مهرجان الكونغريس الامريكي يعري تدهور اسس قطب العولمة الراسمالية

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2038 - 2007 / 9 / 14 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

استعرض ممثلو قطب العولمة الراسمالية الاكبر في الكونغريس الامريكي خلال اسبوع تناقضاتهم ووحدة مصالحهم، صراعاتهم ووحدة اهدافهم. لاسيما بعد ان اخلت الشرطة القاعة من الجماهير المناهضة للعولمة الراسمالية وما تقترفه من جرائم بحق البشرية وخاصة في العراق واعتقال العشرات منهم وفي مقدمتهم الام الامريكية الباسلة سندي شيهان. وكشفوا عن عنجهيتهم التي طالما اخفوا وراءها عجزهم . فلم يتمكنوا في هذه المرحلة من تطور البشرية ان يخفوا عجز قطب العولمة الراسمالية عن تحقيق هدفه الاستراتيجي وهو الهيمنة على العالم واجتياز العقبة الرئيسية : تركيع الشعب العراقي . فاعترف قائد فرق الغطرسة العسكرية الامريكية باتريوس بكل ما سلحته الادارة الامريكية من اسلحة فتاكة كانت وما زالت رمز استقطابها للعولمة الراسمالية بعد تصدع مواقعها الاقتصادية : " ان المهمة ليست مستحيلة ولكنها صعبة!! وشاركه في الاعتراف ممثل الادارة الامريكية، الذي سلحته بخلاصة تجارب استعباد الشعوب وبالاموال الطائلة والادوات السياسية والارهابية والاعلامية الهائلة، وببناء اكبر واحصن سفارة في العالم له، السفير كروكر .
وكشف اتخاذ ممثلا الادارة الامريكية ، في المجال العسكري والسياسي موقف الدفاع وتحميل الحكومة العراقية اسباب الفشل في تحقيق الاهداف المرسومة ، دع عنك ما تكلفة من خسائر وتضحيات، عن خيانتهما للقسم بخدمة امريكا وعدم الانحياز، و انحيازهما للحزب الجمهوري . وجاء ذلك الاتهام في سؤال وجهه احد اعضاء الكونغريس الى بتريوس: " الى أي جهة تنتمي؟"
كما اتسم هجوم الحزب الديموقراطي لسياسة الادارة الامريكية بقيادة الحزب الجمهوري وتقريرا ممثليها السياسي والعسكري بالعنجهية الفارغة وتحويل النقاش نحو مدى السرعة والحذر في خفض حجم القوات الامريكية في العراق عن الحديث حول وجود القوات الامريكية من الاساس في بلد تقر حتى اغلبية المرشحين الديموقراطيين للرئاسة انه يتطلب وجودا عسكريا امريكيا على مدى سنوات مقبلة. وطغت هذه النقاشات على بعض التساؤلات المحرجة مثل تساؤل السنتور ستور: " هل سنستمر في استثمار الدم والثروة الامريكية بالسعر الحالي؟"
وكان للمهرجان وتوقيته وخلاصته تأثيره على الصعيد العالمي ولاسيما على الميدانين الرئيسيين الامريكي والعراقي. فقد جاء المهرجان اعلان للصعوبات التي يعانيها القطب الاكبر للامبريالية العالمية وفرصة سانحة للاقطاب الراسمالية الاخرى للتمدد في المجالات الاقتصادية والسياسية ولملء الفراغ على الصعيد العالمي والاقليمي استغلته كل من الصين وروسيا وفرنسا وترددت بريطانيا في التخلي عن دعمه بسحب قواتها من العراق. وانبرت كل من ايران وتركيا والسعودية، كل بطريقته لملء الفراغ الذي يحلمون ان تتركه لهم الامبريالية الامريكية او يعرضون فيه خدماتهم للامبريالية الامريكية في تركيع الشعب العراقي. وجاء في تقارير الصحف الامريكية ما مفاده هل كان من الضروري ارسال شهود الى الكونغريس لاعادة الثقة بسياسة لم تعد اهلا لثقة الشعب الامريكي الذي يطالب بسحب القوات الامريكية من العراق!! كما سخرت من تشويه تجربة الحرب في الفيتنام بتضخيم ضحايا الانسحاب من الفيتنام دون الحديث عن ضحايا الحرب، لتبرير عدم الانسحاب من العراق. كما كشفت عن هدف توقيت المهرجان في الحادي عشر من سبتمبر لتبرير الحرب على العراق بالحرب على الارهاب، بعد تكشف زيف كل مبرراتها السابقة.
وكان لمهرجان الكونغريس الامريكي وخلاصته تأثيرين متناقضين على جانبي الصراع الرئيسيين في العراق : الشعب بكل فصائله، وادوات الاحتلال بكل مكوناتها السياسية والارهابية والايديولوجية . فقد كان عقد المهرجان وخلاصته وتوقيته دليل قدرة الشعب العراقي ومقاومته الباسلة على مواجهة الد اعداء البشرية بكل جبروتها وعلى اجبارها على الاعتراف بعجزها عن قهرهم فضلا عن ادراكهم بان معركتهم ضد الامبريالية الامريكية ليست بالقصيرة ولا السهلة وانها تحتاج الى مزيد من وحدة الصفوف وتعزيز الطاقات وتطوير الوعي والاساليب. وجاء جوابهم سريعا ومفحما بتصاعد مقاومة اتحادات نقابات النفط لقانون نهب النفط وفي تصعيد مقاومة قوات الاحتلال المسلحة وفي تزايد نسبة المطالبين بانسحاب قوات الاحتلال في استطلاعات الرأي . اما على جانب ادوات الاحتلال فكان لكل فصائله رد فعله على الرغم من اطمئنانهم جميعا على حياتهم وامتيازاتهم التي يضمنها استمرار بقاء قوات الاحتلال. معلنين ارتياحهم بتصريحات حكومية وفئوية صريحة ومبطنة عن مخاطر الانسحاب وحتى توقيته ليس بالنسبة للشعب العراقي وتهديده بالحرب الاهلية بل وبتهديد الادارة الامريكية . فقد اعلن رئيس الوزراء المالكي قائلا: اذا انسحب الامريكان فهناك اصدقاء اخرين" وترجمت الادارة الامريكية ذلك فورا بمساعدة اعلان الحكومة الايرانية استعدادها لملء الفراغ باقامة قاعدة عسكرية جديدة على الحدود العراقية الايرانية.
نعم لقد شغل شعبنا بمقاومته الباسلة المتصاعدة والمتسعة والمتنوعة بجدارة اكبر مؤسسات العولمة الراسمالية السياسية، الكونغريس الامريكي ، وفضح زيف ديموقراطيتها ونزاهة اقطابها العسكريين والسياسيين وكشف وحدة استراتيجيتها واهدافها واخيرا عجزها عن تحطيم طموح الشعوب وعموم البشرية وتصميمها على التحرر وبناء مستقبلها الزاهر

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات