الخريف..أظنه بات يحسد أي موظف صغير.
وصل تدخل مجموعات الضغط الموصوفة وغير المعروفة أحياناً إلى تحديد عمله ووصف سلوكه وصياغة شكله ولونه وعرقه..صادروا جميع قراراته حتى في أدق التفاصيل....حتى الحساب لم يعد من شأنه..لم يعد له يومه المعلوم..أصبح اللحظة التي يشاؤون.. يصدرون نشراتهم الحاسمة في الثواب والعقاب دون تأجيل ولا إنذار..بل ثمة أوقات إضافية تزدهر بالتنفيذ المباشر بلا نص ولا إخبار..فتراهم أو لا تراهم ينتزعون الروح التي هي من اختصاصه وحده.. أو الحرية التي هي من الكنوز النادرة أو اللسان الذي يميز الإنسان عن الحيوان بفضيلة النطق...لقد أوحوا له ولأبنائه في كل مكان وزمان بمعادلة غريبة المظهر والجوهر بأنهم يلعبون بمصير الجميع بالوكالة عنه وهو الذي يعلن دائماً أنه لا وكيل له بل هو وكيل الجميع.
باسمه يشكلون المحاكم والأحزاب..يقترفون أفعالهم بوقاحة حلت محل الخشوع.. يصوغون وينفذون القرارات الأكثر أهمية وحسماً..في الأعناق والأرزاق في الحرب والسلام ..في الحياة والموت.
***
كيف وماذا ولماذا ومتى وأين تقوم بهذا الفعل أو ذاك؟
هم يعرفون ويحددون كل أولئك..امتلكوا حقا حصرياً بالإجابة والتنفيذ..لديهم السلاح وكل من يعترض على سلاحهم أو يناقشه ولو بالكلام يقطعون لسانه من الجذور..أما اليد التي تمتد نحوه ولو بالإشارة فإنها تقتلع من الإبط..ثم لا يتوقفون عن الإعلان بأن سلاحهم ليس موجها ضد العباد وإنما لنصرته وإعلاء كلمته فهم حزبه وهم الغالبون..لهم تسميات لا تعد ولا تحصى ..بعضها بأحد أسمائه مباشره وبعضها بإحدى صفاته تلميحاً أو تصريحاً...ليسوا واحدا أو مجموعة محددة..إنهم مجموعات تنتشر في بقاع الأرض..ناقمة على حضارتها ومنجزاتها.. تتبارى تحت رايات متعددة الألوان..لكنها ترتكز على قاعدة واحدة..قاعدة التدمير الهمجي لأعلى وألمع رموز الحضارة من فنون عريقة أو صروح حديثة...تلك القاعدة دينها وديدنها القتل والفتك والاقتناص..
يحاول مرضاها المهووسون إعادة صياغة حركة الزمان وتدبير ملامح المكان وفق هلوستهم وأوهامهم..يحاولون بيقين راسخ كالصخور صياغة البشر كسلع ذات مواصفات محددة وواحدة شكلاً ودوراً ومحتوى..فالاختلاف كفر ومروق وكبرى الكبائر...يحاولون صياغة شكل ونوع الطعام والشراب والزواج والنوم والميراث وحركة العقل وهوى الفؤاد...باختصار تحديد البشر جميعاً وفرداً فرداً مكاناً وزماناً في الحياة وبعد الموت...يرسمون ذلك بأقلام أمراضهم ثم ينفذون مشروعهم بالحراب والرصاص على الأرض وفي غياهب السماء.
***
هم ساكنو التفاصيل منذ صرختك الأولى وحتى نزعك الأخير.
منذ استيقاظك وحتى آخر هزيع في ليلك البهيم.
هم البداية والنهاية مروراً بما بينهما.
تلك القاعدة رغم تناثرها تشكل أرخبيلا واحداً من ظلمات عصر ولى وانقرض.
لقد انهارت الحضارات السابقة تحت ضربات الهمجيات السابقة واليوم ثمة من يفكر ويعمل على إعادة المشهد المأساوي الرهيب.
السيناريو عينه تقريباً..بدايته في التحريم وخاتمته في التهديم..
***
لولا الفراعنة من ذكر الهكسوس؟
لولا الرومان من سمع بقبائل الجرمان؟
لولا هرقل هل احتلتِ العقرب برجاً في السماء؟
****
كل ذلك تحت أنظار الملك المحنط منذ بضعة آلاف خريف..بعيد أفول عشتار...



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في القشور والخديعة
- متفائل جداً
- أمنية بل صلاة
- نرجسة نور مارقة
- كلمات
- أجندات الخير والشر
- الخوف...الخوف...الخوف.
- لن أهديكِ أقل
- الاستبداد والغزو وجهان لكارثة واحدة.
- نقطة بلا سطر
- غابة الطبع الأخضر
- تخذلني حنايا القلب
- بديهيات موقوتة
- تكاد أن تكون توائم
- الحد الأدنى.....!!
- النفشة المباغتة
- شمس الانتظار
- أهل القصر وأهل الكهف.
- ما لا تطول عصور
- حين يلامس صوتك.....


المزيد.....




- العربية أم الصينية.. أيهما الأصعب بين لغات العالم؟ ولماذا؟
- سوريا.. رحلة البحث عن كنوز أثرية في باطن الأرض وبين جدران ال ...
- مسلسل -كساندرا-.. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
- عرض عالمي لفيلم مصري استغرق إنتاجه 5 سنوات مستوحى من أحداث ح ...
- بينالي الفنون الإسلامية : أعمال فنية معاصرة تحاكي ثيمة -وما ...
- كنسوية.. فنانة أندونيسية تستبدل الرجال في الأساطير برؤوس نسا ...
- إعلاميون لـ-إيلاف-: قصة نجاح عالمي تكتب للمملكة في المنتدى ا ...
- رسمياً نتائج التمهيدي المهني في العراق اليوم 2025 (فرع تجاري ...
- سلوكيّات فتيات الهوى بكولكاتا نقلها إلى المسرح.. ما سرّ العي ...
- الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة تصل إلى ليبيا لتول ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نور الدين بدران - أرخبيل الملك المحنط