أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لبنى الجادري - النجاح














المزيد.....

النجاح


لبنى الجادري

الحوار المتمدن-العدد: 2036 - 2007 / 9 / 12 - 10:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


النجاح أحد مقومات السلوك البشري، فهو أداة ٌ توضح مدى استفادة الفرد من الأمكانات المادية والمعنوية في البيئة المتاحة له ، إضافة الى تعرفه الشخصي نحو طاقاته وقدراته، وبالتالي تحقيق ما يطمح له في مسيرة حياته .
وهو ثمرة العمل الطويل ، قد يجدها البعض صعبة المنال ، ويجدها آخرون ممكنة لحد ما ، بينما يرى البعض الآخر أنها مهمة مستحيلة ، وفي الحقيقة فأن النجاح يعتمد على عدة عوامل ، منها :
1- الرغبة في تحقيق النجاح : كثير من الأفراد نجدهم يمارسون أعمالهم اليومية بشكل روتيني غير قابل للتغيير ، حيث يعتمدون مبدأ التصلب في الأداء ، ويستمرون في مسالك محددة مسبقة لهم ، أو مسالك حددوها هم لأنفسهم ليسيروا عليها ، فيجدونها سهلة التطبيق ولا تأخذ منهم جهدا ً ولا وقتا ً، وبذلك تنحصر رغبتهم في النجاح بمجرد الأستمرار في العمل المعتاد .
وفي الحقيقة ، فأن الرغبة للنجاح تثير في نفس الفرد القابلية على التطور والتجدد ومتابعة ما هو موجود حوله في المجتمع واعادة تحسين المسالك الروتينية وإضفاء روح العصر والتقدم لها ، وبالتالي نجد شخصا مثابرا ً قابلا ً للتقدم والرقي والتطور لديه القدرة على خلق ما هو جديد لعمله ويضفي الرضا عن ذاته وتزداد ثقته بنفسه.
2- إختيار المجال المناسب..تقود الرغبة الكثيرين لخوض غمار مجالات الحياة المختلفة دون سابق خبرة تذكر ، بل يدفعهم فضولهم الى التعرف على مجالات الحياة المتنوعة بأكبر قدر ممكن ، إن عملية التنقل هذه تعمل على إضاعة الفرد فيجد نفسه تائها ً ، ويدرك في النهاية إنه أضاع الوقت والجهد لمجرد إشباع دافع الفضول والتجربة متجاهلا ً تراكمات من الجهد والخبرة لمجال ٍ قد يبدع فيه ويضفي لمسات علمه على أعماله الحياتيه المختلفة .
إن عملية تحديد المجال الذي يجعل الفرد مبدعا قادرا على التعرف على ايجابيات العمل ومساوئه ، هو أفضل من عملية التخبط بين مختلف المجالات ، بل من الممكن ربط التخصص الذي يتقنه بمجال آخر مقارب للمجال الاصلي لعمله ، كأتقان اللغة الانكليزية أثناء تعلم الحاسوب .
3-الاطلاع العام للتطور العالمي..إن من مسببات تحقيق النجاح والحفاظ عليه هوعملية المواكبة لما يدور حوله على المستوى العالمي ، فقد يجد في المجتمعات الاخرى ماهو مفقود في مجتمعه الام ، فيعمل على الاستفادة منه والعمل على توظيفه لصالحه ، وبهذا يمتلك القدرة على الارتقاء العلمى له ولمجتمعه .
4-المتابعة الوالدية ..ان النجاح لايأتي من الفراغ بل من البذرة الاولى التى تضعها الاسرة ، فهي الارض الخصبة لانطلاق اي نجاح ممكن في حياة الفرد وخاصة الطفل ، إن عملية توصيل الخبرات المنظمة الى حياة الطفل الصغير بشكل يراعى فيه سقي المعلومات بتروي وبما يتناسب مع عمره واستيعابه الزمني ليصبح فيما بعد كالارض الخصبة التى تطرح من الطيبات ماشاءت.
5-التفكير العلمي ومعالجة المعلومات في التفكير..ان التفكير العشوائي لايترك مجالا لأنسياب الافكار المنطقية المتسلسلة من الخروج الى أرض الواقع ، لذا فأن التفكير العلمي الان هو افضل الطرق في حل المعضلات التى قد يتعرض لها الطفل ، وهو مسؤولية والديه أولا ً في فسح المجال له للتعرف الى الحلول الممكنة في حل مشكلته بأقصر وقت ممكن وأقل جهد كذلك.
إن عملية فرض الفروض للمشكلة واستعراض كل فرض واختبارصحة كل فرض ومناسبته للحل للوصول الى اختيار الحل الامثل للمشكلة لاياتي سوى بالتدريب المبكر للطفل على حل مشكلاته الصغيرة اولا.
ان النجاح عملية تطورية بطيئة مثلها مثل (الشجرة المثمرة) إذ تبدأ بالبذرة الصغيرة المستندة على أرضية واثقة ومتينة تساعدها على النمو الصحيح إستعدادا لجني ثمارها في المستقبل .
والنجاح لايقتصر على التعليم الاكاديمي فحسب ، بل يتغلغل في تركيبة المجتمع المدني ككل ، فإذا مانشرت العلم فيه أصبح مجتمع منطقي لايرضى في إقناعه سوى المجادلة بالحقائق وإذا ما ساهمت في تثقيف الافراد فأنك ستساهم في نقل الثقافة الى المجتمع بأسره ، وبالتالي فأن النجاح هو عملية فردية جماعية تبدأ بالفرد وتنتهي بأندماجه داخل مجتمع يرحب بالعضو الجديد الذي يشارك الاخرين صنع النجاح.
ان طعم النجاح لا يمكن أن يدركه المرء الا بعد أن يمر بسلسلة طويلة وشاقة وممتعة من الخطوات المتتابعة التى توصل المرء في النهاية الى قطف ثمار النجاح والفوز بها.



#لبنى_الجادري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقة ... جسر متين الى عالم الأطفال
- الضمير ... معلم خارج نطاق المدرسة
- القِصّة .. فراشة ٌ تحلّقُ بين عقل ِ الطفل ِ وحواسه
- الاضطرابات السلوكية .. الحلقة الثامنة .. السلوك العدواني .. ...
- الاضطرابات السلوكية .. الحلقة السابعة .. لا يكذب الأطفال ... ...
- الاضطرابات السلوكية ... الحلقة السادسة .. التبول اللاإرادي . ...
- الاضطرابات السلوكية - الحلقة الخامسة - التعلق ،... تأرجح بين ...
- الاضطرابات السلوكية ... الحلقة الرابعة ... الخجل ... خمار ال ...
- الاضطرابات السلوكية .. الحلقة الثالثة .. الغضب .. بركان من ا ...
- الاضطرابات السلوكية .. الحلقة الثانية ... عادات النوم ... أد ...
- الاضطرابات السلوكية _ الحلقة الأولى _ العناد ... شدّ حبل بين ...
- رسوم الأطفال ... رسائل يجب أن نفهمها
- الأطفال لا يرثون الخوف
- الشخصية المنافقة ... شيطان اجتماعي متنقل
- الحرمان ... عباءة الحزن السوداء
- اللعب ... قناع الطفل المستعار
- الإدراك ... عصا الارتكاز للفهم
- الاضطراب في الكلام .. اضطراب في أساليب التنشئة الأسرية
- تفكيرنا .. عمقنا وأسرارنا الخفية
- لغتنا قارئة ُ فنجان ٍ لأفكارنا


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لبنى الجادري - النجاح