أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبد الحسين شعبان - تركيا وجدل الهويات !!














المزيد.....

تركيا وجدل الهويات !!


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 2038 - 2007 / 9 / 14 - 11:48
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


انتخب البرلمان التركي عبدالله غول رئيساً لتركيا بعد أن فاز حزب العدالة والتنمية الإسلامي بمقاعد زادت على %46 من مقاعد البرلمان، وقبل الانتخابات وخلالها وبُعيدها أثير جدل واسع حول مدى تواؤم الإسلام مع الديموقراطية، ولوّح بعضهم بإمكان حصول مفاجأة سياسية كحدوث انقلاب عسكري، يفرض فيه العسكر خيارهم بدولة علمانية وتوجه أتاتوركي ويقطع خط التطور الديموقراطي التدرّجي، الذي جاء بالإسلاميين الى السلطة.
سيرة حياة الرجل عبدالله غول، الإسلامي، الليبرالي، صديق الولايات المتحدة والتكنوقراطي، تعكس تعدد الهويات الذي يبدو لبعضهم انسجاماً وتناسقاً ولبعضهم الآخر تعارضاً واختلافاً، فهو إسلامي ولا مزايدة على ذلك، وهو في بلد علماني، منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية، خصوصاً التوجه الأتاتوركي الذي مضى عليه 85 عاماً، وهو وحزبه استبقا الأمر بإعلان التمسك بالدولة المدنية العلمانية خياراً، وهو صديق للغرب وللولايات المتحدة تحديداً ويسعى بحماسة إلى انضمام تركيا إلى الاتحاد الاوروبي، كما يتمتع بكفاءة عالية، وحقق منجزات طوال فترة إدارته لوزارة الخارجية إقليمياً ودولياً.
ومع ذلك فثمة مخاوف وتحديات تواجه التجربة الثانية لحزب العدالة والتنمية الإسلامي، فكيف سيتصرف بخصوص إدارة الدولة؟ وهل سيسعى إلى سن تشريعات جديدة تؤمن غلبته ويعيّن قضاة في المحاكم بالتوجه ذاته، ويفعل ذلك في اختيار رؤساء الجامعات، إضافة إلى محاولة التأثير على قيادات الجيش؟ أي استغلال الديموقراطية، والفوز بالأغلبية، كوسيلة لفرض الأيديولوجية الشمولية، بطريقة ناعمة لتقويض أركان الدولة المدنية العلمانية.
بعض القوى المعارضة تحاول دفع حزب العدالة والتنمية باتجاه الاستئثار أو التفرد، أما هو فيبدو أنه يراهن حتى الآن، على الاعتدال والوسطية وقبول استمرار الدولة المدنية وعدم التعرض لأركانها، لعله يريد بذلك قلب الطاولة على «دعاة» العلمانية أو المتشددين ضد التيار الديني، الذين بدؤوا يستغيثون ضد المسار الديموقراطي، سواء بالتظاهرات أو الاحتجاجات أو وسائل الاعلام أو غير ذلك، ولا يستبعد أن يطالب هؤلاء الجيش التركي، الذي عُرف بانقلاباته العسكرية منذ العام 1960 للتدخل وحسم الأمر مع الإسلاميين، وتجربة انقلاب كنعان ايفرين عام 1980 لاتزال قريبة من الذاكرة، وإن كانت الظروف مختلفة.
لقد فشلت تدخلات المعارضة التقليدية واليسارية من ثني حزب العدالة والتنمية من ترشيح غول، سواء بالوسائل القانونية أو بغيرها، وهو ما كان قد دعا رجب طيب أردوغان إلى إجراء انتخابات عامة، مراهناً على الشارع التركي وعلى المنجزات التي تحققت خلال السنوات الأربع الماضية، رغم الصعوبات والعقبات، ولعل من أهمها العقبة الأوروبية، أي انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، الذي يلقى معارضة شديدة، خاصة من فرنسا ساركوزي أخيراً، الذي فضّل علاقات متميزة مع تركيا وليس انضمامها كدولة مسلمة إلى الاتحاد الأوروبي، وهو ما تذهب اليه المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، أيضاً.
وقد كانت «الحكومة الإسلامية» قياساً بما سبقها أكثر الحكومات ليبرالية، وأقدمت على إصلاحات سياسية واجتماعية، بما فيها تحسين سجل تركيا في ميدان حقوق الإنسان، خاصة مواقفها من المرأة ومن القضية الكردية ومن عقوبة الإعدام، كما أجرت إصلاحات اقتصادية بفتح الأبواب أمام الاستثمارات الأجنبية، وحققت نمواً بحدود 7%.
لعل رسالة الانتخابات كانت واضحة، حين صوّت الناخبون لمصلحة حزب العدالة والتنمية الذي فاز بـ340 مقعداً من مجموع 550، وهي تعني أن «الإسلام المعتدل» وغير المتزمّت إذا اقترن بسياسات اقتصادية واجتماعية منفتحة لا يتعارض مع الديموقراطية، الأمر الذي لا يتعلق بتركيا وحدها، بل بعموم الحركة الإسلامية التي ينبغي أن تستفيد من هذا الدرس المهم.
وهذه الاشارة ترتب مسؤوليات على الاتحاد الاوروبي، سواء كانت إشارة سوء حظ أو فأل إيجابي، لكنها من دون أدنى شك رسالة خطيرة ومهمة فدعم التحديث الديموقراطي لجارهم الجيوستراتيجي وعضو حلف شمال الأطلسي، سواء كان بثوب أتاتوركي أو ارتدى بزة إسلامية، مسألة ضرورية للحد من ظاهرة الإرهاب والتطرف، والمهم هو الاستمرار في طريق الإصلاح والديموقراطية والتنمية.
وعلى الاتحاد الأوروبي أن يختار تركيا الأوروبية- الإسلامية، العلمانية التعددية، كقيمة مضافة، وإلاّ سيعرّض سياسته الخارجية فضلاً عن مبادئه السياسية لمأزق حقيقي، خصوصاً أن بريطانيا ورئيس وزرائها الجديد غولدن براون من أنصار انضمام تركيا إلى الاتحاد الاوروبي، وهو موقف إسبانيا وإيطاليا واليونان رغم العداء التقليدي بين أنقرة وأثينا، وهناك دول أقل حماسة مثل بلجيكا وسلوفاكيا في حين يحمل راية المعارضة قبرص اليونانية لأسباب معروفة إضافة إلى فرنسا وألمانيا.
خيارات تركيا وجدل هوياتها المتنوّعة ليس اختباراً لحزب العدالة والتنمية فحسب، بل هو اختبار للاتحاد الأوروبي الذي سيواجه تحديات لا من خارجه فقط، بل من داخله أيضاً.
* كاتب ومفكر عربي



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرهاب أشرار وإرهاب أخيار
- خيارات الديمقراطية
- موريتانيا واستحقاق الذاكرة
- هل هناك مستقبل للامم المتحدة
- ألغام دارفور...بين الغطاء القانوني والخيط الإنساني!
- جدلية المشاركة والقطيع ...هل هناك نموذج للإصلاح؟!
- جولة جديدة من المفاوضات الإيرانية - الأميركية؟!
- حرب النجوم الثانية
- مفارقة لوكربي ثانية!
- هل عادت الحرب الباردة؟!
- الأيزيدون وملف الاقليات في العراق
- البوليساريو بؤرة النزاع المستديمة
- هل سيصبح تقسيم العراق - أحسن - الحلول السيئة!
- حقيقة فرسان مالطا وبلاك ووتر
- توصيات بيكر-هاملتون من جديد!
- العرب والفصل السابع
- النزيف العراقي المستمر
- الطفولة العراقية : هل من وخزة ضمير !؟
- خيوط الارهاب الدولي وشبكاته
- البوليساريو: بؤرة النزاع - المستديمة-!


المزيد.....




- -أخبرتني والدتي أنها عاشت ما يكفي، والآن جاء دوري لأعيش-
- لماذا اعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال، وتلاحق كمال داو ...
- كيم جونغ أون يعرض أقوى أسلحته ويهاجم واشنطن: -لا تزال مصرة ع ...
- -دي جي سنيك- يرفض طلب ماكرون بحذف تغريدته عن غزة ويرد: -قضية ...
- قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانون ...
- حادث مروع في بولندا: تصادم 7 مركبات مع أول تساقط للثلوج
- بعد ضربة -أوريشنيك-.. ردع صاروخي روسي يثير ذعر الغرب
- ولي العهد المغربي يستقبل الرئيس الصيني لدى وصوله إلى الدار ا ...
- مدفيديف: ترامب قادر على إنهاء الصراع الأوكراني
- أوكرانيا: أي رد فعل غربي على رسائل بوتين؟


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبد الحسين شعبان - تركيا وجدل الهويات !!