أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مصطفى حقي - هل يمكن أن نتجاوز كلمة السيد وسيدي في المستقبل المنظور ...؟














المزيد.....

هل يمكن أن نتجاوز كلمة السيد وسيدي في المستقبل المنظور ...؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2036 - 2007 / 9 / 12 - 11:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


انها كلمة عربية قح وتعني أن هناك سيد ومسود .. أي ان للكلمة أصل ينتمي إلى مرتبة الرق والعبودية حيث هناك سيد ..المالك .. وهناك المُسْتَرَق العبد .. وبعد زوال العبودية بفضل قوانين الكفرة الأوربيين فعلاً وعن قناعة ، فإنها لم تزل منغرسة في نفوسنا سادة وعبيداً أقصد حكاماً ومحكومين .. فالحكام يصرّون أن تبقى كلمة السيد والسيادة مقرونة بأسمائهم بعد أن عفا الزمن عن كلمة مولاي .. ويبقى المحكومون يرددون بمتعة وعن قناعة دينية وحكم العادة وبإدمان ينطقون كلمة سيدي للحاكم بمتعة ووقار وبلذة سادية حتى لو كان الحاكم ظالماً أو جلفاً ينعتهم بالرعية كمن يرعى بهائماً .. انه مسلسل العبودية الذي استمر أكثر من 1400 عاماً فالشعوب الإسلامية مُسْتَعبَدَة لله أولاً ثم ومن بعده ( لأولي الأمر القرشيين على ذمة القذافي ) الواجب إطاعتهم دينياً حتى ولو ظلموا لأنهم من آل البيت ..!!!
وهذه الكلمة المذلة للإنسان والإنسانية مستعملة في الجيش والشرطة وبشكل إلزامي ودائماً الأدنى رتبة يخاطب الأعلى بـ يا سيدي .. وحتى الضباط يخاطبون بعضهم وفق المراتب بسيدي ، والملفت للنظر وحتى في دور المحاكم يتحتم على المراجعين وحتى المحامين أن يخاطبوا القاضي أياً كانت رتبته بسيدي ، وحتى لو كان المحامي بسن الستين والقاضي حديث العهد ولم يتجاوزالثلاثين ..والقاضي موظف ليحكم في قضايا الناس بأجرٍ بالنتيجة من أموال الدولة والتي هي من المال العام الذي يساهم فيه كل مواطن وأن الدساتير العربية تنص على المساواة بين المواطنين وان الوظيفة العامة ما هي إلا خدمة لمجموع المواطنين ، أي أن الموظف مهما كانت رتبته الوظيفية وحتى لو كان وزيراً هو خادم للشعب وليس سيداً عليهم وان الشعب هو من يدفع له راتبه مقابل خدمته لهم وبالتالي لا يتمتع بميزة السيادة التي يتميز بها الشعب فقط عندما يقول المشرع أن السيادة للشعب والقانون وليس لمن يمثلون القانون ..
وفي الدين للسيد مرتبة دينية عالية ويجب على المؤمنين أتباع ذلك الشيخ ومريديه أن ينحنوا أمامه وبعضهم يقبل يديه ومنهم من يصل إلى قدمي السيد ليقبلهما أيضاً ( كما ظهر في عدد اليوم في – سيريا نيوز – وبالصورة شخص منحنٍ يقبل قدمي السيد أبو شهاب والذي لا يدخل البيوت إلا بنشيد – طلع البدر علينا – يقبلونه به )
وفي كثير من المدن العربية وقراها تخاطب المرأة زوجها بسيدي .. وتدور حول فراشه كل ليلة وهي تردد هل لك من حاجة يا سيدي...؟
ويتضح مما تقدم ان كلمة سيدي توظف للهيمنة والسطوة على المواطنين الموظفين بقوة سلطتهم المستمدة من سيادة الدولة ويستمد رجال الدين سطوتهم عن طريق الفهم الخاطيء للنصوص الذي يخاطب الفرد بالعبد مع العلم أن الله لم يخلق البشر ليكونوا عبيداً له بل خلق الإنسان حراً بدليل أنه وهبه عقلاً ليفكر ويختار ما بين الخير والشر ولو كان يقصد عبوديته لجعله بهيمة بدون عقل ينقاد لغرائزه .. يفترس عندما يجوع يجامع يتكاثر بآلية مسيّرة .. ولقد فهم الغربيون هذه الآلية بعدنا بكثير وعملوا بها لصالح الإنسان وحريته لذلك تقدّم تقدماً مذهلاً وبقينا نحن نراوح مكاننا بل تعود القهقرى كل يوم ونحن متمسكين بسيدي .. لقد نطقها الخليفة عمر في بداية الإسلام بمقولته الشهيرة .. متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ، وكان يجب أن يترجم هذا القول على الواقع ويعامل المواطن كإنسان حر ، وأن يقف أمام أي حاكم ليقول له .. أيها الحاكم وبدون أن يسبقها بمولاي أو بسيدي : أنت قد أخطأت ويجب أن تصلح خطأك وبدأت بالعدل الحاسم عندما وقف أحدهم أمام الخليفة عمر منادياً : والله لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناه بسيوفنا .. ولم يزجر هذا المنادي بل كُرّم كمواطن حر .. هذا جرى في 20 هـ ولكن هذه الظاهرة تطورت في 45 هـ عندما وقف أحدهم أمام معاوية وهو يقول : لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناه ... فسكت .. فطلب منه معاوية أن يكمل : فكان الجواب : بسيوف من خشب .. وابتسم معاوية فسمي بالحسم الباسم .. ولكن السيد أمير المؤمنين ولي الله عبد الملك بن مروان تطورت معه الأمور في 75 هـ إلى القهر الغاشم عندما هدّد : والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه .. وعندما أقدم ابن المقفع على نصح السيد أمير المؤمنين أبو جعفر المنصور برسالة كان جزاؤه قطع أطرافه وشويها بالنار وإطعامه منها وهو ينازع . وخطاب الحجاج وهو على منبر بيت الله المسجد ويتوعد : لقد رأيت رؤوساً قد أينعت وحان قطافها ، وإني لها ...؟ وبذلك رُسخت العبودية في أعماق أعماق المحكومين حتى يومنا هذا وبإرث إلزامي متوارث ...؟!



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواطن السوري متأفف....أم ..؟
- هل العلمانية التركية في خطر ....؟
- ...الجنة تحت أقدام - أبو شهاب
- صلاة الفتحاويون أقرب إلى الله من صلاة الحمساويين ...؟
- (1) التغنيم والتنفيل - الفصل الثاني ...؟
- الديموقراطية العلمانية وشعوب النخبة ...؟
- القذافي خط أحمر ....؟
- العلمانية قبل الديموقراطية ...؟
- حديقة عزاء باسم الحوار المتمدن لشهداء سنجار وبئس القتلة .... ...
- العلمانية أخلاق حضارية ...؟
- بروفيسيره ... أم ريا وسكينه ...؟!
- كول يتحدى النخبة الثقافية والعلمانيين الأتراك ...؟
- أيضاً يجب أن لا يتعدى حوارنا لغة الأدب الرفيع من على هذا الم ...
- (8-10) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول - محمد ...
- لنحافظ على هذا المنبر الحضاري عبر حوارٍمتمدن ...؟
- ثقب طبقة الأوزون المهتريء أم ثقب الشرف الشرقي الرفيع ..؟
- (9) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول - محمد وا ...
- (6-7) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول- محمد و ...
- ‍ العلمانية ..ومبدأ تقييد الديمقراطية ...؟‍
- العلمانية ما بين الترك والعرب ...؟


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مصطفى حقي - هل يمكن أن نتجاوز كلمة السيد وسيدي في المستقبل المنظور ...؟