|
من الذي على رأسه ريشة في عراق اليوم ؟
جمال محمد تقي
الحوار المتمدن-العدد: 2049 - 2007 / 9 / 25 - 09:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جاء الرد وقتل ابوريشة ، ومعه حلت خيبة امل على ملامح بوش عندما صدم بالخبر المنقول اليه مباشرة بعد انتهاء خطابه الذي حاول فيه جعل ريشة المغفور له عبد الستار ، ريشة للنصر المفقود والذي وعد به نفسه وشعبه حتى قلص حدوده خاصة بعد ان ضاقت به الحيل فاعتبر ما قام به ابو ريشة في الانبار بداية للنصر الامريكي الكبير !
من على رأسه ريشة في عراق اليوم ؟
هل هو السيستاني وحوزته الساكتة عن الحق ؟ أم هو مقتدى الصدر وحوزته الناطقة ؟ والتي يشط نطقها حينا حتى يخيل للسامع ان كل نطقها شطط ، وهي في كل حين تبعث برسائل في صفحاتها أمل ينتعش مرة ويتعثر مرات ، وهكذا ودون ملامسة لعمق المشروع الوطني الذي يطلق زمام المقاومة الشعبية المسؤولة والجامعة والمترفعة عن روحية الثأروالانتقام والمستشرفة لتلاحم سواقي العراق على اسس وطنية متحررة من كل اشكال العبودية ، استعمارية كانت ، او دينية أوطائفية اوعائلية اوعنصرية ، وبمسؤولية عالية ودون اقصاء اوانتقاء ودون مهادنات ومساومات !!
هل هو المشهداني ؟ أم المالكي او الطالباني اوالبارزاني ؟ أم هو الحكيم او الجعفري او الهاشمي اوعادل عبد المهدي او الجلبي او علاوي ؟ أم هوعبدالستار أبو ريشة ؟؟ هج الشعب وبالملايين هروبا من جحيم المحتلين ومن معهم من طائفيين وعنصريين ، ويكاد يباد شعبنا بالقتل الفوضوي والطواعين ، فعن اي نصر يتحدث بوش واتباعه ؟ وعن اي شعب تدافع المراجع المحنطة ؟ واي شعب يمثل هذا البرلمان المسخرة ؟ هذا بان كي مون يرفض زيادة اعداد موظفيه في بغداد ، وهذا المالكي يفشل مجددا في اقناع العالم بان هناك تحسنا ما ! فالعالم يستقبل يوميا مئات الالوف من العراقيين الذين هم خير سفير ونذير عن حقيقة الاوضاع في بلادهم !
وضع بريمر ريشة مصطنعة على عمامة السيستاني على اعتبار ان تقليد الريش امر متواتر بين مقلديه " تاج تاج على الراس سيد علي السيستاني !" وذلك حينما اعتبروه كابح روحي ، اذا لم ينفع فانه لا يضر ، وعندما تساهم مواقفه المعدة سلفا من دوائر الاحزاب الطائفية وشبكاتها "الايرانية ـ الامريكية" التي جعلت منه تاجا يملك ولا يحكم ، وهي العارفة بانه لا يفقه من أمور البلاد الا ما يتناهى له منها للمساهمة في شل حركة فئات ليست بالقليلة من ابناء العراق بالكوابح الطائفية ، وبذلك يكون قد قدم لهم اكبر خدمة تعبد الطريق لتواصل تنفيذ المشروع الاحتلالي ودون منغصات . ان اخطر دور مصطنع لعبته ريشة السيستاني كان استثمارها لبساطة وسذاجة المعتقدين بالعصمة المتوارثة وبالتواكل على الامام حتى لو كان شبح اومن صنف النعام ، لقد دجن واستخدم وبكل اقتدار، اولا : لاجهاض أي تحرك شعبي مقاوم وجارف قد يجتاح جنوب ووسط العراق بالضد من المحتلين " اعداء الدين والدولة " وثانيا : لجعله والاحزاب المعتصمة بحبله شارة للتلويح بالغلبة الطائفية كطعم يغري اوساطها للانخراط في الفوضى المنظمة فدراليا وميليشياويا لمشاغلة ومحاصرة المقاومين ومن كل المشارب ، صدريين ام خالصيين ام من هيئة علماء المسلمين ام من الفضيلة او من ابناء العقيدة العسكرية العراقية او من الوطنيين الاحرار والمقاومين القوميين والوطنيين والاسلاميين او من احرار الفلوجة والبصرة والموصل وبغداد كركوك وكربلاء والحلة ، لا يهم من اين هم او ماهي طوائفهم او عروقهم المهم ماهي مواقفهم من المشروع الامريكي المبارك طائفيا وبالريشة السيستانية والمبارك عنصريا بالريش البارزانية والطالبانية ! قال بريمر ايام حكمه الا مدني : ان الادارة الامريكية تأخذ بمشورة وملاحظات السيستاني وتعتبرها معينا لا ينضب في معالجاتها للوضع العراقي ! نعم فتوى بريمر رد على فتوى السيستاني بتحريم وتجريم مقاومة المحتلين ، وترك الامر لاصحاب الامر !
لقد وقف اعضاء الكونغرس الامريكي يصفقون طويلا لخطاب أياد علاوي بينهم ، في سابقة لم تكن مسبوقة ولاي رئيس او مسؤول عربي او غير عربي ! ومنح دعما واسنادا كبيرين ووضعت على راسه ريشة اخرى ساعدته على البقاء وكسب حصة متناسبة بين المقاعد المخصصة لاصحاب الجاه الطائفي والعنصري واصحاب المال السياسي واصحاب الميليشيات المتنفذة ، ومازالت ريشته فاعلة رغم الفيتو الايراني ورغم محاولات الاقصاء والتقزيم التي يتعرض لها من جوقة الحكيم والجعفري والمالكي !
لا اعتقد ان هناك احدا من متابعي الشأن العراقي كان يتوقع السرعة التي سقطت بها ريشة عراب قانون " تحرير العراق" ومقاول الباطن الاقدم في مناقصة تجنيد ادلاء ومرشدي ومسوقي غزو واحتلال العراق ، صاحب شركة المؤتمر الوطني العراقي للخدمات السياسية والبنكية وصاحب مشاريع تكتيل مكونات الشعب العراقي السيد احمد الجلبي ، ليس لشيء سوى لانه تكفل بمهام اخفق في انجازها ! ولا اعتقد ايضا ان الريش المزروعة على فروتي الطالباني والبارزاني هي خارج نطاق بورصة بازار الريش الامريكية الموزعة على وكلاء طوائف الملل والنحل ، وهي ايضا لها يوم حصاد شبيه باليوم الذي حصدت فيه ريشة الجلبي ! لقد داس البسطال الامريكي على الراس التي حملت ريشة عضوية مجلس الحكم والذي ريشه بول بريمر " السيد محسن عبد الحميد " زعيم الحزب الاسلامي المستقيل ، قبل طارق الهاشمي ، وفقط لانهم ارادوا ايصال رسالة من خلاله مضمونه الوصول ومبصومة ببصمة بسطالهم ، انه لا حدود للريش عندهم ولا حدود للدوس والازالة !
اما عبد الستار ابو ريشة فحكايته مع الريش حكاية ! صعلوك بهيئة فاضلة ، لديه ريشته التي اغرى بها المحتل المتهافت ، ولاول مرة ومنذ 9 نيسان 2003 وحتى ظهور ابو ريشة على ساحة العراضات المتجاذبة بين خلطة العشائر والقاعدة والكرابلة وحراس انابيب النفط وقطاع الطرق وفصائل المقاومة التي احسنت دوما ملاعبة الشقاة واستخدامهم كادوات لتنفيذ بعض تكتيكاتها ، اقول لاول مرة تظهر قوة ميدانية من المناطق الغربية تتفاهم مع الامريكان بسعي منهم ومن منطلق ـ عدو عدوي صديقي ـ اشارة للمواجهات مع تنظيمات القاعدة ، وبتملق ملفت مما اثار غيرة وخوف المالكي وجوقة الطائفيين على الجانب الاخر ، لقد نزل بوش في مضيف ابوريشة واستقبله قبل اي شخصية عراقية اخرى ، ولقبه وعلى رؤوس الاشهاد بالبطل ، واعلن موافقته على مطالبه والمحددة باطلاق سراح المعتقلين العراقيين الذين لم تثبت ادانتهم وتعويض المتضررين من الاهالي في الانبار ، وصار مجموع من جندهم كشرطة محلية اكثر من 12 الف مجند ، حتى ان المالكي قد حذر وبخجل من خطورة تسليح العشائر ، على اعتبار ان الهدف هو انهاء الميليشيات وليس زيادتها عندها جرى الرد عليه وبقوة البسطال الامريكي حيث جرى اعتمادهم كشرطة رسمية ! لقد اعطى عبد الستار ابو ريشة لريشته شيئا من التوازن بين استطالتها الامريكية وجذرها الميداني حينما اعلن ان النصر على القاعدة في الانبار سيف ذي حدين ، وان القاعدة شيء والمقاومة الوطنية الشريفة شيء اخر ، وذات الشيء عندما طالب بايقاف تنفيذ حكم الاعدام بضباط الجيش العراقي وعلى راسهم سلطان هاشم ، وبمعزل عن ابو ريشة ودوره المزدوج فان بوش قد نجح في ايصال رسالة من خلاله الى جوقة ايران بانه يمكن وبسهولة ان يغير موجته واذا فعلها فان ابو ريشة هو مرشحه للتربع على حكم المنطقة الخضراء التي ستتمدد حتى بيته في الانبار ! مهما يكن من امر ابو ريشة وبوش وجوقة ايران والقاعدة وانفار العملية المقاولاتية الجارية فانه ليس في العراق كله من على رأسه ريشة حقيقية الا فصائل المقاومة العراقية البطلة التي اعطاها شعبها امتيازا لا يقلد انه شرف التحرير والبناء الذي يقع على عاتقها والذي سيبعثر ريش المحتلين وكل ازلامهم وشيوخهم في عراقنا الطاهر .
#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الطواعين !
-
11 سبتمبر حقيقي في العراق !
-
زيارة الامبراطور الاخيرة !
-
لا مجتمع مدني حقيقي في ظل الاحتلال وحكوماته المتعاقبة في الع
...
-
لينين يحث الشعب العراقي على مقاومة المحتلين !
-
نوري المالكي خادم الاحتلالين !
-
القرن امريكي !
-
الحلم الامبراطوري الكوني الامريكي حقيقة ام وهم ؟
-
فلسطين فينا شعورا ولا شعور!
-
من يكتب التاريخ ؟
-
اعضاء منتخبنا واللجوء !
-
الوطنية العراقية أم المنجزات !
-
الافتتان الطائفي ينخر عظام الوطنية العراقية !
-
بعد خراب البصرة اكتشفوا : لا سلاح للدمارالشامل في العراق!
-
من يصارع امريكا في العراق ؟
-
العراق ملجأ كبير للأيتام !
-
حزب ش ي ع ي بدون هوية وطنية ولا طبقية !
-
غزة تحك ظهرها !
-
نفس العضّة
-
مدارات متشابكة
المزيد.....
-
أوكرانيا تعلن إسقاط 50 طائرة مسيرة من أصل 73 أطلقتها روسيا ل
...
-
الجيش اللبناني يعلن مقتل جندي في هجوم إسرائيلي على موقع عسكر
...
-
الحرب في يومها الـ415: إسرائيل تكثف هجماتها على لبنان وغزة
...
-
إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام تسفي كوغان في الإمارات ب
...
-
اتفاق الـ300 مليار للمناخ.. تفاصيله وأسباب الانقسام بشأنه
-
الجيش اللبناني: مقتل جندي وإصابة 18 في ضربة إسرائيلية
-
بوريل يطالب بوقف فوري لإطلاق النار وتطبيق مباشر للقرار 1701
...
-
فائزون بنوبل الآداب يدعون للإفراج الفوري عن الكاتب بوعلام صن
...
-
الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة
...
-
مصر تبعد 3 سوريين وتحرم لبنانية من الجنسية لدواع أمنية
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|