جمال بوطيب
الحوار المتمدن-العدد: 2041 - 2007 / 9 / 17 - 06:27
المحور:
الادب والفن
بــريـــد
وجد الرسالة في صندوق بريده . على ظهرها مكتوب:
- المرسل هل تعرفه؟؟
لم يرهق ذهنه لتذكر الخط المرتبك الذي كتبت به العبارة. فمراسلوه معدودون وبريده شحيح حد الغياب.
همس لنفسه:
- عرفتك يا حبيبتي، لكن خطك من ثقفه. ؟؟
هــاتــف
خرس هاتفه منذ غيابها ، ولم يعد يسمع ذلك الرنين الذي كاد يصير جزءا من أشيائه الصغيرة المرتبة بلا ذوق ولا اكتراث.المرة الوحيدة التي رن فيها الهاتف. نطّ إليه. صعقه صوت موظفة البريد :
- يؤسفنا أن أبلغكم عزم وكالتنا على وقف اشتراككم حتى تسووا وضعيتكم الحسابية.
حضــانــة
تجلد الصغير محمد وحاول أن يبدو رجلا. حمل الرضيعة "سارة" الباكية في كفيه الصغيرتين. في فمها وضع الرضاعة. سكتت. قبّلها.
أحس بشيء ما يؤلمه في صدره. قرر :
-لا بد أن أتحمل.
نامت الرضيعة . وبجانبها استلقى محمد.كانت "سناء" تراقبهما معا. وهي ترفض أن يمشط شعر عروستها.
قالت لأيمن :
- بنتنا لابد أن تنام .
هز أيمن كتفيه الصغيرتين. قال:
- يجب أن نكبر عن هذا الشغب.
- أي شغب تعني؟
- شغب الصغار الذي يسمونه " عريس وعروس "
- لكننا لازلنا صغارا.
- أنتِ نعم ، أما أنا فكبير.
أخرسها جوابه. حاولت ان تجنح به إلى حديث آخر، قالت:
- ما أسعد ذلك العريس بعروسته.
وأشارت إلى محمد والرضيعة. ضايقه كلامها. فك من بين يديها الدمية وألقى بها بعيدا وانصرف.
خلفهم جميعا تجلس امرأة ثكلى ، في سرها تقول:
- تعسا للآباء وللأمهات حين يقوون على فراق أكبادهم.
خـريطــة
أنجز التلميذ تمرين مادة الجغرافيا لوحده. لم يستعن بأحد. هولا يتقن شيئا اكثر من رسم خريطة الوطن، وقلب مخترق بسهم في الوسط.
على قفاه، نزلت ثقيلة يد معلم الجغرافيا . فزع التلميذ . سأله المعلم:
-ماذا طلبت منكم ؟
- رسم الخريطة.
- وبدون أودية ولا أ نهار. ؟؟
- نعم.
- لم رسمت إذا هذا النهر. ؟؟
رد التلميذ وهو يمسح الدموع بظاهر كفه :
- هذا ليس نهرا ، هذه مدينة تبكي.
#جمال_بوطيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟