عالم بلا عراق

هندي الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2055 - 2007 / 10 / 1 - 03:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حين ننظر إلى خارطة العراق نحس إن هناك شئ من الهيبة تفرض نفسها ..شيء من الرهبة تجتاحنا وكأننا أمام كائن حي متكامل يمتلك شيئا من الشموخ تمتد جذوره عميقا في التاريخ.. القوه والوحدة الجغرافية التي لا يمكن تجاهلها .. التوحد والتكامل التاريخي..جسد ان حاولت قطع أي جزء منه سوف ينتفض ويرفسك خارج التاريخ..أيمكن للرأس العيش خارج كيان الجسد الواحد؟؟ أيمكن للجذع التحرك وأداء الوظائف بدون الرأس والقدمين؟؟ وذاك الشريان وهذا الوريد كيف سيعمل بعد تقطيعه وعزله عن القلب النابض بغداد؟؟؟ انظر الى خارطة هذا الكائن الحي الذي يسمونه عراق..ستجد فعلا كائن حي يمتلك الوحدة العضوية المتكاملة.. فهذا الصدر البارز الى الغرب متناسق مع ذلك التخصر من جهة الشرق والرأس المرفوع بثقة الى الأعلى وهذا الجسد كله يجلس تلك الجلسة على شاطئ الخليج وكأنه أسد يشد الأرض بقوة لن تزعزعه كل قوى الطبيعة ولن تستطيع النيل من أي جزء منه..هذا الشكل وهذا التكون لن تجده في كل خرائط البلدان التي عادة ما تكون على شكل مربعات ومستطيلات تتخللها تكسرات بسيطة نتيجة للجغرافية ان زودت كيلومترات إلى هذا الضلع أو قصرت أخر لن يغير شئ.. ان أي تغير في تلك الخارطة ربما يفقد ذلك العنفوان والشموخ الابدي وحدته.. ويفقد هذه الارض حيويتها وقد يؤدي إلى محو وإزالة ما حول هذه البقعة من خرائط وشعوب وحضارة تجبر من يفكر بهذه اللعبة الخطيرة على التراجع وعض أصابع الندم ان أقدم عليها حتى ولو على الورق.. الا يكفي لانه العراق فقط من كسر شوكة كل علماء الهندسة الوراثية والاستنساخ السياسي اذا فكروا مجرد تفكير في تغير هذا الشموخ الجغرافي والوحده الفكرية و التاريخية.
ان هناك سبب جغرافي وتاريخي وثقافي وروحي ساهمت كلها في تكوين هذا الشكل المتحامل على العالم..لدرجة تجعل العالم ينحني أمامه إجلالا وخنوعا.. أليس هو العراق هذا الكائن الحي الذي رفض جسمه أي زرع لاعضاء جديدة ولم يتوازن اذا قطع من جسده أي عضو رغم كل عمليات الزرع والبتر التي اجريت عليه خلال الأوبئة السياسية عبر التاريخ والتي كانت تجرى من قبل امبراطوريات عتيدة لها خبرة وتخصص عالي بعمليات البتر السياسي.. وكانت ترى بأم عينها تلك الهيجانات وعدم التوازن في المنطقة والعالم لدرجة ادت الى محو كثير من الكيانات والامبراطوريات التي قامت باجراء تلك العمليات ويعود العراق كما كان معافى موحد...
كيف يتجرا احد ويفكر بتقطيع ارض ما بين النهرين التي تشكلت منذ آلاف السنين واذا تجرعوا وغيروا هذه الخارطة و قسموا هذه الاض الغير قابلة للقسمة ..فكيف لهم ان يقسموا التاريخ.. من سيرث حمورابي ومن يرث نبوخذ نصر؟؟ من سيرث المتنبي ومن يرث ابو تمام.. من يرث سيدنا ابراهيم ومن يرث نبينا يونس.. وشجرة ادم الخضراء لمن تكون..ولمن ستكون اور ومن يرث اشور... برج بابل لمن سيؤول ولمن ستكون الجنائن والثور المجنح ..وان تمكنوا من كل ذلك فكيف بهم مع حمام الكاظم ..هل سيمنعونه من النوم على ماذنة ابو حنيفة؟؟؟؟..ولاي عضو سيطلقون اسم العراق وكيف سنفهم حين نقرا كلمة ما بين النهرين؟؟؟؟؟ هل يعتقدون ان هناك عالم ليس فيه عراق؟ كيف سيكون هذا العالم الخالي من العراق؟ كيف؟؟؟؟؟
..العراق عراق.. هكذا ولد منذ فجر التاريخ ولم يتغير شكله الا برتوش بسيطة تبتعد وتعود اليه عبر العصور.. وهكذا سيبقى الى ان يرث الله الارض ومن عليها .. انتبهوا.. انتبهوا فاول الكون هو العراق وسيكون هو اخر هذا الكون.. ان شاتم الانتحار وتدمير عالمكم فاتخذوا قراراتكم الملزمة بتقطيع قلب العالم..

......... نصيحة عراقية اتركوا العراق للعراقيين ووفروا عليكم الوقت والجهد والقرارات الملزمة وغير الملزمة فتراب العراق مشبع بالملح من يمسه سوف يصاب بارتفاع ضغط الدم وربما الجلطة الدماغية.....
**********
العراق جنائن بابل وتين السليمانية..
العراق ناعور هيت ويروي نخلة بصراويه..
ورمانه من شهربان بيد مصلاويه..
العراق دبكة كردستانية تتغنى بالميمر
و موال من الناصريه
*********
.. العراق وطن جكليت وهلاهل كما يقول العراقي الدكتور نرجس بطرس
..... الوطن جكليت وهلاهل دوم ...
الوطن جوبي وهجع ودبكة كلدانية...
الوطن صبة وشبك أحرار ...
الوطن آشور وشيعة ويزيدية...
الوطن عيد وصلاة وصوم
يجمعنا الوطن إسلام ومسيحية...
الوطن كوت والموصل وكركوك
والمشخاب تحضن سليمانية...

الوطن نخل البصرة والعشار
وتين من الجبل للحلوة راوية...
الوطن عرس وأخوة دوم
والكاكا لو عرّس ، يخطب كربلائية..
. وابن العاصمة يصيّف بأربيل
ويشوي ابن العمارة سمجة بنية.
..ولوعبد المسيح يحتاج للجيران
توكفلة أم محمود وهيّ سنية .........
***********

#هندي_الهيتي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات