أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - الرحالة كارل ماركس















المزيد.....

الرحالة كارل ماركس


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2041 - 2007 / 9 / 17 - 12:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا كان مارتن هانز لوثر قد أفزع ظهوره البابا ليو العاشر فإن ظهور كارل ماركس قد أفزع العالم المثالي الشرقي والغربي برمته والعالم الإسلامي والمسيحي واليهودي , وولد كارل ماركس سنة 1818- وتوفي سنة 1883م بعد أن رقد في كرسيه الأخير في لندن عن عمر يناهز الخامسة والستين عاشها في فقر مدقع ولولا صديقه الحميم فرديريدك إنكلز لهلك جوعا وهو في الخامسة والثلاثين من عمره .

ولم تكن عائلة كارل ماركس ثورية أو سياسية فقد كان أبوه محاميا طبيعيا من أصل يهودي إعتنق المسيحية البروتستنتية سنة 1824م حيث عاش ماركس في كنفه في المدينة التي ولد بها وهي مدينة :تريرفي بروسيا الرينانية وبعد أن حصل على الثانوية العامة دخل جامعة بون ثم جامعة برلين فدرس الحقوق وبنوع خاص الفلسفة والتاريخ وفي سنة 1841م تقدم بإطروحته الجامعية حول فلسفة أبيقور وكان كارل ماركس هيغيليا مثاليا ثم تحول إلى هيغيلي يساري ولم يكن لكارل ماركس الحظ في العمل الجامعي لأن الرجعية في ذلك الوقت قد طردت فورباخ من كرسي الأستاذية ومنعت أيضا باور برونو من إلقاء محاضراته سنة 1841م وهي السنة نفسها التي قدم بها كارل ماركس أطروحته عن أبيقور .

ولهذه الأسباب كان قدر كارل ماركس أن يعيش مثل الرحالة الصغير أو مثل إبن بطوطه في رحلاته أو مثل الرحالة في الأفلام الكرتونية غير أن الفرق بين كارل ماركس وبين باقي الرحالة هو أن الترحيل ليس مهنة لفيلسوف يسعى لتطوير البحث العلمي وإلى تغيير العالم .

زكانت نشاطات فورباخ الذي إعترف في مؤلفه : جوهر المسيحية قد أثرت بعض الشيء في مذهب ماركس المادي وقد إستفاد كارل ماركس من فورباخ ومن عالم الإجتماع هكسلي الذي كانت له أفكار هامه متصلة بالمادية وخصوصا قيما يتعلق بالمعتقدات الدينية حيث برهت هكسلي على أن الأفكار المثالية كانت تتعلق بأشياء مرتبطة بالدم إنبثقت عنها مجموعة أفكار كانت هذه الأفكار هي التي صاغت العالم الديني وفكرة الخلق وبدايته .

وقد إشترك كارل ماركس بتحرير الجريدة الرينانية ويقال أن ماركس بدأ بها بكتابة بعض الأشعار ولكن ميله للإقتصاد السياسي كان أكثر وحتى تلك اللحظة كانت معلوماته عن الإقتصاد السياسي ضئيلة فإتجه لتثقيف نفسه في الإقتصاد السياسي وفي نفس السنة توقفت وحوصرت المجلة وأغلقت وتزوج كارل ماركس من آنسة مهذبة إسمها >جيني< وكان شقيقها الأكبر وزيرا للداخلية في بروسيا أيام الرجعية والفكر المثالي المهترىء.

وفي سنة 1843م إنتقل ماركس إلى فرنسا ليصدر مع آرنولد روغه مجلة الحوليات الألمانية الفرنسية وبرز ماركس كأول مرة ينادي بإنتقاد كل شيء وكان بقلمه يتوجه إلى الطبقة الكادحة من البروليتاريا العمالية وصدر من المجلة عددا واحدا ثم توقفت عن الصدور لأسباب أمنية تتعلق بصعوبة توزيعها بسبب الرقابة الحادة عليها.
ولم يكن كارل ماركس وقتها يعرف صديقه إنكلز الذي لا يقل عن ماركس شهرة وثقافة فهو الذي أقلق العالم بكتابه :أصل العائلة .

وفي سنة 1844تعرف ماركس بصدسقه إنكلز زكانت فرنسا في ذلك الوقت تدين بكثير من الولاء لمذهب برودن الإشتراكي ولكن كارل ماركس إنتقده بشدة ووجه له ضربة قاضية في كتابه : بؤس الفلسفة سنة 1847 أي بعد أربعة سنوات من معرفته بإنكلز.

وكانت الإشتراكية الفرنسية في ذلك الوقت مازالت إشتراكية برجوازية لا تولي أهمية للعمال وكان ماركس في ذلك الوقت قد صاغ نظريته عن الإشتراكية والعمال والشغيلة وأولى الأهمية للعامل في الحقل وفي المصنع وإنتقد مبدأ القيمة الزائدة وصاغ حولها نظرية خاصة به وبهذا أصبح ماركس أخطر رجل على الإشتراكية البرجوازية وعلى الرأسمالية وبهذه فقد ماركس كل أصدقاءه ولم يرضى أحد عن نشاطه الذي أصبح ثوريا لأول مرة في باريس .

وفي ذلك الوقت إستدعته الحكومة الباريسية وأهبرته أنه شخص غير مرغوب به في فرنسا وطرد منها سنة 1845م وهاجر إلى بروكسل وإنتمى هنالك إلى جماعة شيوعية لأول مرة في حياته وكانت هذه الجماعة تطلق على نفسها لقب :عصبة الشيوعيين سنة 1847م وبناءا على تكليف الجمعية لماركس وإنكلز فقد كتبا في مؤتمر لندن سنة 1847 بيان الشيوعيين الأول وكأول مرة بالتاريخ .

ونشر البيان سنة 1848م فإندلعت ثورة في شباط وعلى أثرها طرد من بلجيكيا فعاد إلى باريس ومن ثم غادرها إلى المانيا وعاد لأصدار الجريدة الرينانية الجديدة 1848-1849م ولكن الموآمرات لم تهدأ وتم إتهام ماركس وتقديمه للقضاء ولكنه قد برىء منه فنفوه من المانيا سنة 1849م فتوجه لباريس مرة أخرى ثم طرد من باريس بعد أحداث حزيران 1849م فذهب إلى لندن بنفس عام 1849م وبقيى هنالك هو وزوجته التي ماتت سنة 1881م في ديسمبر .
ومات كارل ماركس العظيم بعدها بعامين وقد رزق ماركس بعدة أبناء ولكن لم يكن يعيش له أولاد وقد عاشت له ثلاث بنات تزوجن جميعا من إشتراكيين .
.
هكذا هم العظماء عاش ماركس 65 خمسة مستون عاما كما عاشها محمد الرسول ولم يعش لكارل ماركس أولاد كما أنه لم يعش لمحمد أولاد وعاش كارل ماركس مهادرا كما عاش محمد مهاجرا وطرد كارل ماركس من مدينته وهي حبه وفيها ذكريات طفولته كما طرد حمد من مكة مدينته الأولى وعاش ماركس حياته في فقر مدقع كما عاش محمد الرسول ولم يرضى أحد عن ماركس من كافة الإتجاهات كما أنه لم يرضى أي إتجاه عن محمد وكان أعداء ماركس من الرأسماليين الذين يأكلون حقوق العمال والقيمة الزائدة وكذلك كان أعداء محمد معظمهم من التجار المعادين لتوزيع رأس المال بعدالة وتأسست دولة ماركس الشيوعية بعد وفاته وكذلك إنتعشت حياة المسلمين بعد وفات محمد وتم لأول مرة بالتاريخ تأسيس دولة عربية أموية بعد وفات محمد الرسول.
إن ماركس لم يكن كافرا بل كان مهاجرا في سبيل إسعاد البشرية بما يعتقد هو أنه الصحيح وقد عاش ماركس في الفترة التي ساد فيها العالم المتحضر ثلاثة إتجاهات هما :
الإشتراكية البرجوازية الفرنسية
الفكر الإقتصادي السياسي الإنكليزي
الفلسفة الكلاسيكية الألمانية

وقد كان مقدرا على كارل ماركس أن يعاصر هذه الإتجاهات ويصارعها فكانت الغلبة لهم ولخسة ونذالة البرجوازيات المتطفلة ولكن كان وما زال النصر للفكر الماركسي وقد سقطت الدولة التي إحتظنت الماركسية ولكن لم يسقط الفكر الماركسي ولا يعني سقوط الأتحاد السوفييتي نصرا للرأسمالية ولا عيبا في الماركسية فستسقط الرأسمالية عاجلا أم آجلا وإذا إنتصرت الرأسمالية فلن يكون إنتصارها إلا حينما تصل إلى المجتمع المدني الذي تنبأ به كارل ماركس أما إذا بقيت الرأسمالية على حالتها هذه ولم تتطور فإنها ستأكل نفسها كما تأكل النار نفسها إن لم تجد ما تأكله .

الماركسية ليس سلاحا ولا وصفة دواء ولكنها كانت ردة فعل على ما يجري من إنتهاز حقوق العمال الذي وعدت به البرجوازية: العمال والشغيلة الذين كانوا يعيشون في إقطاعيات زراعية كعبيد وأقنان حيث وعدتهم بالحياة السعيدة ولكن الماركسية لاحظت أن الفقراء إزدادوا فقر على فقر وإن الوضع الذي نحن به من إرتقاع للأسعار وتلاشي للطبقة الوسطى يثبت لنا كم كان ماركس محقا في تصوراته وإن دور الشرطي الدولي الذي تمارسه الرأسمالية إن لم تتخلى عن بعضه الرأسمالية فلسوف يقضي على نصف البشرية وإن الطب في تطور مستمر لتحسين ظروف الإنسان ولكن الدور الذي تلعبه الراٍمالية ليس صحيا على الإطلاق وإن النظام الرأسمالي بتصرفاته يخلق أعداء جدد في كل يوم للرأسمالية وإن ما يسعى البحث العلمي به لتحسين ظروف المعيشى تفسده السياسة الرأسمالية للعالم كله .

وإن الدول العربية لم تكن تلاحظ الثغرات والهنات في النظام الرأسمالي لأنها أصلا لم تكن رأسمالية ولا حتى هذه الساعة وكانت المواقف للرجعيات العربية ضد الماركسية تعبير عن خليط هحين لفهمها للرأسمالية واليوم أصبح الإنسان في الشارع السياسي والإقتصادي العربي يلاحظ هذه الثغرات والهنات في النظام الرأسمالي حيث إزدادت الضرائب وقل معها مستوى دخل الفرد .

والماركسية ليست نادي للعراة والشاذين جنسيا ولا يمكن أن يتزوج الماركسي من أمه أو أخته على حسب الدعايات التي كان ومازال الرجعي العربي يبثها من حلقة درسه في المساجد مع الإغراق التام بالرجعية والتخلف الماركسية مذهب حياة إجتماعي وثقافي وسياسي لا يكتفي بتصوير حقيقة العالم فقط لا غير وإنما يحاول تغييره والإستفادة من أخطاء المرابين والمترفين الذين يعيشون في منأى عن شعوبهم في جزر شبه معزولة عن الشارع العام .

عاش ماركس مطاردا من كل الحكومات الأوروبية وكان لوحده يكفر عن خطايا المتعبين والأغلبية الصامتة



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياة الناس تتجه للتغيير والحكام والملوك العرب يقمعون التغيير
- المرأة مثل الإعلان تجدد نفسها بالتكرار
- البروتستنت والكاثوليك 1
- مأساة برونو : الدين للناس والإلحاد للعلماء 1548-1600م
- حياتنا كعرب
- المرأة تعادي المرأة
- مدينة بلا حب
- الحب النقدي
- رسالة من إمرأة مثلها مثله1
- الملك حسين رجل كبير في بلد صغير
- حياتنا العامة أحيانا ليس لها علاقة بالسياسة
- العلمانية والداروينية هي الحل
- من ذكريات عامل في الريف والمدينة
- أحبيني
- العرب وإسرائيل؟
- أمسية مظفر النواب
- أخطاء في الإقتصاد الإسلامي
- المثقف العربي والإستعمار
- إستحالة فكرة الدولة القومية العربية
- المعارضة السياسية في الأردن


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - الرحالة كارل ماركس