أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - بوش في الانبار














المزيد.....

بوش في الانبار


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2036 - 2007 / 9 / 12 - 04:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التكتم والسرية والمفاجأة، هي السمات العامة التي اتصفت بها زيارة بوش الاخيرة الخاطفة والسريعة الى العراق والتي انحصرت في قاعدة عسكرية في محافظة الانبار بل واتخذت من ارض الانبار ووضعها محورا رئيسيا لها، وسمات الزيارة قد تدعو للوهلة الاولى للنظر اليها على انها زيارة ذات غرض اعلامي بحت مستفيدة من كل عوامل التشويق والغموض التي احاطت بها، وهكذا حركات يلجأ الساسة اليها في بعض الاحيان، لكي يغيروا من المسار الذي تتخذه وسائل الاعلام عندما لا يعجبهم ذلك المسار سواء في قضاياه او توجهاته او طريقته في تغطية الاحداث، ليكون هبوط طائرة هذا المسؤول عامل فوضى في برامج الوسائل الاعلامية، وبالتالي ازاحة لكل المسار، وبوش من الناحية العملية بحاجة لهكذا حركة باهدافها الاعلامية في مناخ واشنطن المشبع بالتصريحات والتقارير والتوترات السياسية، سواء على خلفية السباق الرئاسي او التجاذب الحزبي في الكونغرس.
الا ان زيارة بوش لم تكن حركة اعلامية اذا ما اخذنا في نظر الاعتبار برنامج الزيارة المكثف او تداعياتها اللاحقة، فوجود بوش في الانبار هو تذكير للساسة الامريكان وللناخبين بالحرب على الارهاب وتحديدا مع القاعدة التي خسرت موقعا مهما في الانبار بالاضافة الى خسائرها العسكرية والبشرية، كما ان لقاء بوش بالشيخ عبد الستار ابو ريشة وقادة اخرين من صحوة الانبار تنبيه للرأي العام الامريكي بان ثمة شركاء للولايات المتحدة في مواجهة عدو مشترك هو القاعدة، وانه لا يمكن للقادة الامريكان العسكريين والسياسيين ترك هؤلاء الشركاء في منتصف الطريق خاصة بعد ما حققوه من انجاز لم يتمكن الامريكان من تحقيقه بمفردهم، وهذه الصورة ستكون اشد وضوحا باستذكار خطاب سابق للرئيس بوش ذكر فيه الامريكان بالويلات التي تسبب بها الانسحاب السريع من فيتنام لمن كانوا يشتركون مع الامريكان في الرؤية والعمل من الفيتناميين، لتتجه عملية تأنيب الضمير الامريكي والضغط على الذاكرة الشعبية باتجاه اخرى، باتجاه ضحايا الانسحاب الامريكي من فيتنام وليس فقط ضحايا الحرب في فيتنام.
لقاء بوش بالشيخ ابو ريشة وزملائه من القادة العشائريين يمثل رسالة ايضا الى بعض القادة السياسيين ممن يمثلون الانبار وما جاورها من المناطق وخاصة اولئك الموجودين في العملية السياسية الذين يبدون اليوم اقرب الى خصوم بوش ومعارضيه، وتتضمن ترك الرسالة اشارة واضحة الى ان الولايات المتحدة يمكنها ايجاد شركاء سياسيين في هذه المناطق، شركاء اقوياء لم يكثروا من الكلام والوعود، ولم يدعوا امتلاك علاقات مؤثرة بالجماعات المسلحة او يدعوا القدرة على كبح جماح تلك الجماعات والتأثير على قرارها، بل اثبتوا بالعمل الميداني انهم قادرون على بسط الاستقرار رغم ما كلفهم الامر من تضحيات، وانطلق عملهم من رغبة ذاتية في مواجهة القاعدة والمتطرفين وليس نتيجة مساومات سياسية كتلك التي قام بها البعض ليتحول بفضل الدعم الامريكي الى زعيم سياسي متناسيا حجمه وحقوقه ليأخذ بمحاولة فرض رأيه باستمرار بغض النظر عن اراء ومصالح بقية الشركاء في العملية السياسية، لقد حصل في هذه الزيارة ان وجوها جديدة اخذت تتقدم في الانبار لتكون بدائل مستقبلية للنخبة السياسية هناك، او على الاقل لتكون قاعدة جديدة لإنتاج نخبة بديلة اكثر واقعية وتأثيرا.
وبالمثل كان اللقاء السريع والمكثف للرئيس بوش مع القادة العراقيين الرسميين في اجتماع ضم اركان الدولة العراقية والادارة الامريكية وممثليها العسكريين والسياسيين في العراق وبصيغة مجلس الحرب في قاعدة عسكرية، كان هذا اللقاء عاملا اخر في تكوين اهمية زيارة بوش بدليل ما احدثه من تداعيات، يأتي في مقدمتها زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي للسيد علي السستاني في النجف وتصريحه بامكانية تشكيل حكومة تكنوقراط اذا ما اصر وزراء التوافق على استقالتهم وبغض النظر على فاعلية الفكرة فان التصريح بها بحد ذاته يعني ان هناك تفكير حقيقي بإيجاد بدائل لتواصل الحكومة عملها وان المالكي يبحث في النجف عن دعم قوي ومؤثر يمكنه ان يغير من مواقف بعض القوى في الائتلاف، وان فكرة تقديم الاستقالة او حل الحكومة ما زالت بعيدة عن ذهن رئيس الوزراء، النتيجة الاخرى السريعة والمباشرة لزيارة بوش وفي الانبار تحديدا، تمثلت في عقد مؤتمر اقتصادي على وجه السرعة وفي الانبار نفسها للتعجيل في اعمار المحافظة، وهذا المؤتمر حضره نائبا رئيس الجمهورية ونائب رئيس الوزراء برهم صالح، فضلا عن القيادات الامريكية في العراق ووجهاء وشيوخ الانبار واول النتائج هو تخصيص مبلغ كبير الاعمار المحافظة، وهو ما يمنح دفعة قوية للوجوه السياسية الجديدة في الانبار كما يمثل رسالة الى الاهالي تعبر عن رغبة الولايات المتحدة والحكومة العراقية في تطوير وبناء هذه المحافظة وتعويض اهلها عما لحقهم من اذى في حال استمرار الاهالي بدعم الاستقرار ورفض وجود المتطرفين او التعامل معهم.
واثبت بوش في زيارته انه مازال متمسكا بالعملية السياسية في العراق ومتعاونا مع القيادات التي انتجتها تلك العملية، وبغض النظر عن الانتقادات التي توجه في واشنطن بتأثير مناخ انتخابات الرئاسة فان لا احد في واشنطن سيدعم عودة الانقلابات، ويخطئ بعض الساسة العراقيين عندما يعتمدون على الخطابات الانتخابية ويعتبرونها البرامج الحقيقية للإدارة القادمة ويقدمون انفسهم ومستقبلهم السياسي اداة في التنافس الرئاسي الامريكي، ولو كانت خطب الانتخابات ملزمة لتغير وجه العالم عما نراه اليوم.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصف الجيران والواجب الامريكي
- حصيلة كربلاء
- وجه القاعدة
- ضرب تحت الحزام
- خطوة حاسمة
- المصالحة..مفاهيم متعددة
- توطين الفلسفة
- ادارة المعرفة( قراءة في الاضحوية لابن سينا )
- الاداء الضعيف
- المالكي.. حكومة وأزمة
- مهمة عاجلة
- جبهة التوافق..المواقف المتأرجحة
- تصريحات ليست عابرة
- قانون النفط..صفقات اللحظة الأخيرة
- نقد النص القديم - بنية التورية والسرد الحكائي
- السعودية هدف أيضا
- جدل امريكي
- سرديات الاختلاف/ بابل :صراع اللغات
- منهج المقاطعة
- الجماعة المقدسة


المزيد.....




- مصادر تكشف لـCNN عن زيارة متوقعة لمسؤول روسي يخضع لعقوبات أم ...
- سيناتور يحطم الرقم القياسي لأطول خطاب في مجلس الشيوخ ليحذر م ...
- -قطر غيت-.. تمديد احتجاز شخصين من المقربين لنتنياهو مع تعمق ...
- من السودان وغزة: كيف عاش العائدون إلى منازلهم فرحة العيد لأ ...
- ما هي أبرز العوامل التي ساهمت في التهدئة الدبلوماسية بين بار ...
- واشنطن ترسل قاذفات وحاملة طائرات إلى الشرق الأوسط
- هاري يستقيل من جمعية أسسها تكريما لوالدته.. ما علاقة زوجته؟ ...
- خطاب -القرصنة-.. سناتور أميركي يهاجم ترامب بطريقة غريبة
- الجزائر تسقط مسيّرة مسلحة اخترقت مجالها الجوي
- ترامب يدرس المقترح النهائي لتيك توك قبل -موعد الحظر-


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - بوش في الانبار