أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم جيران - كيف نعزز الديمقراطية














المزيد.....

كيف نعزز الديمقراطية


سالم جيران

الحوار المتمدن-العدد: 2046 - 2007 / 9 / 22 - 10:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أيهما يعزز قوة الدولة-
الدكتاتورية أم الديمقراطية

احتفلت إسرائيل بعيد رأس السنة العبرية الذي صادف يوم الخميس 13/9/2007 وكالعادة، تقوم الصحافة بمسح شامل، سياسي واقتصادي وثقافي وأمني. وفي الحقيقة فإن أجهزة الإعلام، الصحافة والإذاعة والتلفزيون تقوم بمراجعة عميقة لكل جوانب الحياة في الدولة العبرية.
هناك اتفاق بين كل وسائل الإعلام، اليمينية واليسارية والمستقلة، أن السنة المنتهية كانت سنة جيدة اقتصادياً، زاد الانتاج القومي عموماً، وتقلصت لبطالة. ولكن بالمقابل فإن كل ولد ثالث في الدولة هو تحت "خط الفقر"، كما أن هناك أكثر من مليون إنسان تحت خط الفقر"جياع عملياً".
ولكن هذا لا يلغي حقيقة أن الصناعة في إسرائيل تقدمت، كما كانت طفرة قوية في الصادرات إلى الخارج. وبالمناسبة، فإن إسرائيل تصدر إلى العالم العربي (نعم لم نغلط: العالم العربي) بضائع بقيمة ثمانية مليار دولارات سنوياً وهذا حسب البيانات الرسمية.
أما الأمر المثير حقاً، فهو الهزة العميقة التي جرت في إسرائيل في السنة العبرية الماضية فقد ثارت الفضائح الجنسية لرئيس الدولة السابق موشيه قصاب وهو يستعد للمحاكمات. كذلك استقال /أقيل وزير الدفاع عمير بيرتس والقائد العام للجيش الجنرال دان حالوتس وأقيل عدد كبير من القادة العسكريين البارزين وعُيٍّن أشخاص عسكريون بدلاً منهم. وفي حزب العمل أُسقط بيرتس من رئاسة حزب العمل وانتخب بدلاً منه إهود براك الذي عًيِّن وزيراً للدفاع.
إن حكومة إهود أولمرت هي اضعف حكومة عرفتها إسرائيل وأكثر من 80 بالمئة يعلنون في الاستطلاعات عدم رضاهم ورغبتهم في استبدال رئيس الحكومة. وأغلب الظن أن يتنافس على زعامة إسرائيل في الانتخابات المقبلة بنيامين نتنياهو (الليكود) وإهود براك (العمل).
إن إسرائيل التي هي في حالة حرب حقيقية مع حماس في قطاع غزة ومع حزب الله في لبنان وفي حالة توتر عسكري مع سورية هي دولة فيها عدد كبير من الأحزاب وصراعات حادة في البرلمان كما أن الصحافة تجلد رئيس الحكومة يومياً وسوف تحقق الشرطة معه قريباً بتهمة الفساد والرشوة وما شابه.
في إسرائيل فساد في القمة كما في كل دولة، ولكن بفضل الديمقراطية، هناك صراع شعبي- إعلامي ضد الفساد، وأقطاب النظام يقدَّمون إلى المحاكم، وليست هناك أية "لحية ممشطة" كما يقول المثل الشعبي القديم.
إسرائيل، منذ قيامها عام 1948 إلى الآن في حالة حرب مستمرة مع العالم العربي، ومع هذا تمارس حياة ديمقراطية وتعددية حزبية. مقابل ذلك كان العالم العربي، على مدار نصف قرن يتذرع بالحاجة إلى "الوحدة الوطنية" لمجابهة العدو، ولذلك منع التعددية الحزبية ومنع حرية الصحافة والإعلام كله رسمي ممل يخفي عن الشعب كل الحقائق السلبية فيما يتعلق بالنظام وبالأمن
إننا نقول بمرارة وألم ، إن النظام الديمقراطي (مع كل عاهاته) في إسرائيل كان مصدر قوة اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، بينما النظام الديكتاتوري. الطائفي، العشائري في الدول العربية مصدر ضعف للعرب اقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً. في العالم العربي لا تكشف أية فضيحة "فساد اقتصادي". لأن النظام الحاكم "القادر على كل شيء " الذي يتعامل مع الشعب كرعايا أو أسرى، لا يمكن أن يكشف فضائحه. ومؤخراً سمعنا في الإعلام أن أربعة صحفيين بارزين في مصر ذهبوا إلى السجن لسنة كاملة لأنهم "شككوا في الوضع الصحي لرئيس الجمهورية"!
لقد كان العرب ،خلال عقود طويلة، ممنوعين من الكلام النقدي أو حتى التساؤل حول الوضع العربي وبالمقابل كانت كل محاولة لرؤية ما يحدث داخل إسرائيل بموضوعية تبدو وكأنها "تمجيد للعدو الصهيوني".
الآن، كل هذا تهاوى. ونحن العرب، داخل إسرائيل الذين ننتقد النظام العربي ونقر بوجود الديمقراطية السياسية في إسرائيل من أشد المعارضين والمناضلين ضد النظام السياسي في إسرائيل بكل موبقاته، سواء تجاه الشعب الفلسطيني أو في المضمار السياسي الحزبي العام.
ولكننا نريد أن نطرح مسألة هي في غاية الأهمية، بل مصيرية للعالم العربي. إن استمرار الدكتاتورية هو نقطة ضعف لا نقطة مناعة، والدكتاتورية من غير الممكن أن تعبيء الشعب. وفي ظل الديكتاتورية لا يشعر الشعب بالسيادة، وفي ظل الدكتاتورية من غير الممكن القيام بنهضة علمية واقتصادية.
لذلك من السخف والتضليل ادعاء الأنظمة العربية بأن من ينتقد النظام العربي الدكتاتوري "ليس وطنياً" أو "يساعد العدو الصهيوني".
إن الثورة الديمقراطية الحقيقية، القائمة على سيادة الشعب وفوقية الدستور والقانون والتعددية الحزبية وحرية الرأي- هي هي ما يخلق شعباً شجاعاً وواعياً ودولة قوية وجيشاً قوياً واقتصاداً قوياً ونهضة علمية وأكاديمية وحياة ثقافية وأدبية تجسد إبداع الشعب.
والأنظمة التي تخنق إرادة الشعب ليست حريصة على "الوحدة الوطنية لمقاومة العدو" بل هي حريصة على مواصلة سرقة خيرات الوطن وخنق أنفاس الشعب. إن الأنظمة التي تستأسد على شعوبنا العربية هي نعامة ذليلة أمام السياسة الأمريكية والغربية عموماً
الناصرة



#سالم_جيران (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -لماذا لا تقوم بعملك يا سيناتور؟-.. حشد أمريكي غاضب بعد ترحي ...
- مسؤولون لـCNN: خفض عدد القوات الأمريكية في سوريا إلى النصف خ ...
- موسكو: كييف تستخدم التعبئة لصالحها
- الذكرى الـ 80 لبدء معركة برلين
- الإمارات: القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا تمث ...
- وزير الداخلية التركي يكشف عدد السوريين الذي عادوا إلى بلادهم ...
- -بوليتيكو-: تسريح موظفين في وزارة الدفاع الأمريكية بسبب إدار ...
- وزير خارجية مصر: جهودنا لم تتوقف لإنهاء الحرب -الظالمة- على ...
- قازان.. طائرة Tu-144 السوفيتية الشهيرة تتحول إلى متحف
- نجيب بوكيلة لن يستطيع -تهريب- من تم ترحيله خطاً للولايات الم ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم جيران - كيف نعزز الديمقراطية