أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم سبتي - هل ينبغي إبادة شعب ؟














المزيد.....

هل ينبغي إبادة شعب ؟


ابراهيم سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 2049 - 2007 / 9 / 25 - 12:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا نعلم ما لسحر الأشياء المستحيلة والبعيدة المنال والميتة على قلوب وعقول بعض الشباب العربي . ولا نعلم من أين يأتون بالمفردات والمصطلحات القاموسية والمعجمية غير الموجودة أصلا إلا في بطون وعيون من أطلقها ومن آمن بها ..
ومن عجيب الامر ، ان بعض اصحاب العقول الطرية والبضة تتقبل هذه المفردات وكأنهم على موعد معها منذ ولدوا متناسين انها متعفنة ومتفسخة ومتحللة .
ان مصادر الفتاوى التكفيرية الموجهة ضد ابناء العراق واهله ، تستحق وقفة طويلة وتأمل .. انها خطيرة لدرجة الهوس والصعقة والجنون التي لا يحملها عقل ولا يصدقها احد .. كيف يريدون ان يدمروا تاريخ شعب موغل في بطن التاريخ بل هو احد الأركان المهمة في بناء التاريخ نفسه واحد أعمدة الفكر الإنساني ؟
كيف لهذا البعض ان يصدق ويؤمن وينفذ ببرودة اعصاب ودون وجل ، فتاوى قتل الناس وتدمير وتهديم أمكنتهم المقدسة التي صارت جزء من تاريخ امة وثقافة مهمة لشعب طيب ، بل هي ليس ملكا لمذهب او طائفة ، بقدر كونها صارت ملكا للتراث الإنساني باجمعه باعتبارها إرثا حضاريا مقدسا ومهابا .. انها احدى مصائب الدهر على العراقيين ، ان قوما يريدون الغاء تاريخهم ومن ثم اقصاء وقلع جذورهم من ارض النهرين التي ظلت عصية على الذوبان والتميع في متون التاريخ وبطون الحقب.. ولا يمكن باي حال ، ان نصدق حججا واهية غير مواكبة للتطور الزمني والإنساني وغير مسايرة لتطور الإنسان نفسه .. الكائن الذي كرمه الخالق بمزايا الإعجاز والتبجيل ورفعه درجات عن باقي الخلق .. الا يكفي ما حصل لبلاد العراق من ويلات حصدت المزروع من العقول وأماتت العلم وحجبت العدل وصبغت مياه النهر العراقي بالاحمر الدموي ومداد العلم الأزرق في السالف من الدهور وأغرقت أرضه وشطآنه بدماء ابنائه وهم الطيبون السباقون الى اغاثة الملهوف ونجدة المكروب وقهر الباطل الظالم ودعم الحق المحقوق إرضاءا للنفس والضمير ، عندما حاول الحاسدون الحاقدون طمس عنوان شعب والغاء حضارة حسدوا عليها ، فقتل من قتل وتوارى من هرب عنهم وترك غيرهم مهود العلم وهاموا على وجوههم في شوارع تكدست فيها الجثث .. اليوم اولئك يأتون بثوب آخر وبلغة هي لغتنا وبدين هو ديننا لكنهم ليسوا نحن ولا يمكن ان يصيروا كذلك .. كيف لشعب ان يتجاور مع قوم يفتون بحرمة عيشه وعمله وحياته وثقافته وجذوره واستباحة دمه ؟
وكيف لخطاب الدم ان يطفو فوق الخطب في المساجد والجامعات ويصول على ارض حوت أنفاس الدعوة الأولى والجهاد الاول ومنها انتشر الحق والعدل الى ارجاء الدنيا داعين الى سبيل الرحمة والحق المبين ؟ ايعقل ان تخلو الارض التي صدح اسم الله فيها كاول صرخة من عبد اسود فقير تواب مستغفر مؤمن ، من عقلاء يرجمون فتاوى التكفير ويكفرون كاتبيها ؟ الا يوجد عندهم عاقل او عقلاء يدحضون ويواجهون ويردون ؟ او هو قدر ناس العراق ان يروا العجب العجاب ويموتوا بمفاهيم مغبرة بخطب سود حالكة وبسيوف الغدر المسمومة من اخوة لهم في الدم والمصير واللغة ؟؟ اما آن وقت اظهار المخبوء والمسكوت عنه وكشف نوايا أهل الغدر ، أهل الجحود والقلوب السود المغلفة بغبار الحقد الدفين على بلاد عزيزة لم تذل احدا يوما من أية لغة او جنس وفتحت كل الأرض لهم ..
على أهل الحل والعقد كشف نوايا الفتاوى المعجونة بوصايا القتل واستباحة حرمات الناس ولا يهم ان كان المستباحة دماؤه ، طفلا أو شيخا أو امرأة فكلهم الوقود المستكين لنار هائجة لا تنطفيء الا بزوال الفتاوى سيئة الصيت وبزوال الافكار التكفيرية المعلبة فيها وبزوال الارهاب الذراع المنفذ لها وبدحر الاعلام المطبل لها .. والشعوب على وجه البسيطة لها مقدساتها ومعتقداتها وطقوسها ، تكن لها الاحترام والتبجيل وهذا حق من حقوق وجودها .. ان شعبا مسالما طيبا شهما لايمكن ان يستدرج لافكار متوحشة ذهبت واندثرت منذ قرون ، ولا يمكن ان نكون سوى ستار صلد من الوعي بخطورة ما يحدث ..






#ابراهيم_سبتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى قيادة شرطة الناصرية
- كل حروبنا .. انتصار !!
- إعلام في غيبوبة وإرهاب منتعش
- التجريب الاعلامي وحداثة الترويع !
- التجريب الاعلامي وحداثة الترويع
- خير الإعلام ما قل ودل
- في ذكرى كمال سبتي ..احتفاء بهيبة الشعر
- من مصنع الجبنة الى حبة الزيتون
- بمناسبة الذكرى الاولى لرحيل الشاعر كمال سبتي
- ست قصص قصيرة جدا
- الاعلام وهمومنا المؤبدة
- فضاء متوهج
- مجلة ( ثقافتنا ) وقفة شجاعة في زمن المحنة
- قانون هيئة الاعلام العراقية واعادة تأهيل الذائقة العراقية
- هل ينبغي إحراق العراق ؟
- نخلة في نهر
- درس في السومريات
- لقاء خاص وصريح مع الأديب احمد ألباقري
- طيور العتمة
- الحوار المتمدن ، حزمة ضوء في عتمة


المزيد.....




- -ضربته بالعصا ووضعته بصندوق وغطت وجه-.. الداخلية السعودية تع ...
- كيف يعيش النازحون في غزة في ظل درجات الحرارة المرتفعة؟
- فانس: في حال فوزه سيبحث ترامب تسوية الأزمة الأوكرانية مع روس ...
- 3 قتلى بغارة إسرائيلية على بنت جبيل (فيديو)
- -يمكن تناولها ليلا-.. أطعمة مثالية لا تسبب زيادة الوزن
- Honor تكشف عن هاتف متطور قابل للطي (فيديو)
- العلماء يكشفون عن زيادة في طول النهار ويطرحون الأسباب
- لماذا نبدو أكثر جاذبية في المرآة مقارنة بصور كاميرا الهاتف؟ ...
- العراق.. انفجارات وتطاير ألعاب نارية في بغداد (فيديو)
- مصر.. محافظ الدقهلية الجديد يثير جدلا بعد مصادرته أكياس خبز ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم سبتي - هل ينبغي إبادة شعب ؟