أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - جهاد علاونه - مأساة برونو : الدين للناس والإلحاد للعلماء 1548-1600م














المزيد.....

مأساة برونو : الدين للناس والإلحاد للعلماء 1548-1600م


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2036 - 2007 / 9 / 12 - 10:59
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


ولد فيلسوفنا برونو سنة 1548م وأحرق بالنار عام 1600م وبعد 300عام من حرقه بكت أساقفة روما وإيطاليا وبابا روما عليه حين شاهدو تمثال الشهيد برونو يرتفع بنفس الموقع الذي أحرق به .

وعاش وهو مطارد من قبل رجالات الدين يهرب من كل مكان تطارده به شرطة أوروبا الزمنية وسلطة البابا الدينية وكان حين يهرب من مدينة لمدينة يجد فيها دعايته الفكرية والإرهابية قد سبقت وصوله إليها بعدة أشهر .

وكان من عادات السلطة الزمنية في أوروبا أن تضطهد الهراطقة الجدد وكانت خسة ونذالة ملوك السلطة الزمنية تدفعهم إلى تسليم الهراطقة الجدد كي يتقربوا بهم إلى الشعب إرضاءا لهم وإرضاءا للبابا وإرضاءا في بعض الأحيان لجهلهم وقلة عقلهم وقلة وعيهم على عادت بعض الحكام العرب اليوم .

ولم يكن الفيلسوف برونو يحارب الفكر الديني فقط لا غير وإنما كان أيضا محارب للفكر الوثني القديم السابق على المسيحية ب 200عام وكان أيضا محارب للفكر الكنسي الذي بدأ بعد المسيح بحوالي 300 سنة على الأقل .

ولم تستطع حرية الرأي والرأي الآخر أن تكسب معركتها ضد الدين إلا في نهاية القرن الثامن عشر تقريبا , وكانت أوروبا قبل القرن الثامن عشر تحترم لغة الإنجيل وتخاف من مخالفة أرسطوطاليس أكثر من مخافتها للمسيح نفسه .

وكانت تهم الزندقة والهرطقة تلتصق بكل من يبدي رأيه بعدم إنصياعه لإلوهية الرب ونكران القربان المقدس وكانت بنفس الوقت توجه محاكم التفتيش عقوبة الحرق بالنار لكل من يبدي إهتمامه بفلسفة كوبرنيق على حساب فلسفة إرسطو طاليس.

وفي ذلك الوقت بالضيط كان أهم حديث يدور بين الناس في القرن السادس عشر حتى نهايته يتعلق بكوبرنيكوس وأرسطو طاليس ودوران الأرض وكان من الطبيعي أن يقف برونو المناهظ للقديم الوثني والديني كان طبيعيا جدا أن يقف معاديا للطرفين ومؤيدا لفلسفة كوبرنيكوس وبذلك كسب كوبرنيكوس الأقلية الصامتة وخسر الأغلبية ذات الصوت المرتفع المويدة للفكر الديني القديم .

وبذلك جمع برونو بين نفسه وبين فلسفة إبن رشد اللذان كانا يتفقان مبدئيا على أن يكون الدين خاص للعوام بنفس الوقت الذي رفضا به أن يكون الدين متحكم ومتسلط على حياة العلماء وعاش فيلسوفنا برونو وهو ينكر إنصياعه للرب ويحظ العوام على التمسك بالدين لأنهم لا يستطيعون إدارة شؤنهم اليومية بمعزل عن دين الرب وأقبية الكنائس ومآذن المساجد.

وخرج من سجنه بعد أن قضى به ما يقارب 6 ست سنوات ليدخا نار الرهبان وليكون شهيدا بنظر المسيح حيث أنه من الحق بمكان أن يكون المسيح بجانب الشهداء والمضحين من أجل التحرر والإنسانية حتى وإن قيل أنه كافر بنظر البابوات ولكنه شهيد بنظر الرب المسيح نفسه والمخلص , وقد إقتيد إلى المحرقة وهو واقف بكل إكبار وإجلال وقاءلا للرهبان : أنتم مفزوعون من النار أكثر مني رغم أنكم لن تدخلوها كما سأدخلها أنا ولم تحرقكم كما حرقتني أنا وكان ينظر إليهم وهم متخوفون منه يوم وضع قدميه في النار ولم تنزل له دمعة ولم ترتجف قدماه خوفا بنفس الوقت الذب ركه به الأباطرة خوفا من منظرها وهي تأكل فيلسوفنا برونو حتى أصبح رمادا ودخانا صاعدا للسماء .


وعاشت الفلسفة إبان عهد المسيح وهي مسيطرة على أفكار الناس سواء العوام منهم أو العلماء وكانت المسيحية في ذلك الوقت تطالب الوثنية الديمقراطية بضرورة إحترام المعتقدات الفردية للإنسان مهما كانت ديانته سواء أكانت مسيحية أم يهودية قبل ظهور الإسلام بحوالي 7 سبعة قرون على الأقل وكانت اليانة المسيحية تتعرض للإضطهاد النفسي والجسدي من قبل الوثنية ولما إستطاعت أن تسيطر على روما بفضل كفاح الرسل والتلاميذ تحولت مراكز القوى وإنتقلت بسرعة من يد الوثنية العلمانية إلى يد المسيحية المؤمنة بالأقانيم الثلاثة .

كان الدين في أوروبا يتبادل مع العلمانية مواقع الإضطهاد والتعذيب فمنذ بدأ المسيح دعوته والمسيحييون يطالبون بإحترام الرأي والرأي الآخر وحين إنتصرت بعد القرن الثالث الميلادي أصبحت العلمانية بموقع الإضطهاد وظلت مضطهدة حتى نهاية العصور الوسطى التي أحرق بها برونو .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياتنا كعرب
- المرأة تعادي المرأة
- مدينة بلا حب
- الحب النقدي
- رسالة من إمرأة مثلها مثله1
- الملك حسين رجل كبير في بلد صغير
- حياتنا العامة أحيانا ليس لها علاقة بالسياسة
- العلمانية والداروينية هي الحل
- من ذكريات عامل في الريف والمدينة
- أحبيني
- العرب وإسرائيل؟
- أمسية مظفر النواب
- أخطاء في الإقتصاد الإسلامي
- المثقف العربي والإستعمار
- إستحالة فكرة الدولة القومية العربية
- المعارضة السياسية في الأردن
- أحبوننا مرة واحدة
- لوعة قلب على بحر الرمل
- مبروك: رزكار عقراوي و بيان صالح
- إسرائيل ليست عدوتنا !


المزيد.....




- فرنسا: اليمين المتطرف ينوي حرمان حاملي الجنسية المزدوجة من ت ...
- فرنسا: هل يمنع حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف مزدوجي الجن ...
- «الديمقراطية»: إعلان نتنياهو الانتصار على المقاومة في القطاع ...
- شولتس -قلق- بشأن احتمال فوز اليمين المتطرف بزعامة لوبان في ف ...
- هل يعتمد ماكرون استراتيجية تشوية اليسار في الدورة الأولة للت ...
- الرئيس الكيني يوافق على محادثات مع المتظاهرين ضد زيادة الضرا ...
- شولتس -قلق- من احتمال فوز اليمين المتطرف في انتخابات فرنسا
- الحرية لـ “صاحب الشعر الطويل” وكافة سجناء هونغ كونغ السياسيي ...
- استطلاع: اليمين المتطرف يحتفظ بالصدارة قبل تشريعيات فرنسا
- الانتخابات التشريعية الفرنسية: اليمين المتطرف يتصدر الاستطلا ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - جهاد علاونه - مأساة برونو : الدين للناس والإلحاد للعلماء 1548-1600م