مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 2051 - 2007 / 9 / 27 - 11:38
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
من جديد سأبدأ بزيارة حقل الرائدات .. لأنقل شذى وعبق أو مرارة واحدة أو وضع المرأة في بلد ما , وإن فاح منها رائحة الخطايا والأخطاء التي ارتكبت في حق المرأة !؟
أبدأ من وادي النيل .. حيث الماء وخصب التربة و قربها من حرارة خط الإستواء .. وعمق الإرث الإنساني , والحياة البشرية على سطح كوكبنا الأرضي الجميل .
سأبدأ من السودان الجميل الهادئ كإنسانه النابض بكل ما هو طيَب ومعطاء وبسيط كأرضه ...
سأغوص في فضاء المرأة السودانية وشيئا من التاريخ والجغرافيا لهذا البلد الحبيب , لتكون الصورة أشمل وأجمل , رغم ندرة المصادر لدي – فالسودان البلد الذي ينتمي إلى " القارة السمراء " القارة الأفريقية , ذات المساحة الواسعة ( مليونان ونصف المليون كم مربَع ) .. سكن فيه الكثير من الأقوام والأعراق .. يمر فيه نهر النيل العظيم وروافده .... مدينة الخرطوم العاصمة السياسية , وأم درمان العاصمة التاريخية والثقافية له ... ولا بد أن ينعكس الوضع الجغرافي والتاريخي على وضع المرأة في كل مكان ..
..... لا بد من القول بداية للتوضيح ...... بأن المرأة السودانية أكثر من نصف السكان – ونسبة الأمية مرتفعة جداوخاصة في الأوساط النسائية - والمرأة السودانية لاتزال تعاني من ( عادة وتقليد الختان ) - وقد مرت المرأة السودانية لأبشع وسائل الإستغلال والإضطهاد التاريخي -
ولذلك من هنا أرى أهمية أن يسلَط الضوء على كل قطر في هذا الشرق " المعتَر " .. لا فقط عن المرأة التي تعيش للقصور والموضة والإكسيسوارات والسهرات الصاخبة الإعلامية والفنية وغيرها من أجواء البرجوازية والإرستقراطية .... لننزل .. للننزل إلى أوساط الجماهير والكتل والشرائح المهملة البعيدة عن أعين الإعلام والضجيج ...!!!؟؟
لا يمكن الحديث عن المرأة في اي بلد عربي , دون التطرَق إلى تاريخ هذا البلد , والواقع السياسي والإقتصادي والإجتماعي الذي أنتج ضمن ظروفه التاريخية واقع المرأة الحالي اليوم -
فالدراسات عن المرأة العربية رغم الكتابات الكثيرة في الاّونة الأخيرة عنها بتسليط الضوء عليها من بعيد وقريب , إلا أنها ما زالت بكراَ , ما زالت في بداية الكشف عن التاريخ المطموس والمغمور والمغيَب لاّلاف السنين .. وهي في أحسن الأحوال محاولات يقوم بها الكتاب والمثقفين وبعض الأحزاب حديثاً - من نساء ورجال .. والأبحاث لا تزال في بداية الطريق .. نأمل أن تمسكها وتشرف عليها مؤسسات أهلية و وطنية .. لا أن تبقى رهينة المؤسسات الأجنبية وغاياتها ..
إن الدراسات عن المرأة السودانية لم تبدأ بالمعنى العلمي الحديث إلا في منتصف القرن العشرين الفائت تقريبا ..
هناك عدد من الباحثات السودانيات اللواتي عالجن الموضوع بلغة علمية .. وهناك أيضا مؤرخون وباحثون تحدثوا عن المجتمع السوداني بشكل عام ومنها المرأة ..
.......
السودان ... تلك الأرض المنبسطة التي قيل عنها : " لو رميت فيها صحنا لأخصب مئات الصحون " , وذلك تعبيرا عن لخصوبة تربتها التي لو زرعت بمجملها – بأرضها البالغة أكثر من مليون ميل مربع - لأطعمت العالم العربي , ويقال أيضاً : " إن السودان سلَة غذاء الوطن العربي " – بما يحتوي من إنتاج حيواني وزراعي ونباتي وغير ذلك ( الموز المانغا الكريفون الكوافة الفستق القطن الصمغ وردة السودان " الكركدى " .. وغابات السافانا وووووووالخ ....
في الماضي وحتى نهاية النصف الأول من القرن العشرين , كانت كلمة السودان تطلق على مناطق في أفريقيا , بيد أنه في فترة لاحقة أصبح اللفظ يطلق على ( السودان الشرقي ) و ( السودان النيلي ) والتي اليوم أصبحت جمهورية السودان الديمقراطية ..
......
هاجر إلى هذا البلد الهادئ الخصب ... الكثير من الأقوام والأجناس البشرية قدموا من جهات , وفترات مختلفة , ولأسباب متنوعة ومتعددة , مما أسفر عن تغييرات جذرية في حياة السكان الزنوج الأصليين الذين كانوا منتشرين في الأجزاء الشمالية والشرقية والمتوسطة من البلاد بشكل ملحوظ , بينما كانوا أقل تواجدً في الغرب , و ينتفي وجودهم في الجنوب ..
ويؤشَر تاريخ السودان القديم , إلى هجرة النوبيين إلى السودان ويرى بعض المؤرخين أن لهم والزنوج أجدادًامشتركين .
ثم جاءت هجرة المصريين والأثيوبيين والعرب إلى السودان , جاؤوا شمالا عبر مصر .. ومن الشرق عن طريق البحر الأحمر , وقد امتزجوا بشعبها الأصلي .. وكان لا بد من الإمتزاج والإختلاط , فاختلطت الحضارات الفرعونية والنوبية والأثيوبية والزنجية مع الحضارة العربية ... وازدادت هجرات العرب بعد القرن السابع , ولم يستوطن العرب في جنوب السودان , ولم يخضع الجنوب للدين الجديد ( الدين الإسلامي ) ..
تشكل حول ضفاف النيل الإستيطان البشري , والمدن .... عمل شعب السودان في الدرجة الأولى في الرعي والزراعة والتجارة والأعمال والصناعات اليدوية مثل ( الغزل والنسيج ) , ساعدهم على ذلك انبساط أرض السودان واتساعها ..
لقد احتفظ النوبيين في شمال البلاد بلغتهم وتقاليدهم وأعرافهم ..
في القرن التاسع عشر قرن ( السيطرة والنفوذ الإستعماري البريطاني والفرنسي ) دخل البريطانيون إلى السودان بعد أن فشلت المقاومة الباسلة والطويلة في صدهم .. في هذه الاثناء كما تقول الباحثة – حجة كاشف بدري : " قامت المرأة في السودان بدورها الكامل في الثورات المحلية والمعارك التي نشبت بين السكان والحكام الأجانب في جنوب البلاد وشمالها .. كما شاركت المرأة السودانية في المقاومة الشعبية ... "
قبل هذا التاريخ , أي قبل دخول الإنكليز البلاد , بحوالي 300 سنة كانت المرأة السودانية مضطهدة ومستغلَة على كافة الأصعدة , وذلك أثناء حكم سلاطين الفونج ( 1500 – 1821 م ) .
.... استعباد وظلم المرأة واحد في العالم , وإن اختلف في الأسلوب والسلطات والبيئات الخاصة هنا وهناك ..!!؟؟؟
مسكينة أختي المرأة على هذه الأرض .. كم قاست وأذلَت وامتهنت كرامتها على مدى التاريخ البشري وما زالت - دون وجدان وضمير يتحرك , أو قانون ونظام " ينشلها " وينقذها من هذا الواقع المرير , الذي لا نستطيع توصيفه بكلمات لا تليق بالإنسان وتميزه بالنطق عن الحيوان ..!؟؟
.....
لمحة سريعة وصورة مذلَة – يندى لها الجبين - على استعباد واضطهاد المرأة السودانية !!؟؟ :
تعد سلطنة ( الفونج ) كأول حكم استبدادي يقوم في السودان . وقد أعدَت الدكتورة فاطمة بابكر , المدرسَة في شعبة العلوم السياسية بجامعة الخرطوم , عن دور المرأة ومدى استغلالها واستعبادها في تلك المرحلة .
تقول الدكتورة بابكر : " كان السلطان ليحكم قبضته على البلاد , وليستطيع مواصلة غزواته لجلب العبيد , ولكي يتمكن من القضاء على طبقة التجار المنافسة له على السلطة السياسية , كان يجبر النساء على بيع أجسادهن , فكان يؤمن للتجَار الخدمات الجنسية , ثم كان السلطان يستولي على أطفال النساء المستعبدات ليلحقهم في ما بعد في الجيش " .
قام مجتمع الفونج على أساس النظام الإقطاعي القبلي . طبقة الأسياد كانت تضم كلاً من الأسرة الحاكمة والتجار , ورجال الدين , وزعماء القبائل , وأثرياء الفلاحين من ملاكي الأراضي , ثم طبقة الفلاحين والعبيد .
أخذ يشتغل العبيد في فلاحة الأرض , كما عملوا في المناجم – مناجم الذهب وغيرها من المعادن , وجمع العاج , والعناية بالغابات , وجمع الصمغ فضلا عن تجهيز وتصنيع الجلود .. والقطن .
ويذكر بوخارت :
" كان السلطان يقوم بغزوة سنوياً لجلب العبيد , ويجري الأعداد لها موظَف في البلاط يطلق عليه لقب " مقدَم السلاطين " فيقوم سلطان الفونج فورا بضم نصف العبيد الواردين بعد الغزوة إلى صفوف جيشه , ويضم النساء إلى حريمه ( كمحظيَات ) وباقي العبيد يتم تصديرهم مع سلع أخرى ضمن التجارة الملكية . كما كان يلجأ السلطان إلى إهداء العبيد لرجال الدين وزعماء القبائل , ( وكلمة العبيد تحوي الجنسين رجال ونساء ) وذلك لشراء تأييدهم السياسي .
أما نساء الأسرة الحاكمة , أي زوجات السلطان وبطانته وزوجات التجَار ورجال الدين وأثرياء المزارعين , فكن يستخدمن النساء المستعبدات في القيام بمعظم الأعمال المنزلية , أما وظيفة هؤلاء النساء فكانت : إنجاب الأطفال والترويح عن الأزواج , وكان من واجب الجارية العناية بالسيدة من حيث زينتها وتنسيق شعرها والترويح عنها إذا أصابها ملل أو ضجر .
أما المرأة الحرَة فكانت تقوم بالزراعة , وبالإعمال المنزلية ,كما تجيد بعض الصناعات الحرفية وأهمها غزل القطن . أما العبدات , فقد عشن أقسى درجات الإستغلال الجنسي , فقد كان أثرياء التجَار يجبرون النساء المستعبدات على ممارسة الدعارة , وكانت تخصَص لهؤلاء النساء مكأفأة .
وكان أبناء أولئك النساء المستعبدات يعتبرون عبيداً وملكاً للسلطان . وعندما كان العمر يتقدَم بأولئك النساء , كن يبعدن عن مجال اللإستغلال الجنسي ويصبح مصيرهن أما الإنخراط في خدمة السيَد سواء بخدمة أهل بيته , أو بالعمل في حقوله الزراعية " .
وتقول الباحثة د . بابكر : " إن استغلال المرأة جنسياً شكل أول مصدر لتراكم الربح بالنسبة لطبقة التجَار وبالتالي إلى بروز طبقة رأسمالية تجارية لاحقة " .
.......
- خطوات المرأة في ظل الحركة الوطنية :
- دور المدرَسات في نهضة .. ونضال المرأة السودانية
في أعقاب الحرب العالمية الأولى 1918 - بدأت المرأة السودانية تحرز تقدَماً داخل الحركة الوطنية . إذ أنشئت حركة " الخرَيجات " التي قامت بعد الحرب في شكل نادي للخريجات من المدارس السودانية , وقد نشأت الفكرة أصلاً بين المدرَسات في ( مدرسة أم درمان الإبتدائية ) عام 1914 , بيد أن الحرب حالت دون تنفيذها فلم يتح النادي حتى صيف 1918 – أي بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى –
وقد بدأ تعليم البنات يحظى بالإهتمام , إذ أن الرائدات في حركة الخريجات أولينه العناية الكافية , وقد زاد إدراك المرأة للحاجة إلى هذا التعليم من أجل أن يشكل قوة للحركة التقدمية .
وقد واجه هذا الإتجاه لتعليم البنات مقاومة شديدة من الإدارة البريطانية , ومن الزعماء الدينيين , أما الإستعمار الذي يساهم ويعمل باستمرار على تخلَف المرأة , لأن تخلَفها يبقي على تخلف المجتمع بأكمله . فقد جاء في التقرير السنوي لوزير المالية أثناء الحكم البريطاني , بأن السبب في عدم تعليم البنات يعود إلى عدم توافر الأماكن الملائمة لإقامة المدارس .. !!؟؟
كان لا بد من تزايد الوعي القومي كنتيجة ورداً على قسوة الإدارة البريطانية وما انطوت عليه الأحداث العالمية من تشجيع , فبعد الحرب العالمية الأولى كانت قد ولدت " عصبة الأمم " , مما أثار حماس السودانيين وتفاؤلهم بدخول العالم مرحلة حرية الدول بالإستقلال والحرية , وسيادة القانون والمؤسسات , محل لغة القوة والفوضى والإحتلال والهيمنة . .
وقد أدركت ( الخرَيجات ) اللواتي أنشأن نادياً , تمام الإدراك أن قضية المرأة تعتبر جزءاً من مشكلة البلاد ككل .
فلا يمكن الفصل بين مشكلتها وبين مشاكل البلاد أي النظام السائد , وذلك رغم الجهود التي بذلتها الإدارة البريطانية ومعاونوها في غرس الفكرة الخاطئة التي تقول : بأن وضع المرأة المزري هو من صنع الرجل فقط , كيما توجَه مجمل نضالها إلى محاربة الرجال , دون محاربة النظام ككل الذي يضطهد الرجل والمرأة معاً - وعندما يتحرَر المجتمع ككل تتحرر المرأة -
وقد أضعف دور المرأة أثناء الحكم البريطاني , إلا أن الصحافة السودانية الناشئة والصحافة المصرية ( التي تعتبر نافذة للسودان على العالم ) أسهمتا في خلق قوة دفع للتحرك إلى الأمام . فقد كشف ( مؤتمر الخرَيجات ) عن هويته السياسية عشية اندلاع الحرب العالمية الثانية 1939 – وقد أسهمت هذه المواجهة السياسية في الضغط على الحكومة لتزيد من عدد المدارس وخاصة المدارس الإبتدائية للبنات وكليات ( تدريب المدرسَات ) .. , وقد أخذ تعليم البنات يتوسع ويتطور ليشمل التعليم المتوسط , وازداد عدد المتعلمات واختصاصهن وبدأت أنشطة محو الأمية على قدم وساق ..
تقول الباحثة السودانية حجة كاشف بدري :
" إن الأمر الأكثر أهمية أن الهجرة إلى المدن والدخول إلى الإقتصاد المالي والعمل المأجور , قد استحدثا أبعاداً جديدة في حياة الأفراد , كما طوَر طبيعة العلاقات الإقتصادية , مما أسفر في كثير من الأحيان عن زيادة مسؤوليات المرأة اقترنت بتدهور في المستويات المعيشية , كما زادت في الإعتماد المالي على الرجل سواء الزوج أو الأب أو الإبن , ويمكن أن يعتبر الإعتماد المتزايد على الرجل أكثر خطورة فهو يحد من قدرة المرأة على اتخاذ القرارات التي تؤثر على مصالحها ومصالح أسرتها .." ...أي بمعنى حجَم عمل المرأة في الزراعة والرعي , وعزلت عن مساهمتها الفعاَلة في العمل والإنتاج في الحقول والأراضي الزراعية المتنوعة في الخور أو السهوب أو ضفاف الأنهار الخ ... .
......
- - محطة تاريخية في وضع المرأة السودانية ..
لقد بدأت الدراسات عن المرأة في السودان بالمعنى العلمي الحديث في مستهل النصف الثاني من القرن العشرين كما نوهنا سابقا , بالرغم من أن المؤرخون عالجوا تاريخ المجتمع السوداني ككل وتاريخ الأسرة السودانية ودور كل فرد فيها بما فيها دور المرأة وذلك منذ القرن الخامس عشر الميلادي , وذلك عقب تأسيس وظهور الدولة السودانية .. وقد جاءت أكثر هذه البحوث بمثابة سرد تاريخي بعيدا عن الدراسات والتحليلات والنقد .. ..
وجاءت ولادة الحزب الشيوعي السوداني وإنتاجه الفكري والنضالي والطبقي دعماً للمرأة التي ساهمت في جميع النضالات التي قادها الحزب وجماهيره , وقد نمت المنظمات السودانية بقيادته بسرعة مذهلة , إلى جانب الأحزاب السودانية الأخرى ..
لقد تأسست المنظمة النسائية الأولى أي " رابطة المدرسَات الشابات " عام 1946 , في حين أنه من الجائز إعتبار دستور الرابطة بمثابة أول دراسة عن أوضاع المرأة في السودان , فالمذكرة التي أرسلها إتحاد المدرسات السودانيات إلى السلطات الحكومية ستة 1949 – تعتبر بمضمونها وروحها أشبه بالدراسة التي تعرض أوضاع المدرسات السودانيات وتحدَد مطالبهن العامة والخاصة , كما تحدد أوضاعهن المهنية والإجتماعية والسياسية للمدرسَات .
وبعد إنشاء الإتحاد السوداني سنة 1952 , الذي كان إتحاداً نسائياً " تقدَمياً " ازداد الإهتمام بقضية المرأة ....... إلا أن الحكومة العسكرية فيما بعد التي حكمت البلاد من عام 1958 – 1965 , كانت قد أصدرت الأوامر بحل جميع المنظمات الإجتماعية بما في ذلك المنظمات النسائية الأهلية - أي بمعنى إلغاء المجتمع المدني الأهلي !؟
أما معظم الدراسات التي جاءت فيما بعد هذا التاريخ , أي بعد منتصف الستينات , فقد استهدفت المطالبة بحقوق المرأة كافة ومنها الحقوق السياسية للمرأة لتشمل المشاركة في الإنتخابات , والترشيح للمناصب السياسية وعضوية الهيئات السياسية والإدارية .
..........
المرأة السودانية أكثر من نصف السكان :
يعتبر موضوع المرأة في السودان من أهم المسائل الإجتماعية , إذ تشكَل المرأة ما يزيد على نصف عدد السكان , في حين أن نسبة الأميين من السكان مرتفعة حوالي ( 80 بالمئة ) , وتبلغ بين النساء ( 90 بالمئة ) تقريباً ..!؟
أما العمل المأجور الرئيسي للمرأة فهو في مجال الزراعة ... وتربية المواشي . إذ أن السودان بلد زراعي يمثَل نتاج هذين القطاعين ( 75 بالمئة ) من الدخل القومي .
وقد قامت المرأة السودانية ببعض الأعمال الإدارية في الوزارات , إلا أن مشاركتها اختلفت باختلاف الوزارات , ففي حين وصل عدد النساء العاملات في وزارة الصحة والواصلات إلى ما يزيد على ( 20 ألف ) في عام 1982 , في حين لا يعمل في وزارة الخارجية أكثر من ( 33 ) مستخدمة ..
..... وما يمكن إعتبار السودان سبَاق لمعظم البلاد العربية , هو أنها أنه أنشأت - جمعية علمية للدراسات النسائية - وذلك عام 1975 , وهدف هذه الجمعية اتي أسستها مجموعة من المدرسات – إلى تنشيط دراسات المرأة وتوجيهها . كما أنشأت منظمة المرأة- إتحاد المرأة في السودان – وهو لجنة من الرجال والنساء المتخصصين في شؤون المرأة والشؤون الإجتماعية بصفة عامة , للقيام بالدراسات الدقيقة عن قضية المرأة ....
وفي مرحلة السبعينات من القرن العشرين الماضي , كانت المرأة السودانية المناضلة سبَاقة بإنشاء جمعية علمية للدراسات , أنشأتها مجموعة من المدرَسات لدراسة وضع المرأة وتوجيهها نحو التحرَر والتعليم . كما أنشأت ( إتحاد المرأة في السودان ) الذي يضم الرجال والنساء معاً المهتمين في شؤون المجتمع عامة , والمرأة بصفة خاصَة ..
ونشأ فيما بعد مركز ( الدراسات الإنمائية ) الوطني , لتنظيم دراسات المرأة الإنمائية واحتياجاتها . فالمرأة في السودان كما سبق وأشرنا , لها دور هام والدخل القومي في الزراعة – وخاصة زراعة القطن – تشترك في معظم العمليات الأساسية الخاصة بزراعته . وطبعاً يوجد التفاوت بالأجر بين أجر المزارع وأجر المزارعة .... !؟ هذا إذا شاهدنا أن ( 87,7 ) بالمئة في القوَة العاملة النسائية تتركز في الزراعة , وتمثَل النساء أكثر من ربع عدد العاملين في الزراعة من الجنسين . .!؟
... من الملاحظ في الحركة النسائية السودانية , الدور البارز القيادي الذي لعبته ( المدرَسات ) في بناء نوادي ومنظمات نسائية أسهمت في التحرَر والنضال الديمقراطي والنقابي للمجتمع السوداني ككل , والمرأة السودانية بصورة خاصة ..... يتبع لاهاي / 25 / 9
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟