نواف خلف السنجاري
الحوار المتمدن-العدد: 2055 - 2007 / 10 / 1 - 10:03
المحور:
الادب والفن
حشرجة
وسط الخراب الهائل.. بين أنقاض كوخهم المهدّم، وفي ظل الجدار الوحيد المتبقي.. كان يجلس بجوار ابنته الصغيرة وبيدها كتاب القراءة.. يقرأ لها بصوت مخنوق بالعبرات:
( دار – دور – وطن)!!.
بقايا
يبحث في جيبه لا يجد علبة السجائر.. في جيبه الآخر لا يجد نظارته.. يفتش في ذاكرته لا يجد شيئاً يقوله.. ينظر إليهم كالمجنون وهم ينبشون الأنقاض - وراء البلدوزر- كدجاج جائع! يخرجون فردة حذاء، لعبة ممزقة، وبقايا بطانية زرقاء طالما غطى بها أولاده الصغار.
سقف
في مثل هذا الوقت من كل عام.. كانوا هو وزوجته يجبلون الطين ويخلطونه بالتبن يرممون به كوخهم المتداعي، ليقيهم من أمطار الشتاء.. وفي كل مرة كانوا يحلمون بمنزل صغير من الأسمنت يأويهم مع أولادهم الستة!.. هذا العام لم يرمموا.. ولم يحلموا.. لم يعد يملكون سقفاً حتى!.. لديهم فقط خيمة أعطتهم إياها لجنة الإغاثة، بعد أن دمّر الإرهابيون قريتهم وحوّلوها إلى ركام.
[email protected]
#نواف_خلف_السنجاري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟