حراك ام جمود سياسي

عمران العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2055 - 2007 / 10 / 1 - 10:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بين هاتين المفردتين يضيع التوصيف الحقيقي للحالة السياسية العراقية ، فما تشهده الساحة السياسية العراقية يبدو انه خرج ليس عن القدرة على التوصيف فقط بل خرج عن دائرة الحلول البسيطة والمشاكل السهلة الممكن تجاوزها بلقاء بين الاطراف السياسية والسبب ليس لانه لاتوجد نقاط التقاء اذا خلصت النوايا بل ببساطة ان البعض ماعاد يريد لنقاط الالتقاء ان تحدث ايضا .
التغيرات السياسية في العراق يمكن ان توصف بالحراك السياسي في ظل النظام الديمقراطي ، ولكن الحقيقة ان ذلك الحراك السياسي سيخلف لنا جمودا سياسيا لايمكن التكهن بالوقت الذي يمكن ان يكون فيه قادرا على الحركة ، هذا اذا لم يصبنا ذلك الحراك السياسي الظاهري المزعوم بالعودة الى الوراء وبخطوات واسعة ‘دع عنك تسليمنا ايضا بان الجمود بحد ذاته هو تقهقر وعودة الى الخلف لان العالم يسير الى امام ولا يلتفت الى الواقفين .
الاطراف السياسية تتنوع مواقفها بين متربص لسقوط الحكومة وكأنه انجاز سينقذ الشعب العراقي ، علما ان هذا المتربص لايمتلك الخيارات والبدائل سوى وضع انفسهم في الواجهات على امل ملء الشاغر رغم استحالة الحالة وفق المعايير البرلمانية وبين الاخر الذي لاينوي سحب الثقة من الحكومة ولكن في الوقت نفسه لايقدم الدعم و من غير المؤكد انه سيصوت لصالح اي وزير سيقدمة المالكي لملء الفراغ واخرون ينتظرون اسقاط الحكومة والاتيان بحكومة جديدة سيتكرر معها نفس السيناريو .
الاطراف المنسحبة من الحكومة ومعها الاطراف المنسحبة من الائتلاف ومعها الاطراف التي تروج للاشياء من خارج العراق غير قادرة على سحب الثقة من الحكومة مادامت تصطدم بكتل رئيسية مازالت تريد للعملية السياسية ان تمضي الى الامام من دون العودة الى نقطة الصفر بالاضافة الى ذلك ان الكتل الباحثة عن قشة تقصم ظهر الحكومة غير منسجمة بل لانغالي ان قلنا انها تقف على طرفي نقيض من كل العملية السياسية العراقية فلكل جهة اجندة لاتختلف فقط بل هي تصطدم معها تماما ، لذلك مايحدث الان ليس حراكا سياسيا وان كان في الظاهر كذلك ولكن الحقيقة ان الوضع السياسي يعيش جمودا سياسيا حذرا لايمكن التكهن بكيفية النهاية او الزمن المستغرق اذا لم يحدث حراك حقيقي بين الاطراف الرئيسية والتي بيدها مقود الحكومة

#عمران_العبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات