أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كشكولي - الشاعرة الأمريكية -أميلي ديكنسون















المزيد.....

الشاعرة الأمريكية -أميلي ديكنسون


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 632 - 2003 / 10 / 25 - 01:47
المحور: الادب والفن
    



الشاعرة الأمريكية "أميلي ديكنسون"
(1830-1886)
                                                                         ولدت أميلي ديكنسون في  مدينة"آمهيرست" التابعة لولاية " ماساشوسيت" , بنتا لرجل يمتهن المحاماة. تلقت علومها في أكاديمية آمهريست (1834-1847) و "مونت هولياوك" ( 1847-1848).
بدت في أوائل حياتها شابة اجتماعية أنيسة , لكنها شرعت تنسحب من العالم الخارجي بعد عشريناتها.
واختارت بعد الأربعينات من عمرها الانعزال التام عن العالم , رافضة مغادرة منزلها واستقبال ضيوف.
نزعت دائما إلى الخلوة و السر , كتبت أغلب قصائدها في السر, فأنتجت اكثر من ألفي قصيدة لم يطبع منها في فترة حياتها سوى سبع مجاميع شعرية.
تبقى حياتها الشخصية لغزا ويحتمل أن يكون الحب الفاشل وراء لجوئها إلى العزلة.
تعكس أعمالها بالتأكيد صراعا داخليا عنيفا استغرق سنوات عديدة, وشعرها ملئ بإلماعات قوية إلى عواصف و انفجارات بركانية  في الحياة. ففي إحدى قصائدها تقول:

"بسم النحلة
و الفراشة
والريح, آمين!...."
هكذا كانت أميلي دكنسون في إحدى قصائدها القصيرة مثلما في كثير من شعرها تتعبد وبكل  ببساطة و بدهشة ، تمارس طقوسها العبادية . فما هو هذا الثالوث الذي تتضرع إليه الشاعرة ؟ أ تتلاعب هي بعبارة صلاة تسمعها دائما في صومعة المدينة؟ أم أنها تريد أن  تتحدى الاعتراف الرسمي بالأب و الابن و الروح القدس؟  يقينا إنها لا تعني هنا الكفر، لكن الإلماعة هنا أكبر من لعبة شعرية؟
تحضر النحل غالبا ما في قصائدها كجامعات مثابرات لروح الصيف لتدخرنها في خزانة الذاكرة، بينما الفراشات هناك تمثل الحسن والجمال سعيدة. أما الريح فهي تشكل في النهاية القوام الثالث في  الثالوث المسيحي ، فالكلمة الإغريقية للروح في الكتاب المقدس للعهد الجديد تعني الريح أيضا. انه تكثيف للشعور و الرحلة في الفنتازيا و الإلهام: انه برنامج أميلي دكنسون الشعري. و ايماءات مفردتي " الروح" و " الريح" في اللغة العربية و قرابتهما تستحق تأملا عميقا. *
و في قصيدة أخرى نتبع  الشاعرة في زيارة إلى حانة  برفقة  نحلة و فراشة. فالحانة هنا  عبارة عن كأس الزهرة الداخلي و  شراب من الندى و رحيق الأزهار. تتهادى النحلة  في مشيتها ثملة في أحد نهارات   الصيف الطويلة و حين يرى النادل النحلة الثملة على الباب و الفراشة لا تقدر على المواصلة ، تشرب " أنا" الشاعرة  المزيد بدلا عنهما،  إلى أن تلوح الملائكة بقبعاتها البيضاء كالثلج و يهرع القديسون إلى نوافذ السماء فيرون الشاربة منحنية على شعاع من أشعة الشمس.
فالنحلات التي تستسلم للإغواء و تعبّ في جوفها كؤوس الندى تحضر في قصائد أخرى ، وفي قصيدة أخرى تحكى عن " القربان المقدس" للصيف و العشاء الرباني. تفضل أميلي دكنسون كؤوس الأزهار على طبق الكنائس الفضي وان استحالة خبز القربان و خمره إلى دم المسيح كانت عندها عبارة عن استحالة الطبيعة إلى شعر.

نماذج من قصائدها:


الكتاب
              
ليس ثمة من سفينة مثل الكتاب
تنقلنا بحرية  بعيدا عن الأرض،
ولا هناك عدّاء أسرع  من  شِعر وثّاب مطلق العنان.
إنها سفرة إلى مدن الوداع  دون وسائل سفر ،
فما  أسهل هذه الرحلة
التي تحمل روح الإنسان!

مت للجمال ولكن نادرا
تشوقت للجمال إلا أنه بشق النفس ينجلي في القبر،
حين يموت أحد في سبيل الحق يضطجع في غرفة مجاورة.
سألني برفق لماذا سقطت ؟
" للجمال," أجبتُ.
" وأنا للحقيقة،  - و الحالتان سواء ؛ فنحن اخوة،  " قال.

هكذا, مثلما يلتقي الأقرباء في ليلة ،
تكلمنا بين الحجرات،
حتى أدركت الأشنات شفاهنا،
و أخفت أسماءنا.

 

ضجيج في الدار
الضجيج في الدار،
و الصباح الذي ينبلج  بعد الموت،
هو من أقدس صناعاتنا التي أنجزت على الأرض،-
فبعد أن تم تطهير القلب،
و طرد الحب،
لم نعد نريد استخدام القلب ثانية أبدا.

 


لأني لم استطع التوقف للموت
لأني لم أستطع التوقف للموت ،
توقف لي بنفسه بصدر رحب،
و العربة لم تحمل  أحدا سوانا و الخلود،

 سرنا مهلا ،
كان لا يعرف التسرع ،
كنت متخلية عن عملي، و راحتي أيضا،
لكياسته.
مررنا في محاذاة المدرسة حيث كان الأطفال يلعبون،
لم يؤدوا واجباتهم اليومية بأكمل وجه،
مررنا بحقول حبوب محدّقة،
مررنا بشمس الأصيل.
مررنا أمام دار بدا وَرَما للأرض؛
يتبين سقفه والإفريز بالكاد؛
لكن ثمة رابية كانت تبرز أمامنا.
فمنذ قرون خلت ,
يبدو القرن أقصر من اليوم
الذي ظننت فيه رؤوس الجياد
الراكضة صوب الأبدية.

 


.

شعرت أن ثمة مأتما في رأسي
شعرت أن  ثمة مأتما في رأسي،
والمعزّون ، بمجيئهم و ذهابهم،
ظلوا يدوسون  الجنازة
حتى قامت  .
 
و حين كان الجميع جالسين،
 ما انفك الخادم  يقرع  الطبل،
حتى فقدت ذاكرتي الشعور.


وإذ ذاك سمعتهم يرفعون صندوقا،
يصر في روحي
هذه المرة بجزمات من الرصاص ،
 وثم شرع الفضاء في الرنين

وقتذاك كانت السماوات والوجود ناقوسا ،
 لكن من هواء،
و إني في  سباق صمت غريب
 كنت  ناسكا في خلوتي  .

*  ترجم أحد اصدقائي من الالمانية كراس كارل ماركس " طروحات فيورباخ" إلى الكردية  من الالمانية .. لفت نظري مقطع " أن روحا عفنة تهب .. " و كان واضحا لي أن الترجمة كانت غير صحيحة ،  فادركت أنه لا بد أن  هناك علاقات شائكة قي كثير من اللغات بين " الروح" و" الريح"  ، و في العربية نقول"  ذهبت  ريحهم "  حين يصابون بالذل و الهوان.

 



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعرة السويدية كارين بوية
- ماه شرف خان كردستاني
- وفي قلوبهم للطغاة عروش
- أمواج الأحلام
- قصائد للشاعرة الفنلاند سويدية أديث سودرغران
- بؤساء- -هوغو- و بؤس الثقافة العراقية
- قصائد للشاعر السويدي آرتور لوندكفيست
- العنصرية البليدة في فكر صباح ديبس
- اربع قصائد
- يجب أن يكتمل الأمل ، وتحية إلى حركة العاطلين عن العمل
- همسات داكنة
- حجارة الوند
- أزرق الهجيع الأخير
- سحر الشعر
- الشعر يوصل الإنسان إلى التخوم القصية للحياة


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كشكولي - الشاعرة الأمريكية -أميلي ديكنسون