أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - في الليل الطويل تشتت أحلامي_ثرثرة














المزيد.....

في الليل الطويل تشتت أحلامي_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2043 - 2007 / 9 / 19 - 11:14
المحور: الادب والفن
    



أحيانا أستطيع رؤية نفسي من الخارج,كما يراني الآخرون. كما نرى بعضنا بعضا.
أسميّها"مهارة الخسارة",من العسير تقبّل الحياة وهي تتفتّت وتمضي لحظة بلحظة,قطع العمر في تفاصيلها المريعة,طفولة مع شباب مع مراهقة مع كهولة ثقيلة ولزجة,الخيبة بأبعادها الواضحة تحتلّ الأمكنة والذكريات والحوادث....هكذا إذن تهزّ رأسك....ثم تضحك.
سائق باص الزراعة هذا المساء,يذكّرني بسائق الباص في نيويورك,ومؤلف"الذكاء العاطفي" يفرد له الصفحات والأمثلة(كيف يشعّ صاحب موهبة الذكاء العاطفي بين أهله وزملاءه وحتى الغرباء,وينقل إليهم الشحنات والمشاعر الطيبة)....كان سائق التايتانيك اللاذقاني هكذا_بدأها بأغنية فيروز...أنا عندي حنين...أكملت معه إلى الشيخ ضاهر, انتهت الأغنية ونزلت من الباص,الفرح ينتشر بالعدوى مثل الكآبة وإن ببطء.
أمام مدرسة جول جمّال أسطورة سوريا في الخمسينات,أشعل سيجارة بتلذّذ...ماذا لو أتيح لجول جمال وأمثاله العودة إلى الحياة! بعدما يروا نتائج أعمالهم أو تضحياتهم....هل سيعيدونها بنفس الحماس والتعفّف! ألن يتحسّروا_يا ترى_ على حصّتهم من الحياة! هل كان أحدهم ليترك صبية جميلة تنتظره بشغف وشوق ويفتح ذراعيه للموت برضا واندفاع!
رائحة فلافل برهان أقوى من سيل الذاكرة,وأنا أمضغ سندويشتي وأفكّر بالشهرة كيف ولماذا وهل من قوانين, وهي تحطّ على من لا تعنيهم, وتتعذّر على عشاقها حتى الهوس مرات!
من لا يعرف فلافل برهان في اللاذقية!هو أشهر من المحافظ ورؤساء الأجهزة والمدراء ومن عبد الله عبد....لكنه أقلّ من سلاف فواخرجي وباسم ياخور...., أدخّن ثانية وأضحك, أمام مكتبة مجد للأخوين يونس بسام وحسان,أتردد, وأكمل طريقي إلى نادي نقابة المعلّمين في اللاذقية, شدّة وشطرنج....تناسب ليل اللاذقية الطويل.
يحكى عن أحد الظرفاء من معلميّ اللاذقية,دعاه صديقه الضابط إلى نادي الضباط, وبعد كأسين أو ثلاث, ضحك بصخب....ثم أنشد:
لنا ناد وللضبّاط نادي
عجبت لمن يرى ناديينا
ولا يدعو لإعلان الجهاد.
والأبيات تنسب لكثيرين كما سمعت...لكنني أحب نادي المعلمين ومستثمره اللطيف أبو سمير والشاب زهير الألطف. للسهرات والسكر نادي المهندسين شتاء وسفينة نوح صيفا,لا نقاش.
*
على الكورنيش الغربي شمال اسبيرو_ طابق ثاني وأخير,كان نادي المعلّمين في اللاذقية, تشرب كما يحلو لك,خصوصا مع صبية.... وحتى أنا صعلوك اللاذقية دعوت صبية إليه. أمام جول جمال التقينا, صدفة وأحمل راتبي الشهري, إذا كانت جيوبي ممتلئة_ وهذا ما تشهد به الكثيرات_ أبدو شابا وسيما واثقا من نفسه,حلو المعشر وتتسابق الجميلات لكسب ودّه....
من الكورنيش الجميل نقلوا نادي النقابة إلى قرب السجن, الحارة والسجن المدني, وتبخّر المشروب....نلتقي خصوصا في الشتاء,رجال كثر صار المستقبل خلفهم.
هذا اليوم ستدور اللاذقية على كعبي.
هذا اليوم مناسب للتسكع قرب البحر وفي الشيخ ضاهر, بعدما املأ رأسي ....تستلقي اللاذقية أمامي .....أنا ملك اللاذقية بعد منتصف الليل, وبعد عدّة كؤوس بالتأكيد.
لم أفعلها, بدأ الضعف ...وحتى الخوف يغزو مفاصلي ودماغي,صرت احسبها,تشرب مرتين أو ثلاث في الشهر خارج البيت أو توزّعها على بقية الأيام بعد نوم فريدة. هكذا إذن.
*
العودة ليلا ومن أمام المقبرة,توحي وتشحن الذاكرة,رغبت مرات في الدخول إلى المقبرة.... ولو إلقاء نظرة على القبور....أسمائهم, وصاياهم, أراهم في الأعياد, كبار وصغار نسوة وعجائز مع باقات الريحان, ولا مرة تجاوزت الباب,ما زلت أشعر أنني غريب في اللاذقية, في جبلة سكرت أكثر من مرة في المقبرة....هل القبور تغري الجميع دوما!
الطريق صار طويلا,صرت اتعب وأقلل من التدخين في المشي, عند مقهى الزين تعبت وفكّرت في ركوب تكسي,شجّعت نفسي وأكملت,قرب بيت رامي وندى السابق,كان بيت الأصدقاء حقيقة,رافقني شعور غامض بالحنين والشجن....
لكل بيت حياته الفريدة,وخصوصا بيوت الإيجار, أحلام وخطط ومشاريع....ليست البيوت من حجر واسمنت فقط, هي أرواح وكيانات حيّة,تضيق وتـتّسع كما تحزن وتفرح, مثلنا ومرّات أكثر منا بكثير.
*
الآن في البيت قبل الأخير في اللاذقية.
هذا البيت أحببته,دائما يوجد حبّ خاصّ,وقد يأتي متأخرا جدا....الحماقة الكبرى هي أن تفرّط بحبّك الحقيقي,ثمّة إشارات قد تكون مبتذلة ومكررة للكثيرين, لا تعني سوى هذه أو هذا_ من وقع عليهم حظّ الحبّ....ولو للحظة خاطفة.
لا خسارة أكبر....ولا شيء يعوّض عن حبّ,بسبب الحماقة أو الإهمال أو سوء التقدير....أو.
.
.
البارحة في فيلم السهرة, وبدون تخطيط أو تفكير:
_هل تؤمنين بالحبّ يا فريدة!
نعم.
لم ينطق أحدنا بكلمة حتى اليوم التالي.
.
.
أنا لا أؤمن بالحبّ.
وما ثرثرتي إلا تأكيد لما لا يقبل النفي.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية.....فراغات المعنى_ثرثرة
- معجب بذكائي رغم كل شيئ_ثرثرة
- مدارات حزينة_ثرثرة
- فنّ الاختلاف_ثرثرة
- طائر الخفّة يعبر 11 أيلول_ثرثرة
- صباح جديد_ثرثرة
- ...فليأتي الطوفان_ثرثرة
- لماذا لا تغير حياتك!؟_ثرثرة
- قطع حياة....البيت النفسي...._ثرثرة
- طيور أيلول_ثرثرة
- موت القارئ السوري_ثرثرة
- بعد موسم الموت في اللاذقية_ثرثرة
- قمر البسيط_ثرثرة
- ......إلى سماء_ثرثرة
- ساحرات جبلة وطرطوس وبيروت_ثرثرة
- رأي...خبر....معلومة...._ثرثرة
- في عصر الأنترنيت,الرسائل أرواحنا الهائمة_ثرثرة
- الرسالة,باليد والأنفاس_ثرثرة
- هذا هو السبب_ثرثرة
- لا هو بيت ولا هي نافذة_ثرثرة


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - في الليل الطويل تشتت أحلامي_ثرثرة