أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد العزيز الراشيدي - حضارة القمع وآليات صناعة الأوهام














المزيد.....

حضارة القمع وآليات صناعة الأوهام


عبد العزيز الراشيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2048 - 2007 / 9 / 24 - 13:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



على درب التفكيك، والتحليل للمنظومة المجتمعية الحداثية نستمر لنحاول في كل مرة أن نسلط الضوء على بعض القضايا العميقة. التي قد تبدو لنا عادية إذا نظرنا إليها بأعينهم التي تحتل أعيننا، وفي هذه المرة سنحاول إن نكتشف الوجه القمعي لهذه الحضارة، لهذا الوجه المنفتح على جميع الأصعدة. فكيف يتبدى لنا هذا الوجه إذن ؟
إننا بمعية ماركيوز نذرك أن الصفة الأساسية لمجتمع الصناعي المعاصر هي إنه مجتمع قمعي في أساسه. غير أن مفهوم القمع في شكله الجديد يختلف عن صورته التقليدية القديمة، فهو لا يمارس اليوم إنطلاقا من نقص الحاجات أو عدم النضج الطبيعي والفني للإمكانات، وإنما يمارس من خلال مركز القوة. فإمكانيات المجتمع الصناعي الذهنية الوم تفوق إمكاناته بالأمس، وهذا يعني إن هيمنة وسيطرة المجتمع على الفرد أصبحت أكثر وأشد مما سبق.
إن القمع في هذا المجتمع يتأسس على عاملين أساسيين هما الطابع السلعي للمجتمع الذي إستطاع بإمكانيات جهازه الإنتاجي الضخم أن يخلق مزيدا من السلع، والحاجات التي تربط الجماهير بالنظم السائدة، التي تقوم بإحتواء عقلي وغريز للطبقات الكادحة. لتجعل من البرليتاريا تتشارك معها في حاجاتها، وإهتمامتها. لتغدو هذه الحاجات التي ينتجها المجتمع الصناعي اليوم شيء يضرب بجذوره في أعماق البنية الغريزية للإنسان.
أما على مستوى العامل الثاني فهو يكمن في العامل التكنولوجي، الذي حول السيطرة إلى سيطرة تكنولوجية. لتغدو التكنولوجية بدورها وسيلة القمع الأساسية، فبفضلها يتم إمتصاص كافة التناقضات الإجتماعية، والعمل على إخضاع الجماهير عبر تزييف حاجيات الإنسان المادية والفكرية. لتصبح الحاجيات التي يلبها هذا المجتمع مجرد حاجيات وهمية من صنع الدعاية والإعلان، ووسائل اللإتصال. وما الإنسان ذو البعد الواحد إلا ذاك الإنسان الذي إستغنى عن الحرية بوهم الحرية، لأنه يتوهم إنه حر بمجرد أنه يستطيع أن يختار تشكيلة كبيرة من البضائع والخدمات التي يكفلها له المجتمع، فما أشبهه من هذه الزاوية بالعبد الذي يتوهم أنه حر بمجرد أن منحت له حرية إختيار سادته.
إن هذا الوهم يزداد حينما تظن السكرتيرة أنها حرة لأنها تستطيع إن تشاهد نفس البرنامج التليفزيوني الذي يشاهده مديرها. إذن عبر هذا القمع العام الذي يسود في المجتمع أصبحنا أمام مجتمع لايمكن لأفراده أن يتعرف على ذاتهم إلا من خلال سلعهم، ويجدون رحهم في سيارتهم، وفي جهاز التسجيل والمنزل المريح، وأدوات الطبخ. لتغيير الآلية التي تربط الفرد بالمجتمع وتستقر السيطرة الإجتماعية في داخل الحاجات الجديدة المبتكرة



#عبد_العزيز_الراشيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين زرادشت النتشوي وزرادشت الفارسي
- العمل الديموقراطي الجماهيري
- من وثائق الحركة الطلابية المغربية
- دفاعاً عن المفهوم الماركسي للسلطة
- سقطت الأقنعة، فلنفتح الطريق الثوري من وتائق منظمة إلى الأمام ...
- متى تعودين - إلى روح الشهيدة سعيدة المنبهي
- بلاغ إستنكاري إلى كل أحرار العالم
- من وثائق منظمة إلى الأمام الماركسية اللنينية المغربية
- التوسير و تجديد مفهوم الإستلاب
- إريك فروم ومفهوم الإنسان المستلب
- - ماركيوز والمفهوم المعاصر للإستلاب
- الإستلاب و صناعة الإنسان دو البعد الواحد في المجتمع الصناعي ...
- الإستلاب وصناعة الأجسام الطيعة من أجل مجتمع بلا معارضة
- مفهوم الإستلاب في النسق الهيجلي
- ماركس ومفهوم الإستلاب
- هكذا تولد الحياة
- حول فكرة موت الله عند نيتشه
- زاكورة الأرض التي تحترق
- دفاعا عن المفهوم الماركسي للسلطة - ردعلى فلسفة ميشل فوكو
- ]دفاعا عن المفهوم الماركسي للسلطة


المزيد.....




- تونس: انطلاق أشغال المؤتمر الدولي حول حماية المدنيين في مهام ...
- تونس: وزارة التعليم العالي تعلن التصدي لهجوم إلكتروني استهدف ...
- طرابلس وأنقرة توقعان اتفاقية تعاون عسكري لرفع قدرات الجيش ال ...
- اليونسكو ترفع مدينة غدامس الأثرية في ليبيا من قائمة الخطر
- غروك-: هل يمدح هتلر وينتقد أردوغان؟
- الولايات المتحدة: عقوبات بالإيقاف لستة عناصر من الخدمة السري ...
- عراقجي: متسابق الدراجات الفرنسي المفقود منذ يونيو معتقل في إ ...
- من قلب الدوحة لسمرقند.. أوزبكستان تسوق تراثها في الخليج
- نتنياهو: الرهائن يعيشون جحيما تحت حكم حماس
- ما رد -حماس- على تصريحات نتنياهو عن -صفقة الرهائن و وقف إطلا ...


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد العزيز الراشيدي - حضارة القمع وآليات صناعة الأوهام