أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحميد الصائح - لعبة الموت، والشعر والحرية - وقفة مع ديوان الشاعر الكردي دلاور قرداغي















المزيد.....

لعبة الموت، والشعر والحرية - وقفة مع ديوان الشاعر الكردي دلاور قرداغي


عبد الحميد الصائح

الحوار المتمدن-العدد: 625 - 2003 / 10 / 18 - 04:23
المحور: الادب والفن
    



خذ لنا صورة
صورة جماعية بالأبيض والأسود
فلربما لن ير احدنا الاخر مرة اخرى
.....................
صورة..فيها:
مبلطٌ بالسم
الدرب الذي تبعث خلاله الشمس العنب الى المدينة ليلا
                                                                    ص 85
مع انه ياتي مفرغا من سحر وسمات لغة اخرى يظل شعر عدد من الأكراد العراقيين اكثر حميمية واقترابا من هواجس وذاكرة القراء العراقيين من العرب لاسيما الشعراء الأكراد الذين تشربوا العربية وشعابها وكان لنا معهم مايتجاوز اللغة من ذاكرة مشتركة وطفولة مركزية تجمع شتاتنا ورفقة تاريخ طويل من الحزن والدم والندم ,ولذا غالبا مايتقوض حاجز النقل من اللغة الى اللغة وتختصر المضاربات المعهودة حول ضمور الشعر ورماده بعد ترجمته  وكأنّ مترجم الشعر الكردي لايفك طلاسم لغة  بلغة اخرى بقدر مايشبه دوره دور دليل يوصلك الى منزل تجهلة او حانة اضعت طريقك اليها او يعرفك بشخص انت تعرفه اصلا هكذا يحدث مع قراءة  الشعر الكردي العراقي خاصة قصائد اولئك الذين جمعتنا بهم ايام من  القلق والتعلم المشترك وشيء من شؤون الحياة وتقلباتها,
تيقظ هذا الهاجس مع قراءة شاعر كردي عراقي من جيل الثمانينات وبركان التسعينات هو (دلاور قرداغي). ولي مع دلاور لحظات لن انسها منذ اول يوم ادخل بغداد قادما من الناصرية الى غرفة في القسم الداخلي يقاسمني اياها طالب كردي وصل في ذات اللحظة اليها حقيبتان من الجنوب والشمال مليئتان بالقلق من بلعوم العاصمة الطويل ومن تربص شبابي لاشاعة اسطورة الكلام وسرية التعبير عما لايقال ولا يمكن اخفاؤه   وبدأ من ذلك اليوم حوار الاسرار مع الكردي المهذب الهاديء هدوء الجمر – ومع كل غيبة طويلة لدلاور احداها وصلني خبر اعتقاله وموته – ياتي بجديد ملفت فمن اخر عناق مبكٍ بيننا في شوارع بغداد آخرة احدى لياليها في الثمانينات حتى قراءتي - عار عن الماء -  كان هذا الكردي المجتهد البسيط العميق ذو الغيبات المتتالية المفزعة يعد بالجديد والملفت فعلا.
 قدم دلاور تجربته عبر قصائد متفرقة   مع بداياته شاعرا يوهمك بداية بتراخ وتردد في مواصلة مشروع شعري شخصي منذ اول وصوله الى بغداد   طالبا في اكاديمية الفنون الجميلة  . كان دلاور لامعا في المسرح.وكان على الخشبة وهو يمثل (لعبة الموت) لستراندبرج ينزف بقوة ويكتب بجسده انفعالات كانت شعرا بحد ذاتها    غير ان الشعر  اخذ دلاورا بقضه وقضيضه بحلمه وجهاديته وحزنه ووطنه مقابل كتابين وثالثهما (عار تماما كالماء), بانوراما من الحزن والدراما وايضا الجمال  وكانه يريد لقصيدته ان تثأر بالرحيل للفن والشهداء والوطن والحزن والتشرد والخوف واليـاس من العدالة, ثارا لاعودة عنه ولا اعتـذار لضحايـاه

(ايتها الريح الهبوب
..افسحي مكانا لنا في حقيبتك)
  فهذا النموذج الشعري الذي نقدمه يعلن أسئلة حادة إزاء أشياء شتى دفعة واحدة ولذا يبدو موتورا دمويا للوهلة الأولى صاخبا برموز الناس والحياة والأحداث غير ان خيطا مرا من الهدوء والتأمل والأمل يقف خلف ذالك   مثل طفل يترقب مشهدا فتظل الكلمة على بساطتها توخز وتخجل وتفعل,

ناوليني مترا مربعا من الموت
كي امتلك مساحة احارب منها
واناولك زورقا من الخجل
كي تعبري الى الاستسلام
                                                           ص81 حوار للشاعرمع ابنته
    ولدى دلاور ايضا مايمكن ان يفلت من حبال الترجمة أيضا هو نمط البناء الدرامي التصويري الذي يدفع الى المشاهدة دون استماع او بحث عن معنى. دلاور لايناور و المعنى هنا, انه يناور في جعل المعنى ممشهدا و اكثر اتساعا 

 منذ الان
لن تصطدم الطيور بشبابيك الغرف
.......
ساعود بكم عبر الضوء
الى الفانوس الاول
ساعود بكم عبر العشق
الى اكثر الهزائم اثارة للهزل
.....
هناك حضن السراب
لممارسة اللاجدوى
وتصفيف شعر العودة المجعّد

مع هذا يخشى على هكذا شعر يعد ويومىء الى رومانسية شديدة  متماسكة من نفق التوتر وغلبة الانفعال ,لاسيما وان تجربة دلاور ومجايليه من العراقيين عربا واكرادا يواجهون بانوراما فخمه شرسة لايمكن للشعر الا ان يضل طريقه اذا استجاب الى راهنها حسب, وظل يحاكي تحولاتها حتى يفقد بريقه و سمته في السعي الى اماكن سرية من الحلم والبحث عما لا ياتي وربما لن يقع, مكتفيا بجنون و متعة رحلته عبر اللغة والاداء سبقه الى ذلك جيل مازال  يواصل  فك الاشتباك بين شعر تسرقه الحادثة ويشله الانفعال وبين شعر له من السحر والكيمياء ما يجعل الحادثة تختمر فياتي مناخها  وجوهرها معا على مستوى من الجمال والقدرة علىالبقاء ,دلاور قرداغي ابن الحرب وابن الخديعة وابن الشتات يعد بذلك تماما وهو يؤسس لنص شعري فيه من اليومي والبيئي والغيبي مايعينه على ذلك
خذ لنا صورة
بالابيض والاسود
قبل ان يختفي احدنا عن الاخر قطرة قطرة
كليالي النزوح الممطرة
قبل ان نغور تحت انقاض وحدتنا
صور ة: يقتلوننا فيها جماعات وفرادى/صورة فيها يهجروننا جماعات وفرادى/......هاتني يدك خذ  لنا صورة جماعية صورة:ملاى بلام بحرقة الفؤاد ملاى بالبؤس/ملاى باطفال الحي/صورة :ملاى بالعتاب/ملاى بالغياب/ملاى بالقبلات/ملاى بالبكاء/....ملاى بهديل الوداع/ملاى بالادعية/ملاى بـ(صابونكار) و(بيره ميرد)/ملاى بصحيفة(زين)/ملاى باول رسالة حب/ملاى ب(كوران) ملاى بعروس الليلة الاولى/ملاىب (بفايق بيكه س)/ملاى بشجرة الحرية/ملاى بشعر(حاجي) وسعفة(كيوناي) /ملاىب(بيشكجي) و(هادي العلوي)و(شاملو)............. هاتني يدك اسرع خذ لنا صورة جماعية قبل ان تضل مني امي/وانا من الطفولة/والطفولة من الحي /وبعضنا من بعض/خذ لنا صورة وحدتنا /فلربما لن ير بعضنا بعضا مرة اخرى/صورة فيها
صف من القفر وراءنا
وزقاق من البعد امامنا
نتعانق مبتسمين
اسرع وانهض /قبل ان يضل احدنا طريق الاخر تماما.
    ص85 من قصيدة(الغدر) المهداة الى الفنان الشهيد سيروان رؤوف الذي اشعل النار في نفسه




#عبد_الحميد_الصائح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحميد الصائح - لعبة الموت، والشعر والحرية - وقفة مع ديوان الشاعر الكردي دلاور قرداغي