أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف ابو عيشه - حوار ديمقراطي مع نملة !














المزيد.....

حوار ديمقراطي مع نملة !


نايف ابو عيشه

الحوار المتمدن-العدد: 2036 - 2007 / 9 / 12 - 04:15
المحور: الادب والفن
    



خرجت في الصباح الباكر يوما , الى الكرم البعيد باحثا عن بعض ثمار التين الناضج . في الطريق صادفت جيشا من النمل خرج لتوه من مملكته , فقد بدات رحلة البحث اليومية عن الطعام بهمة ونشاط . كان الجيش يسير بصمت ونظام لا يتوقف ولا يتكاسل . الكل يبحث عن الطعام لمسافة تزيد على عشرين قدما . منهم من يسير مسرعا بحمولته الخفيفة ومنهم من يجره باذلا جهدا كبيرا لزحزحته عن الارض. وقفت متاملا هذا المنظر العجيب . وعندما رايت احداها في مازق تحاول التملص منه بحمولتها فكرت ان اساعدها واحملها مع طعامها الى باب المملكة لاوفر عليها الجهد , وعندما وضعتها امام ثقب الارض الصغير الذي يتدفق منه جيش النمل , ويعود اليه بغزارة دون توقف , ترددت النملة قبل ان تنزل بحملها عميقا في جوف الارض فسالتني , لماذا قدمت لي المساعدة؟ قلت هيك لوجه الله تعالى . ردت بسخرية انتم البشر لا تفعلون شيئا خالصا لوجه الله تعالى بل يكون لكم قصد وراء المساعدة . قلت ليس الجميع . قالت لا تخدعني نحن نعرف عنكم اكثر مما تعرفون عن انفسكم . تعجبت منها وسالت وماذا تعتقدين السبب وراء هذه المساعدة ؟ لكي تزاود على الناس انك تعمل الخير وتحدثهم به. سالتها مغيرا مجرى الحديث , هل يراقبك احد من المملكة وانت تضيعين الوقت معي؟ ردت نحن كلنا نعمل من جل بعضنا لا احد ينظر للاخر بعين الشك والريبة ولا نحسد بعضنا ولا نغتب بعضنا ولا نتنابز بالالقاب ولا نسرق ولا نقتل بعضنا بدم بارد ولا نتنازع على المناصب والكراسي ولا ندعي شيئا ونفعل عكسه , اما انتم فلا تتركوا خطئا ولا خطيئة الا فعلتموها من اجل المال والمنصب والجاه والسلطان . سالتها وكيف لنا ان نرتقي ونصل بحياتنا مثلكم . قالت هذا مستحيل فمنذ ان قتل قابيل اخيه هابيل وحتى قيام الساعة سيبقى الصراع قائما بين البشر على من يملك ومن لا يملك , والقوي يظلم الضعيف , والفقير يحسد الغني ,وبرغم كل الاديان التي حرمت عليكم القتل ها انتم تقتلون وحرمت السرقة فتسرقون وحرمت الكذب فتكذبون وحرمت الاضرار بالاخرين فتضرون وحرمت الاشراك بالله فتشركون وحرمت قول الزور فتزورون وحرمت الخمر فتشربون وحرمت عبادة البشر فتعبدون, وحرمت الفواحش فتوحشون , وحرمت عقوق الوالدين فتعقون , وحرمت الاذى للجيران فتؤذون , ارضكم مستباحة ومقدساتكم منتهكة واشجاركم مقتلعة وبيوتكم مدمرة واراضيكم مجرفة ولا تكترثون ,ورغم هذا تقتلون بعضكم بدم بارد في غزة لا يردعكم دين ولا ذمة ولا ضمير من اجل السلطان والحكم وبعد كل هذا تسالني كيف ترتقون بحياتكم لتصيروا مثلنا ؟ فنحن كلنا نهجم مرة واحدة على العدو ولا احد يتخلف او يجبن او يقول ان حادت عن ظهري بسيطة فلا يتجرا عدو مهما كان نوعه او قوته على مهاجمة ثقب الارض هذا الذي تراه لانه يعلم عاقبة امره قلت انت صادقة وجريئة وانا تعلمت منك الكثير . قالت نحن منذ سليمان عليه السلام , يوم ان قلنا ادخلوا منازلكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده , ونحن نمتلك الجراة في قول الحق وحرية ما نفعل بحيث لا تتاذى اصغر نملة فينا او يلحقها ضيم ولا ظلم . قلت لماذا لا تعطينا دروسا في الديمقراطية وحرية التعبير , والجراة في قول كلمة الحق امام الظالم والمستبد , وان نقول للاعوج في وجهه انت اعوج ؟ ردت وهي تجر حملها للاسفل مودعة , لان الحقد والكراهية والانانية والتعصب الاعمى هو دستوركم في الحياة انتم البشر , ومن يصير حاكما او مسئولا يقطع رؤوس الناس بفقوسة !!!


نايف ابو عيشه

دائرة الدفاع عن الارض
ومقاومة الاستيطان 9/9/2007



#نايف_ابو_عيشه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلعين تهزم جدار الفصل !
- -فويل للمصلين- من بطش الحاقدين !
- جرحنا النازف في غزة
- عن الفلتان الغذائي !!!
- -حماس- : اجتهدت كثيرا وسقطت بجدارة في الامتحان !
- مشهد من فصول الانقلاب في غزة الحكم قبل المداولة !!!
- عن أي حوار يتحدثون ؟؟؟


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف ابو عيشه - حوار ديمقراطي مع نملة !