قرار التقسيم الغير ملزم ..متى يغدو ملزما؟

ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2055 - 2007 / 10 / 1 - 12:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

صوت مجلس الشيوخ الامريكي على مشروع السيناتور جوزيف بايدن الرامي الى تقسيم العراق لثلاثة اقاليم اثنيةومذهبية ..
القرار غير ملزم للحكومة العراقية ,حسنا ان كان كذلك ,لماذا تم طرحه للتصويت اذن,واشغال السادة شيوخ الامة الاامريكية به في وقت اصبح فيه لهاث المواجهة الامريكية -الايرانيه على شفير السماع ؟
نخشى دائما من الاتهام بتهمة اصحاب نظرية المؤامرة التي اصبحت سيفا مسلطا على راس كل من يتطرق لتاشير حالة من التامر الحقيقي ,وكان السياسة الامريكية وصناعها قد دخلوا مطهر دانتي ,واصبحوا من ملائكة السياسة التي لا تلوث ذيولها بدنس التامر..
في الوقت الذي يضيق الخناق على الالة العسكرية الامريكية ويحذر صناع القرار الامريكيون من مغبة (اسر )اكثر من 150000 امريكي بايدي استخبارات وميليشيات وجواسيس ايران الذين يغزون سهول وجبال وبطاح العراق في حال اندلاع مواجهة مع الولايات المتحدة الامريكية والعراق (الايراني!)تاتي هذه المبادرة لغرض اعداد الارضية المطلوبة لفرز العراق الايراني عن العراق العراقي ووضع الخطط العسكرية الميدانية اللازمة لزجهما ضد بعض في اتون المواجهة.
وربما ادرك المخططون العسكريون الامريكيون ان لا خلاص عسكري من المستنقع العراقي الا بالتصعيد ضد ايران والتها العراقية ,من اجل ان تبدو الولايات المتحدة لمرة وحيدة مدافعة عن طرف عراقي ضد طرف عراقي-ايراني كما ستزعم حينها ,وبذلك تخفف من وطاة الضربات التي تنالها من هذا الطرف ,وتضعف من خلال الضربات الاستباقية الجوية والمكثفة والقذرة جدا (في جال اشراك اسرائيل بالعملية وهو احتمال قوي الترجيح ) طرفا اخر خرج عن نطاق السيطرة المتفق عليها .
ليس ببعيد على قوات الاحتلال ايجاد شريك من كلا الطرفين المختلفين على جثة العراق القتيل (اذا اعتبرنا ان الطرف الثالث غير مقلق للاسراتيجية الامريكية في المنطقة) وهذا الشريك سيصبح مستعدا لتنفيذ مقترح بايدن في حال قيام الاداة الامريكية السرية الموجودة داخل النظام السياسي العراقي -ومن كل الفئات-بتصعيد الاقتتال الداخلي وتاجيج نوازع الطائفية السياسية وايصال جموع الشعب بمختلف تكويناته المذهبية والعرقية الى حالة الرضا بالانعزال الفئوي بديلا عن حمى المواجهات المفتعلة التي ستتصاعد في الايام اللاحقة لطرح هذا المشروع .
عدم الزامية القرار هي امر مؤقت ,والعمل على ايجاد امراء لطوائف الغد ودعاة لفرض اقاليمه الثلاث المرتقبة كامر واقع مستمرة ,وحين تصبح المواجهة الايرانية -الامريكية عراقية مذهبية صرفة لوجستيا واستخباراتيا وحتى ميدانيا سيصبح تنفيذ قرار التقسيم خلاصا للالة العسكرية الامريكية ومن يحتمي بها وكذلك فرصة لمخالب ايران في الداخل للهرب بالغنيمة النفطية الموعودة حتى ولو بالخمس مع الراعي الايراني ..
حينها يكون الخاسر الوحيد هو العراق القديم الذي اصبح شذرا مذرا ولن يعود مخيفا لايران ولا مازقا لامريكا ويخرج الذئبان بغنيمتهما متصافيان ..
ويغدو كل ماهو غير ملزم حينها ملزما ومقبولا وبرحابة صدر !
لنرى المؤامرة القادمة يامن تتهمون المحذرين بنظرية المؤامرة..

#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات