|
الأخلاق حالة التغير والثبات
حميد الحريزي
اديب
(Hameed Alhorazy)
الحوار المتمدن-العدد: 2040 - 2007 / 9 / 16 - 10:05
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ما هي الأخلاق: يمكننا تعريف الأخلاق على أنها ضوابط السلوك للفرد في مجتمع معين وخلال حقبة زمنية أو تشكيلية اجتماعية اقتصادية محددة. هناك عدة رؤى للأخلاق فهنالك من يرى إن المبادئ الأخلاقية ثابتة لا تتغير في كل زمان ومكان وهناك من يرى أنها تتبدل بتبدل وتغير الظروف الاجتماعية والتحولات الاقتصادية وهنالك من يرى أنها متغيرة فلكل مجتمع ولكل حقبة زمنية وتشكيلية اقتصادية أخلاقها قد تختلف باختلاف الطبقات الاجتماعية . فهناك من يرى إن الأخلاق ليس لها نفس المعنى والمفهوم لجميع الطبقات الاجتماعية حتى ضمن المجتمع الواحد المحدد والفترة الزمنية المحددة فلكل طبقة اجتماعية أخلاقها وموازينها ومبادئها الأخلاقية التي تحدد سلوك أفرادها تختلف عن الطبقات الأخرى حتى وان اشتركت معها في المظاهر السلوكية العامة . هل يولد الإنسان وتولد معه منظومته ومبادئه الأخلاقية ؟
هناك من يجيب على هذا السؤال بالإيجاب ويرى أن الأخلاق والمبادئ الأخلاقية للإنسان هي فطرية وطبيعة سلوكه محددة سلفا. بينما يرى الأخر إن المبادئ الأخلاقية هي منتج اجتماعي حيث يولد الإنسان خامة بيضاء تفصل مقاساته الأخلاقية من قبل المجتمع الذي ينشا ويترعرع فيه ابتدأ بالأسرة والمدرسة وعموم المجتمع في الشارع والعمل .... الخ . حيث يقول ماركس في كتابه ( بؤس الفلسفة ) عند نقده لبرود ون ( أن الناس وظروفهم الاقتصادية والاجتماعية هم اللذين يصنعون التاريخ والمبادئ وليس المبادئ أو الأفكار هي التي تصنع الناس والتاريخ 1)كارل ماركس بؤس الفلسفة. لابد من بحث حالة الناس في وقت ظهور المبدأ وحاجتهم وقواهم الإنتاجية وطريقتهم في الإنتاج .. الخ وعلاقتهم الاجتماعية ) لنتعرف على أصل ولادة ونشوء المبدأ . ( لو إن الإنسان لم يشعر بالحاجة إلى المأكل والملبس والسكن ووسائل الحياة لما خرج عن الطور الحيواني أبدا )*1 لذا إننا وبحكم الوقائع الاجتماعية المعاشة نرى إننا منحازين إلى التفسير الثاني في أصل نشوء الأخلاق وتطورها إذ ( لا يطرح أي سؤال أخلاقي على الطفل ما دام عاجزا أن يتعرف نفسه في الماضي وعن أن يتوقع نفسه في المستقبل ولا يستطيع أن يقرر وان يختار ال عندما يبدأ لحظات حياته بالانتظام في سلوك معين )*2 ومن هذا المنطلق وهذا التفسير يمكننا أن نجيب على الكثير من أسباب تدهور أو اندثار بعض مظاهر السلوك أو المبادئ الأخلاقية في المجتمع وكيف إن هناك من يترحم على أيام زمان حيث يرى انه كان يصون الأخلاق الفاضلة وكيف أنها اخترقت أو سفهت في أخر زمان وبالتأكيد إن الفرد قد سمع مثل هذا الكلام الذي يردده ألان عدد من آباءه أو أجداده حينما يقيمون سلوك وأخلاق أبناءه وأحفاده . وكثيرا ما ينقاد المتحدثون إلى حديث مسهب ويطيلون في المقارنة بين ما فات وما هو جديد وما هو حاضر ويستطيرون خوفا وألما ورهبة مما سيأتي دون أن يكلفوا عقولهم وأدواتهم في التحليل والتركيب والنزول عمقا في تفسير أسباب ما كان وما سيكون وكما يذكر الأستاذ الا لوسي ( بالنسبة لتطور الأخلاق فليس بإمكان احد أن يشير إلى ابعد من العرف كأول خطوة معلومة بدأها الإنسان البدائي في حياته الاجتماعية والتفسير الشائع لنشوء العرف هو انه عادة على فعل ما يبدؤه شخص ما أو جماعة فينسخه الآخرون ولكنه يتضمن حكما على العمل بصيغة غير فرديه أي كقاعدة عامة )*3 ويرى وكما هو شائع بيننا فان التزام الإنسان بالعرف الاجتماعي يتم لا بسبب كون الفرد مقتنعا أو مؤمنا به ولكنه ينقاد إلى فعله كي لا ينظر إليه بالرفض أو اتهامه بالشذوذ من قبل الناس اللذين يعيش بينهم وما أكثر مثل هذه الممارسات المتبعة يوميا من قبلنا والتي غالبا ما تكبل سلوكنا وتصرفاتنا اليومية . فمثلا أن تأمر ابنتك أو زوجتك بارتداء الحجاب على الرغم من كونك غير مقتنع به . أو أن تذهب الكثير من الوقت والجهد لتقرأ الفاتحة على روح احدهم على الرغم من كونك لا ترى انه يستحق ذلك أو قد لا تعرفه مطلقا ولكن طبيعة علاقتنا بأقربائه وأهله يوجب علينا فعل ذلك . وهناك الكثير من الأعراف التي يطول تعدادها والتي أصبحت ممارستها في حكم المقدس ( ابرز صفات العرف هي انه مقدس ومن هذا فقد حصل على قوة إلزام إضافية )* 4 ولكن ما هو الباعث لهذا العرف وماذا يستتر خلقه حيث ن من الصعوبة بمكان تجاوز العرف وكسره دون تفسيره حيث يقول الأستاذ الا لوسي ( إن العرف يفقد قوته الإلزامية لو أمكن تفسيره عقليا عند إتباعه والمرحلة الأولى للعرف هي مرحلة الطاعة العمياء بشكل ألي)*5 * فمثلا ماذا يكمن وراء سلوك بعض العشائر عدم تزويجها الا إلى ابن عمها حتى ولو أدى ذلك إلى عنوستها وفقدانها لحقوقها الطبيعية في الحياة وتكوين أسرة . ومن يتابع مثل هذه الظاهرة على سبيل المثال سيرى الأغلبية الساحقة لمن يتبع هذا السلوك هم عدم التفريط بالملكية الخاصة للأسرة الإقطاعية خصوصا بحكم حق البنت في الميراث على الرغم من ضالته أو عدم الاعتراف به أصلا وهذا المبدأ الأخلاقي عندما يصبح عرفا اجتماعيا يفسر كيف إن حتى اللذين لا يملكون مالا ولا ثروة يطبقونه على بناتهم بعد أن اخذ عندهم منزلة المقدس بحكم ارتباطهم بمثل هذه العائلة أو القبيلة والعشيرة ... ومما يبعث أيضا صدقية هذا التفسير كون إن إمكانية ودرجة كسر هذا العرفي الأسر والعوائل الغير مالكة تفوق كثيرا ما يحصل في الأسر والقبائل و العشائر المالكة وانفعلت الأخيرة ذلك فغالبا ما يكون مع من يفوقها أو يناظرها في الملكية والجاه . لا شك بان هناك العديد من الأعراف المتوارثة غالبا ما يضيع باعثها تحت ركام العشرات وربما المئات من السنين فتبدو و كأنها عصيه على التفسير حيث تم توارثها من جيل إلى جيل بحكم العادة . إن المشرف على تطبيق العرف بالإضافة إلى الرقابة الخارجية للمجتمع هناك رادع ورقيب هو الضمير. فهل الضمير مولود قطري أو منتج اجتماعي ؟ وكما هو حكم الأخلاق عموما فالضمير هو أيضا هو منتج اجتماعي تم غرسه في عقل الإنسان من قيم وأحكام وقواعد سلوك منذ ولادته ومن ثم صباه ومراهقته وشبابه وكهولته وبالتأكيد إن درجة تحكم هذا الضمير في سلوك الإنسان ستكون متفاوتة بين مراحل النمو والنضج وطبيعة تجارب الفرد الخاصة ضمن العائلة والمجتمع ؟ ومن اجل أن يكون هذا الضمير حاضرا في كل زمان ومكان في الخارج والداخل في السر والعلن ومن اجل أن نغلق باب التجاوز على العرف والمبادئ فلا بد من رقيب عالي متعالي عارف مطلع لا تخفى عليه الخفايا ولاما يضمره الإنسان من نوايا كان هناك العقل الخارق المفارق وكما ذكر كريتياس ( كان هناك وقت كانت فيه حياه الناس غير منتظمة وكان الإنسان عبدا للقوة ولم يكن ثمة ثواب للفاضلين ولا عقاب للأشرار . ثم كما اعتقد اوجد الناس قوانين الثواب والعقاب لتحقيق العدالة وعقاب المسيئين ولكن لما أصبحت هذه القوانين تمنع الناس في اقتراف الجرائم المكشوفة والعلنية وبدأ الناس يفعلوها سرا ابتدع حكيم ذكي الخوف من الا لهه وذلك كوسيلة لإخافة الأشرار فادخل فكرة الإلهي أو الدين قائلا بوجود اله دائم الخلود والحياة يسمع ويرى بعقله ويفكر بكل شيء وله طبيعة إلهيه تستطيع أن تسمع وترى كل ما يعمل حتى انك إذا خططت للقيام بأي شيء سرا فسوف لن تنجو من الا لهه )*6 ففي المراحل الأولى والمبكرة لنشأة الأخلاق كان الناس يلتجئون إلى طريقين للتعامل مع الشرور ومن اجل دفعها والتخلص من إذاها أو لأجل إيقاع مفعولها لتصيب العدو المنافس وهي السحر والأخر الدين وربما يمتزجان معا في حالات كثيرة . وانه لمن المفارقة الكبيرة إن مثل هذه الممارسات لم تزل يمارسها الكثير من الناس وخصوصا السحر ... فغالبا ما نرى طبيعة الخلطة السحرية وكيف أنها تحتوي على أجزاء من شعر الإنسان أو أرديته وملابسه أو صوره لتمارس عليها مراسيم وقراءة وطقوس خاصة لتؤدي مفعولها كالمرض أو الشفاء أو المحبة أو الكره وغالبا ما تلجأ النساء في مجتمعنا إلى مثل هذه الوسائل السحرية لدفع شر أو لكسب خير بسبب عمق ما تعانيه من القهر والظلم والعجز في مواجهة الظروف الاجتماعية والاقتصادية القاهرة التي تحيط بها . وليس غائب عن الناظر والمتأمل الكثير من الشعائر والطقوس الدينية التي تصب في هذا المجال كالأدعية والتمائم والـ( علوك ) والنذور وغيرها . إن الكثير من الأمثلة والادله تشير بشكل لألبس فيه عدم وجود ضمير فطري وكذلك عدم وجود مبادئ أخلاقية لكل زمان ومكان . فمثلا : ( كان الأسرى في العصور السحيقة وبعد ظهور الزراعة ليس فقط يقتلون ويؤكلون بل يؤخذون إلى المنزل ويعاملون بالحسنى ويسمنون كما نفعل اليوم مع الخرفان والماشية )*7 وقد كان الإنسان يفعل ذلك بضمير مستريح . أما ألان حيث تشير الإحصائيات إلى إن ( 18 ) ألف طفل يموتون جوعا يوميا وان هناك 850 مليون شخص يعانون من المجاعة في العالم . وان هناك أكثر من 5 % من العراقيين يعيشون فقر مدقع في العراق وان نسبة البطالة 60 % وثلث المجتمع العراقي يعيش في حالة فقر بينما تنفق الولايات المتحدة الأمريكية 367 مليار دولار كنفقات حرب وكيف ينفق ويبدد أغنياء العراق ملايين الدولارات في أمور كمالية تافهة8. فكما قال الأستاذ الا لوسي ( إن ضميرنا ما زال في طور النمو وسيبقى وما زال أكثرنا يبذر الكثير من المال على أمور غير ضرورية بينما جاره أو إنسان ما في هذه المعمورة يموت جوعا أو يموت طفله وليس عنده ما يشتري به له دواء ) *9. وبالنسبة لتبدل وتغير مقاييس الأخلاق في ظروف مختلفة وأماكن ومجتمعات مختلفة فمثلا وكما يذكر هويز ( عند بعض القبائل أن يقدم الزوج زوجته لضيفه مدة الضيافة )*10 . وكما نرى ونشهد مفهوم( المحصنة ) للمرأة في بيوت الإقطاعيين وأصحاب الثروة في الريف العراقي واختلاف المقاييس والمبادئ الأخلاقية خضوعا للضرورات الاقتصادية ..؟ فبينما تحجب حتى الشمس عن حريم الإقطاعي في قصورهم وفللهم المسورة نرى كيف إن المرأة الفلاحة تقف في الهواء الطلق تشارك زوجها العمل في الحقل أو في رعاية الحيوانات وغيرها من الإعمال الأخرى وكيف نجدها تفترش الساحات والشوارع وحتى ممارسة العمل المضني كعاملة بناء وهي مكشوفة الوجه والجسد . وها هنا ينتصب قانون العمل والمنفعة الاها بصدد التعليمات والمواثيق الأخلاقية بدل آلهة السماء . ومن الشواهد الملموسة على سمو الأخلاق وثبات القيم الأعراف هو نسبة استقرار وطبيعة نمو الوضع المادي والاقتصادي للإنسان الفرد والإنسان ضمن الجماعة فبقدر ما يكون العمل طفيليا وغير منتجا وغير مجزيا في اغلب الأوقات مما يتبعه تضخم قيمة النقد وكذلك تزويره وطرحه بكميات لا تدل على صدقية معادلته لما كان في حالة الاستقرار والرفاه . نرى إن الإنسان الفرد يحمل في الظاهر الكثير من الرأسمال الرمزي _ كاللحى والخواتم والجباه المكوية_ وكل ما يظهر إيمانه وصدقتيه وامتلاءه بالقيم ومعانيها ولكن الذي تلمسه في حالة التعامل العملي في المجتمع والسوق والعائلة هي غير ذلك تماما ومناقضا له كما هو الدينار المزور أو العملة المزورة قياسا للعملة الحقيقية . تتضخم في عدد مظاهر سمو القيم والأخلاق على حساب رصيدها الحقيقي داخل الإنسان كما تتضخم العملة وتزداد أرقامها بدون غطاء ذهبي أو مقابل معادلها من العملة الصعبة أي من العملة الحقيقية . فما أصدقنا وما أمنننا وما أوفانا عندما يكون الدينار ثابت المعايير صادق الرمز منسجم مع قيمته الحقيقية والظاهرة . في واقع الأمر لا نريد أن نستنسخ أو تمسطر المقاييس يمثل هذه الدقة أو البساطة فبالتأكيد هناك ا العديد من الشواذ وهناك العديد من يحاول أن يحافظ على حالة من الانسجام بين المظهر والجوهر بين ما يحمل من مبادئ وأسلوب الحياة والعمل . لنتأمل مثلا عهدا قريبا للعديد من الذين عاشو فترة السبعينات في العراق بالنسبة لرقي المبادئ والقيم للإنسان والفرد والمجتمع العراقي بشكل عام عندما كان الدينار العراقي يعادل أكثر من ثلاثة دولارات أمريكية وكان دخل ابسط موظف لا يقل عن خمسون دينارا وقد كان كيس الطحين بثلاثة دنانير . فكيف كانت ملابس النساء وكيف كانت هي أشكال أقفال المحلات والبيوت وخزانات المال وأسلوب عرض المجوهرات في محلات الصاغة ... أي كيف كان الحال عندما كان الداخل يعطي ويجزي فكان الخارج مسالما أمينا صادقا غير عدواني ... فكانت الوجوه النسائية سافرة والأبواب مفتوحة والاسيجة منخفضة ... وقيم الشرف والفضيلة عقوبة بديهيه غير مؤطرة... فلما شح عطاء الداخل وغدر وزور وأصبح عدوانيا وكاذبا مبذول أن يعيب ما فيه وبدل أن يصلح فساده وجه سهام حقده وضخم وتوهم عدوا خارج ذاته يريد أن يسلبه كل شيء فبالغنا بالحجاب ... وتعددت أشكال الحجب والأفعال وعلت الاسيجة . وتبخرت قيم الصدق ليحل الكذب والوفاء ليحل محله الغدر والأمان ليحل محله الخوف والشك والمودة بدلها العداء والعدوان فما أجدر بنا أن نفتش عن سبب هروب واختفاء ما ادعيناه من مكارم الأخلاق على ارض واقعنا المعاش وأسباب فساده لا أن نغوص لنفتش عنه في تجاويف القبور ولا أن نتلقفه من كبد السماء . وكما تقول سيمون دي بوفار ( إن العالم الأخلاقي ليس عالما معطى أجنبيا عن الإنسان يتوجب فيه على هذا الأخير أن يبذل جهده للوصول إليه من الخارج بل انه العالم الذي يريده الإنسان بمقدار ما تعبر عنه إرادته عن واقعه الأصيل )*11 . وها نحن وبالتأكيد الكثيرين غيرنا يتألم ويكافح ويعمل من اجل إن يكون الإنسان بمستوى إنسانيته الصادقة متخلصا من بقايا غرائزه الحيوانية الفجة بل الإنسان يتعداها كثيرا في حيونته وهمجيته فهو لا يستطيع كما يشيع الحيوان فيكف عن الافتراس والحيوان لا يدخر ولا يبتكر وسائل القتل والعدوان كما هو الإنسان . كذلك هناك سؤال مهم يثار في هذا المجال الا وهو / . لماذا نرى مثل هذا التجديد الهائل في العلم والمعرفة بما قلب حياة الإنسان من حالة الظلام والجهل والفجاجة في العمل والمأكل والملبس والسكن والاتصالات ... الخ . في حين نرى إننا نرجع القهقرى وأحيانا لمئات المسنين إلى الوراء في الكثير من المبادئ والمقاييس الأخلاقية وبعث ماعفى عليه الزمن لا يناسب حتى عصر العبيد والإماء إلى ما قبل حتى القرون الوسطى . والشواهد في ذلك كثيرة جدا في مناهج التربية وبدع ما يسمون أنفسهم وكلاء الله في الأرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما يدعون وكثيرا ما يكون الأمر معكوسا . إن من يتفحص الحال يرى إن هناك أقلية من الناس يتمتعوا بهذه الانجازات العلمية ومنجزات العالم المتطورة في كل المجالات تدفعهم أنانيتهم البغيضة إلى احتكار مثل هذه التطورات لصالحهم والذي تحميها منظومة مبادئ ودعاوي أخلاقيات زائفة ولا أدل من ذلك في محاولة منع ذهاب الإناث للمدارس ومحاولات حجزهن في البيوت كالإماء والجواري وتحفيات خاصة بأصحاب المال والجاه وكما ذكر المفكر جون ديوي ( إن هذين اللفظين _ أخلاقي وطبيعي _ إنما يمثلان محاولة الحصول على الفوائد العملية من حيث الرفاه والراحة واليسر والقوة والفوائد التي تجمت عن التطبيق العلم الحديث على شؤون الحياة اليومية العادية , وذلك مع الاحتفاظ في الوقت نفسه بما للقديم المأثور من سلطة عليا كاملة غير منقوصة في الأمور الأخلاقية العليا التي يسمونها روحيه )* 12. ومن إفرازات دعاوي الأخلاق الفاضلة العودة إلى عصر الحريم حيث تواجهك دائما الكثير من قطع ودلالات( مخصص للنساء ) ابتداءا من الأضرحة والمزارات إلى المدارس والكليات ... الخ . وما كان أروع احد المناضلات المصريات عندما ردت على مقترح يدعو إلى تخصيص باصات نقل عام للنساء وأخرى للرجال يدعو إلى رفع المضايقة والأذى التي تواجهه المرأة في هذه الوسائط من الرجال بسبب الزحام داخل الباصات قائلة مامضمونه( إني لا أوافق على هذا المقترح لأني لا أريد أن انظر لإخوتي الرجال كوحوش مفترسة تتحكم فيهم غرائزهم الحيوانية )وانه لمن الحزن حقا أن نسمع مؤخرا بمصادرة كتب هذه المناضلة والكاتبة واجبراها على مغادرة مصر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومما هو اشد مرارة إن نراها في حد الفضائيات وهي تلم حاجياتها استعادا للرحيل دون أن نفعل شيئا ودون تكبيت ضمير. أنها الكاتبة والمناضلة نوال السعداوي. وليس صعبا إن يرى المراقب إن العلاقة تتناسب تناسبا طرديا من ظواهر الفساد الأخلاقي على مختلف مستوياته وتضخم مظاهر ووسائل الزجر والقمع (( الديني )) لا بسبب علة في الدين نفسه ولكن العلة في ادعيائه ومتقمصيه هناك إمكانية كبيرة لتزوير مبادئ الأديان والعقائد من قبل قوى الاستغلال والطبقات الحاكمة من اجل خدمة أهدافها وتأبيد سلطاتها على رقاب عموم الناس وترويضهم مجندين مؤسسات بكاملها لترسيخ مثل هذه المفاهيم والتصورات الأخلاقية المنحازة للطغاة والمستغلين وإطلاقها دون تميز ولنا في كتاب العلامة علي الوردي( وعاظ السلاطين) خير دليل على ذلك . الهوامش: 1)تطور والنسبية في الأخلاق د.حسام محي الدين الا لوسي ص29> 2)و أخلاق وجودية-سيمون دو بوفار ص32. 3)تطور والنسبية في الأخلاق د.حسام محي الدين الا لوسي ص60> 4) نفس المصدر ص 60. 5) = = ص 61. 6) = = ص 66. 7) = = ص110 8) إحصائيات منظمات دولية. 9)التطور والنسبة في الأخلاق د.حسام محي الدين الا لوسي ص 110 10) = = = = = = ص113 11) نحو أخلاق وجودية سيمون دو بوفار ص20 12) التطور والنسبة في الأخلاق د.حسام محي الدين الا لوسي ص99
********************************************** [email protected]
#حميد_الحريزي (هاشتاغ)
Hameed_Alhorazy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قول على قول(ابوكاطع)
-
قانون النفط والغاز الجديد آراء وملاحظات
-
تزكية انتماء من رحم سلة المهملات !!!
-
(( لصوص ماقبل العولمة)
-
قرود العولمة
-
التربية والتعليم في العراق-الواقع الحالي ومقترحات التطوير
-
الكارت الاحمر
-
اين ندق المسامير
-
لازال الغفاري منفيا
-
اين تدق المسامير
-
الجلوس الاجباري وسط القمامه
-
سياسة القطع والتقطيع وادامة الضياع والتجويع
-
االهاتف الكذاب
-
مقابرنا ومقابرهم صور من الشارع العراقي
-
صور من الشارع العراقي
-
الشاعر حسين ابو شبع (الشاعر المقاوم شاعر الروح الحية )
-
الشاعر ناظم حكمت في ذكرى رحيله الرابعة والاربعين
-
صور من الشارع
-
أزمة السكن في النجف
-
صور من الشارع العراقي
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
المزيد.....
|