أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الخفاجي - الادعاء والتضليل في زمن العهر السياسي














المزيد.....

الادعاء والتضليل في زمن العهر السياسي


محمد الخفاجي

الحوار المتمدن-العدد: 2045 - 2007 / 9 / 21 - 06:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما اغرب التناقضات التي تعتري بلدي ... وما أحلى الشعارات التي تزين العناوين الرئيسة في الصحف والمجلات الناطقة باسم بعض التيارات وواجهات مقراتهم ... تلك المقرات التي لاحق لهم المكوث فيها ولو للحظة واحدة ، لآن عائديتها للدولة ولا يحق لأي طرف ومهما كان موقعه إن يغتصب أو يستولي عليها دون وجه حق ... ومن خلال تلك التجاوزات ، هناك من يدعي محاربة الفساد الإداري والمالي في مؤسسات الدولة ... ويطالب بدولة القانون والمؤسسات ... الكل يتغنى ببناء وترسيخ أسس ( الديمقراطية والحرية والتعددية والفيدرالية وفصل السلطات ) ونراهم غارقين إلى شحمة الإذن ب( المحاصصة والاستحقاق الوطني ومجالس الحل والعقد وثلاثة + واحد ) كمفاهيم طارئة تنعكس سلبا على ابسط المبادئ الديمقراطية وأبجدياتها في دول العالم والتي تسيء للعملية السياسية واستحقاقاتها الانتخابية ، بغض النظر عن موقفنا من سلامة تلك الانتخابات ، وكان العراق يؤسس لقوانين ونظم جديدة لايعرفها الآخرين في الدول المتحضرة التي مارست الديمقراطيات دهرا من الزمن ، ونحن ندرك حجم الضغوط والاملاءات التي تفرض من الجهات ذات النفوذ الأقوى على الحكومة التي لا تستطيع مقاومتها بحكم الواقع وتجعلها أسيرة لتلك الأطروحات التي قد لا تؤمن بها أصلا ، لكن إرادة القوي هي العليا وما على الضعيف إلا الانصياع أو التمرد ، وقد يكون التمرد ليس بصالحه... ما هذه التناقضات ؟ ... وأين يكمن الخلل ؟ ، الكل تريد محو آثار التركة الثقيلة التي استمرت خمسة وثلاثون عاما من ذاكرة العراقيين ليحل محلها احترام الرأي والرأي الآخر ... ، الكل يدعي الشفافية التي تحولت إلى عتمة وضبابية وغشاوة تحجب الرؤية بالتفاعل مع مختلف مجالات الحياة حتى وصل الحال إلى الاستهزاء بتلك المصطلحات والسخرية منها وأصبحت من النوادر المتداولة بين الناس بمختلف مستوياتهم وانتماءاتهم ومشاربهم في مجالسهم الخاصة للتسلية والتندر ... الكل يقبل بالآخر ويرفض تهميشه ... كل الطوائف والتيارات والأحزاب تدعي محاربة الإرهاب الفكري والظواهر السلبية التي طفت على الساحة العراقية ... والقتل والتهديد سمتان مألوفتان شائعتان في تصفية الخصوم السياسيين ... في وضح النهار أمام مرأى ومسمع الجميع ، دون العناء في ملاحقة مرتكبي تلك الحوادث التي تكاد أن تكون يومية وعلى مدار الساعة تسجل ضد مجهول دائما ...الكل يدعي (( وصلا بليلى )) ، هم الذين اسقطوا نظام التخلف والإرهاب والمقابر الجماعية ، هم الذين حرروا العراق من براثن الفكر ألصدامي والحكم الشمولي المتمثل بصنم العصر الذي أزيح بإرادة دولية كما يعرف الجميع ... الكل يغمض عينيه عن هذه الحقيقة ... الكل دفع الثمن باهظا لهذا السقوط ، أملا بحياة حرة كريمة لا يشوبها الخوف والرعب والألم ، وتمر الأيام والأشهر والسنين ولم نحصد سوى أضغاث أحلام وسراب لتحقيق الآمال التي تخلينا عنها كليا ، وتحول جل همنا وطموحنا لا يتعدى رغيف الخبز والأمان والاستقرار ليس إلا ... لكن لا هذا ولا ذلك ،،، البؤس يخيم على وجوهنا البائسة التي ينهشها المرض والفقر والجوع والعوز لأبسط مستلزما ت الحياة ... المثقف يعاني ... السياسي يعاني ... المواطن يعاني... الكل يعاني ... إذن من المستفيد من التغيير ؟
نقولها بجرأة وصراحة ... لقد خسرنا كل شيء ولم يبقى شيئا نخسره ... لقد تسلل بعض المتطفلين الانتهازيين الذين كانوا يشكلون العمود الفقري للنظام المقبور الذي اعتمد عليهم بكل مشاريعه الأنانية الخبيثة ، من كتبة تقارير الأمس ... نراهم الآن يتبوءون بعض المراكز القيادية في مفاصل أساسية للدولة وعلى مختلف المستويات وأكثرها خطورة وأهمية ، كذلك تسللوا أيضا إلى مؤسسات المجتمع المدني بأسماء ما انزل الله بها من سلطان ... المحكومون في زمن النظام السابق بتهم مختلفة اغلبها الرشوة والاختلاس والاحتيال والنصب والسرقة والتجاوز على المال العام والمحسوبية أو كلاهما قد تصدروا الواجهة وأسسوا تيارات وأحزاب وحركات همها الوحيد الكسب الحرام وعلى حساب قوت المواطن الذي لازال يئن من الجراح ومن النسيان وكوابيس الخوف تلاحقه حتى في منامه ، آملا أن ينام بهدوء ويأكل كما يأكل الناس ، ولم يعترضه كائن من كان ، لم يحصد سوى السراب والكلام المعسول والوعود التي سئم الناس سماعها ، المطلوب منك أيها المواطن الكريم يا من ترغب في الحصول على وظيفة أن تجلب ما يؤيد كونك مرتبط بأحد الكيانات السياسية الطارئة التي غزت مؤسسات الدولة واحتلت مبانيها ، لتكون مؤهلا للقبول ... وان كنت مستقلا لا سامح الله ... لا مكان لك على ارض العراق ... هاجروا إخوتي ... فهذا العراق ليس لكم فيه حصة ... ولستم أبناءه ... فانتم طارئون عليه ، فقد جاء من هو أحق به منكم ، لكن أين تهاجرون ... ؟ الكل يرفضكم حتى من هو اقرب الناس إليكم ... لأنكم ترفضون الشر والإرهاب والخراب ... وبما إن الشر قد استشرى .. نقول لكم ...لا مكان لكم الآن ... انتظروا الفرج ... فهو آت لا محالة .



#محمد_الخفاجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اختفاء الأموال العراقية ... من المسئول عن متابعتها ؟
- شياطين العصر ... بحاجة إلى حجارة
- مؤسسات المجتمع المدني ... بين الشعار والتطبيق
- الإرهاب .. ومواجهته؟؟
- الارهاب ... ومواجهته
- العراق ... ومحنة الثقافة
- الطفولة بين احضان الارصفة والتشرد


المزيد.....




- -لماذا لا تقوم بعملك يا سيناتور؟-.. حشد أمريكي غاضب بعد ترحي ...
- مسؤولون لـCNN: خفض عدد القوات الأمريكية في سوريا إلى النصف خ ...
- موسكو: كييف تستخدم التعبئة لصالحها
- الذكرى الـ 80 لبدء معركة برلين
- الإمارات: القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا تمث ...
- وزير الداخلية التركي يكشف عدد السوريين الذي عادوا إلى بلادهم ...
- -بوليتيكو-: تسريح موظفين في وزارة الدفاع الأمريكية بسبب إدار ...
- وزير خارجية مصر: جهودنا لم تتوقف لإنهاء الحرب -الظالمة- على ...
- قازان.. طائرة Tu-144 السوفيتية الشهيرة تتحول إلى متحف
- نجيب بوكيلة لن يستطيع -تهريب- من تم ترحيله خطاً للولايات الم ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الخفاجي - الادعاء والتضليل في زمن العهر السياسي