أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - فرانسوا شينيه - الميول العميقة للإمبريالية وواقع العلاقات السياسية .إدراك الأبعاد المتعددة لمشروع إمبريالي















المزيد.....


الميول العميقة للإمبريالية وواقع العلاقات السياسية .إدراك الأبعاد المتعددة لمشروع إمبريالي


فرانسوا شينيه

الحوار المتمدن-العدد: 624 - 2003 / 10 / 17 - 02:30
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


إن عدوان الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق من اجل إطاحة النظام  واحتلال البلد 

و إقامة ولاية proconsulat عسكرية فيه ، أمر يتعين تحليله  بكيفية متزامنة ومتناقضة على مستويين . يعبر الاجتياح عن ميول  للمجتمع البرجوازي بالغة العمق  في مرحلة الإمبريالية وقد أججها وجود سلطة  جماعة إمبريالية  معينة .  وقد أطلق سيرورات  ردت عليها الولايات المتحدة الأمريكية كل مرة باستعمال القوة ،  مما قد يفضي الى سياسة هروب الى أمام حقيقية .

 البعد الأول : الميول العميقة للإمبريالية
 بدأ الطور المباشر لاعداد  العدوان ضد العراق مع نشر وثيقة يوم 17 سبتمبر 2002  تدعي فيها حكومة بوش حقها في  شن حروب استباقية ( وقائية )  كلما اعتبرت الأمن القومي  للولايات المتحدة  ومصالحها مهددين . وثمة «تهديد» كلما جرى المس  في أي مكان ببعض «المبادئ» ، وهي «الديمقراطية وحرية الأسواق والتبادل الحر».  وبها الصدد يتحدث رجل المال جورج سوروس عن «أصولية سوق» تدعي  استمداد الشرعية من القوة العسكرية  قائلا :« يستحيل استناد أي إمبراطورية  على القوة العسكرية حصرا . والحال  ان هذه الفكرة هي التي  تحرك اليوم  الحكومة الأمريكية ، كما ان  لشارون  نفس الاعتقاد وهاهي النتائج بادية للعيان . ان فكرة  تأسيس الحق على القوة مناقضة لمجتمع منفتح » (1)   وليس الجزم  الوارد في خطاب بوش حول تصور قائم على تاسيس الحق على القوة جديدا .  فقد جرى تطبيقها بكيفية براغماتية ، ودون  تنظيرها ، من قبل بريطانيا  في اوج إمبراطوريتها  قبل إعلانها من طرف هيتلر  الذي يرى أن « الحق هو ما في صالح الشعب الالماني »(2). ليس المقصود مماثلة مباشرة  بل التذكير مع حنه اردنت Hannah Arendt ان العنصر  الناشئ في المجتمع البرجوازي منذ ميلاده ، أي «حاجة سيرورة تراكم الراسمال اللامحدودة» الى لقاء« البنية السياسية  لـ"سلطة لامحدودة " لدرجة القدرة على حماية الملكية  الخاصة المتنامية  بزيادة  قوتها بلا انقطاع»(3) يبلغ اوج تطوره في عصر أل إمبريالية. ويشهد «فيض انتاج رأس المال وظهور مال "فائض" نتيجة ادخار لم يعد يجد استثمارا منتجا داخل الحدود القومية »(4) ميلاد اشكال سياسية جديدة يتمثل احد مكوناتها في  تشكل هيئة من «موظفي العنف لايمكنهم التفكير سوى  بمنطق سياسة  سلطة » وانتاج واعادة انتاج  سلطة لا محدودة « بما هي هدف بحد ذاته»(5). وقد اصبحت الولايات المتحدة الامريكية المجال الرئيسي لهكذا سيرورة . وومن خلال تحول المركب العسكري-الصناعي عبر مراحل الى «مركب عسكري-امني»(6) ، ،واللجوء المطرد الى  التكنولوجيا ، فاقم البانتاغون الجنرالات الامريكيون  سمات «موظفي العنف_» التي تطبعهم. كما انهم اقتربوا من مركز السلطة .  و ويشكلون ، باقتران مع مجموعات صناعة السلاح  والمجموعات البترولية وشبكة    «think tanks »  الممولة من المؤسسات  التي يحتمي بها «المحافظون الجدد» ، مجموعة مصالح  اصبح  عندها اعادة انتاج السلطة ، سلطتهم وسلطة  الدولة الامريكية  التي يوجدون بموقع القلب منها، «هدفا في حد ذاته». وتتمثل خصوصية حكومة بوش في كونها اول حكومة حازت بها تلك المجموعة ذلك العدد من مناصب الوزراء والمستشارين الخاصين . وهؤلاء بعيدون عن امتلاك البراغماتية  المميزة بوجه عام  للدول التي تعتبر المالية  والتجارة  وسكينة الاعمال امورا حاسمة. ان هذا الجيل الجديد من «موظفي العنف»، المدفوع باقتناعه باضطلاعه بمهمة الاهية والمستقوي ببرامج حاسوباته ، يعتقد بقدرته على  تكييف الواقع  حسب تمثلاته وحاجاته. وقد حذر جان كلود كازانوزفا، تلميد رايمون ارون ، المعروف بقلة تشاؤمه ،  اصدقاءه الامريكان الى ان الاحتلال العسكري المباشر للشرق الاوسط «قد يكون  نبيل المقاصد لكنه […] قد يؤدي الى كوارث» ويضيف ان ذلك الاحتلال « سيكون  امرا صعبا  على نظام  ديمقراطي كما هو شأن كل سياسة امبراطورية »(7).

البعد الثاني : كيف عرقلت العلاقات السياسية مشاريع حكومة بوش  وكيف ردت هذه الاخيرة.

 جرى تحضير العدوان ضد العراق بادق تفاصيله من طرف اناس كانوا ( وبعضهم ما زال ) مقتنعين بتحكمهم التام تقريبا بالعمليات العسكرية  والسياسية على السواء . واصطدموا ، مع ذلك ، بجملة مقاومات ما كانوا يتوقعونها او كانوا واثقين في قدرتهم على ازاحتها  بسهولة. صدرت اولاها عن الحكومة الالمانية وعن جاك شيراك ومن الاجهزة البيروقراطية-االرأسمالية  الروسية والصينية .  وحرمت الولايات المتحدة الامريكية من الحصول على اغلبية بمجلس الامن  ، لكن حتى المكسيك والشيلي ، ناهيكم عن باكستان، ابدت رفضها مساندة العدوان.  لم يكن ثمة اذن  من رفيق عسكري  للولايات المتحدة غير المملكة المتحدة. وقد نالت الولايات المتحدة ، من الدول الوازنة بعض الشيء ، الدعم السياسي الفاتر  لليابان دون غيرها . وفي عز الحرب  اعلنت هذه الاخيرة  اطلاق قمرين صناعيين عسكريين  وهي بذلك تعلن أن على  القوى الجهوية بآسيا ان ان تسوي المشاكل كتلك القائمة في كوريا الشمالية . وبدل ان تدفع المقاومات السياسية بمجلس الامن ، وحتى بحلف الاطلسي، بوش ومن معه الى التفكير ادت بهم الى التصلب .  وانغلقوا في خيار وحيد على طرف نقيض من العمل السياسي  الماهر . ولاشك في انتصارهم العسكري  بالعراق لكنه قد ينقلب  لاحقا هزيمةً  على الصعيد السياسي . وقد كان بوش وبلير  يعتقدون انهم سيلقون  استقبال «المحررين» لاسيما بالبصرة . واعتقدوا ان الشيعة سينسون  خيانات 1991 وينتفضون .  وقد دلت المقاومة بالعراق ، السياسية  اكثر مما  هي عسكرية،   ورفض تركيا الخضوع لخططهم ، ان العلاقات السياسية هي على غير ما اعتقدوا . ولاحت الفرقعات السياسية في الاردن وباكستان وربما في مصر ايضا . ويمثل سحق المجتمع العراقي  ووصول «المعارضين» في شاحنات الجيش الامريكي-البريطاتي  والعلاقات الوثيقة بين جماعة بوش واسرائيل شارون واقصى اليمين الصهيوني ، عوامل  تنبئ  بردود فعل جديدة مبنية على القوة الخالصة  وليس على السياسة .  ويعتقد شارون بوجه خاص انه طليق اليدين .

 

 علاقات اقتصادية قائمة على النهب   

يتمثل السياق المباشر  للعدوان على العراق بانهيار االبورصة  الزاحف والمنذر بازمة اقتصادية عالمية بالغة الجدية ،وكذا بالفضائح المالية  القريبة من جماعة بوش (انرون ، الخ)  المضرة  بسير اسواق الاسهم نفسها . وايا كانت اهمية هذا السياق  يتعين توسيعه . ان السياسة التي تدفعها  ادارة بوش حتى الذروة هي من فعل دولة  تحكم بلدا تزداد تبعيته لبقية العالم واقتصاد اقام مع العالم برمته تقريبا  علاقات بزل و/او نهب طفيلية . تعود المخاطر التي تهدد بها الولايات المتحدة العالم الى واقع ان الوجود اليومي للامريكيين مرهون بها   على نحو يمكن من تقديم  تلك العلاقات الى «الاغلبية الصامتة » كعلاقات تسدعي الدفاع عنها مهما كلف الامر .

 استندت معجزة «الاقتصاد الجديد» ، التي باتت تقريبا منسية ، على التطور المتواصل لاشكال العجز او الاختلالات  المترابطة بشكل وثيق : «معدل ادخار داخلي سلبي » وهي التعبير الحسابي عن  نفقات تفوق  الدخل الجاري ، بفضل استدانة خاصة بالغة الارتفاع ناتجة عن سياسة ائتمان سهل للبنوك والمنشآت والاسر  وبفضل  عجز متنام بالحساب الخارجي الجاري للرأسمال (الذي يسجل المعاملات  المالية الدولية ) المرفوق  بعجز بالميزان الخارجي الجاري  الذي ارتفع سنة تلو الاخرى ليبلغ  مستويات  لم يشهدها أي بلد صناعي في حقبة بهذا الطول .  وانضاف اليها عجز خامس : فمنذ 2001 انفجر عجز الميزانية الفيدرالية  من جديد تحت وقع  عوامل متعددة  كارتفاع النفقات العسكرية  وسياسة بوش الجبائية  والانحسار .  ولاجل تأمين ايداع سندات الخزينة  وسيولة اسواق الاسهم  بوول ستريت  والنازداك ، تحتاج الولايات المتحدة الى دفق  خارجي  بمبلغ 2 مليار دولار يوميا.  كما ان التبعية قائمة ايضا في مجال الطاقة ، فمنذ عقد بدأ استنفاذ الاحتياطات النفطية  الامريكية .  تلك الاحتياطات التي  كان وجودها ورقة تنافسية اساسية بيد الولايات المتحدة  لكنها اسست ايضا كتلة مصالح اقتصادية-مالية  على البترول وصناعة السيارات  والتي كانت لامد طويل  في صلب  الامبرياليةالامريكية . ان تقديم  الطابع المقدس  لنمط الوجود المادي للامريكيين  والسيارة  الخاصة  كمكون اساسي مركزي «لنمط حياتهم» مبررا لنسف  اتفاق كيوتو  بصدد ارتفاع حرارة الارض  جعل من جورج والكر بوش  ،قبل 11 سيبتمبر بامد طويل ،   ناطقا باسم تلك المصالح . ويعبر الدفاع عن هذه«الطريقة الامريكية في الحياة»« American  way of life »  عن ارادة واعية لاعادة انتاج  شكل محدد من السيطرة الاجتماعية  على الصعيد العالمي . ان تركز الثروة بين يدي قلة ، بل قلة قليلة جدا من البشرية  مركزة هي نفسها  في الغالب بالبلدان الرأسمالية  المتقدمة  غير مقتصر على الولايات المتحدة  والمملكة المتحدة . لكن في هذه البلدين ، حيث الراسمال الريعي اقوى اجتماعيا، يجري الدفاع عن  تلك العلاقات بشكل ممنهج بما هي « طبيعية» وثابتة .

 خلافات حقيقية حول «الحكم العالمي»
رفضت الحكومة الالمانية وجاك شيراك ( لان اتحاد الاغلبية الرئاسية ولا الحزب الاشتراكي ما كانا  ليبلغا ما بلغه ) وكذا الجهازان الروسي والصيني اقتفاء الولايات المتحدة  ولا حتى  منحها موافقة لاسباب عديدة . فثمة المصالح الاقتصادية والسياسية الخاصة بها  وكذا ادراك  ما يهددها من اخطار محتملة ، اذ ان العدوان بمثابة  تحذير .  وفي حالة روسيا ، والصين ايضا في هذه المرحلة ، تعلق الامر  اساسا  بتحسين شروط  المفاوضات الجارية او القادمة .  وليس بامكان الاولى ولا في عداد اسبقيات الثانية  تصعيد التوثر  مع الوليات المتحدة  الامريكية .  اما في حالة الالمان ( حكومة شرودر وكذا غالبية الديمقراطية المسيحية ) وايضا جاك شيراك  فثمة اقتناع ان حالة العلاقات السياسية لا تسمح ، بالشرق الاوسط بوجه خاص ،  بالعودة الى اشكال سيطرة استعمارية («الانتداب»)  وتفترض سياسات مطابقة اكثر لواقع  العلاقات السياسية وتستدعي  اخيرا تشاورا حقيقيا. يوجد في هذا التقييم ثقل العلاقات السياسية الداخلية وارث التاريخ . ليس ثمة  مجرد دفاع عن مصالح امبريالية بل خلافا حقيقيا حول المنهج. ان «الصراع غرب-غرب»، بما هو تصارع قوى امبريالية، لن يذهب بعيدا . فالهوة السحيقة في التوازن التكنولوجي  والعسكري كافية لوحدها لمنع ذلك . والمصلحة المشتركة في الدفاع عن  السيطرة العالمية  للبلدان الراسمالية المتقدمة نفس المفعول.  لكن شرودر وشيراك ليسا معزولين .  اذ بعد ثمانية ايام من الحرب عبر القادة الصناعيون الاوربيون في بروكسيل ،بوجه  كاتب الدولة المساعد في التجارة ، عن نفس المواقف.  وبالنظر الى درجة تداخل الرساميل بين ضفتي الاطلسي  ، كانوا يعبرون ايضا عن مخاوف  قسم من امثالهم.  وفي الولايات المتحدة  عبرت اقسام الامبرياليين  غير المؤيدين كثيرا لسياسة جماعة بوش عن شكوكيتهم ، وحتى  عن عداءهم  بوجه السياسة المنتهجة بالشرق الاوسط .

 ان اسراع جماعة بوش بتوزيع صفقات  «اعادة الاعمار » للمخلصين له  تعبير عن حاجته الى تأمين  كل ما امكن من دعم  ما دام  ثمة متسع من الوقت .

 لا يتعلق الامر اذن بتناقضات بين امبرياليات «كلاسيكية» بل بشقوق  في جهاز السيطرة العالمية  . سعى شرودر وشيراك الى افهام  بوش استحالة تأمين  هذا الجهاز  بسياسات تمليها  مصالح جماعته وحدها  ولا حتى مصالح  الراسمال الريعي  المركز في نيويورك وسيتي la City لندن  . ويمثل موقفهما احد اوجه ازمة توجه اوسع في الدوائر القيادية  للنظام الامبريالي.  وهي ازمة لن تنتهي مع النصر العسكري .  وستاتي الرجفات اللاحقة بالشرق الاوسط  وآسيا وكذا على «الجبهة الاقتصادية »  بالولايات المتحدة لتأججها .و لن ُتحل هذه الازمة سوى باستبدال حكومة الولايات المتحدة الامريكية ، وهو الامر المتعذر قبل يناير 2005  ، ما عدا  بوقوع  احداث خطيرة  غير مرتقبة. وحتى في هذه الحالة ستخلف اثارا عميقة.

 كيف يمكن النضال من اجل اوربا تكون نقطة ارتكاز  للنضال العالمي المناهض للامبريالية ؟

تمثل الشقوق بجهاز السيطرة العالمي  ثغرات   من شأن الاجراء المنظمين استغلالها في بلدان عديدة، باوربا كما بامريكا اللاتينية، ومن شأن حركة المستغلين الجماهيرية  بالشرق الاوسط والمنطقة المغاربية  واسيا  ان تنفذ منها .، ان الانقسامات  بالمعسكر الإمبريالي، حتى المؤقتة منها،  هي بحد ذاتها دعوة  لنضال الاجراء والمستغلين . وقد باتت الحرب تعبأ  قطاعات من الشباب وهو ما بشرت به  التعبئات وعمليات التجميع التي تمت في اطار مناهضة العولمة ، او النضال من اجل عولمة بديلة ،  لاسيما المنتدى الاجتماعي بفلورانس في نوفمبر 2002. وقد اخصب العمل السياسي المنجز في هذا المجال  النضال ضد الحرب . وبالولايات المتحدة اعاد  عشرات الاف المناضلين والمواطنين النشيطين الارتباط بالعمل السياسي رابطين بين العدوان ضد العراق والهجمات  على  الحريات السياسية  والحقوق الفردية  التي شكلها « Patriotic Act »  الذي صوت عليه الكونغريس بعد 11 سبتمبر . انهم ما زالوا اقلية  في بلد يعيش سكانه في الجهل والخوف  من بقية العالم . وبصفتهم مكونا اساسيا و« محددا في اخر المطاف» للنضال ضد الإمبريالية ، يتوقف نموهم  كثيرا على حجم التعبئات  وبرنامجها السياسي  خارج بلدهم .

 كانت التعبئة ضد الحرب باوربا بالغة التفاوت  حسب البلدان  لكنها شملتها جميعا.  وكان دور  الاحزاب «العمالية» التقليدية ضعيفا او ضعيفا جدا .  وما خلا بعض الاستثناءات  لا يمكن عزو  التعبئات  الى منظمات اقصى اليسار وحدها .  اذ كانت المظاهرات  من فعل مواطنين«عاديين» بمساعدة مناضلين غير حزبيين في الغالب .  ويعبر تفاوت درجة التعبئة عن ظواهر عدة حسب البلدان . وكان للتذكر الجماعي للفاشية ، وإن بشكل غير واع، دور  بايطاليا واسبانيا وكذا تذكر الاحتلال الامبريالي في 1944-1948 باليونان .  ويتمثل  عامل هام في درجة  قطيعة الاجراء والشباب مع النظام البرلماني  الاوليغارشي، تلك القطيعة التي تكمن احد عناصرها في  في وضع علاقتهم  بالاحزاب الاشتراكية-الديمقراطية والستالينية سابقا الممارسة للسلطة حاضرا او سابقا في «تناوب» مع الاحزاب  البرجوازية الكلاسيكية .  ينطبق هذا على ايطاليا واسبانبا  وعلى المملكة المتحدة جزئيا . 

ما تفسير ضعف التعبئة بفرنسا؟ انه من جانب اول  ارث مباشر للتصويت لصالح شيراك  يوم 5 ماي 2002،  لكنه  ايضا نتيجة لكون ايديولوجية «الجمهورية » والسيادية souverainisme ، التي لم تحاربها  منظمات اقصى اليسار كفاية ، ابطأت  استئصال فيروس النزعة الاستعمارية  في الاوساط العمالية  التي سارت بعيدا  من جهة اخرى في القطيعة مع الجمهورية الخامسة.  وفي بلدان الشرق شهدنا ايضا ، بعد فترة  تأخر ،  بروز وعي  بطبيعة ورهانات العدوان على العراق .

 ولاحظ حتى أبلد المراقبين ان الحكومات الاوربية كشفت عن خلافات عميقة بينما  عبر  قسم  هام في الغالب من الاجراء و الشباب  عن رفض موحد للحرب. وقد وجهت الولايات المتحدة ضربة قد تكون نهائية لـ«اوربا السياسية ». ويتمثل الرهان في معرفة ما ان كان الاجراء والشباب  قادرين على بنائها بدلا عن البرجوازية . و هذا  يستلزم نقل ما ُكسب  في المعركة المناهضة للحرب  الى المجال الخاص  للصراع بين  الراسمال والعمل .

 وستبدو مؤسسات  الاتحاد الاوربي ، لاسيما اللجنة  الاوربية ،اكثر من أي وقت مضى،  بصفتها  ادوات العولمة الامبريالية  ومخاطبا دائما ( اقرب الى عميل) الولايات المتحدة .  يتعين النجاح في مساعدة الاجراء والشباب على توجيه  استيائهم وغضبهم نحو تلك المؤسسات. عندها ستكون هذه المركزة مقفزا لوضع  برنامج اوربا عمالية حقيقية  تكون نقطة ارتكاز للنضال  المناهض للإمبريالية بكل مكان بالعالم . لكن اول شروط هذا كله متمثل في الاستقلال السياسي  التام للمعركة ، مما يفترض  النضال  ضد الإصلاحية  لا سيما تنويعاتها الجديدة ، والقطيعة مع أولئك  الذين يوصلون مواقف البرجوازية «المستنيرة » الى الأجراء والشباب .

عن مجلة الونكونتر  السويسرية  - عدد 12- 2003 
 

 

تعريب فريق الترجمة –لجنة الإعلام والتكوين * اطاك اكادير

 

 

(*) فراسوا شينيه : مختص بالاقتصاد  وعضو هيئة تحرير مجلة Carré rouge   والمجلس العلمي  لحركة اطاك  .

احالات :

1. Le Figaro, 13 mars 2003.

2. Voir Hannah Arendt, L Impérialisme, chapitre V, Seuil, Points Politique, 1982, pp. 251 et 286.

3. Ibid, chapitre I, p. 43.

4. Ibid, chapitre I, p. 29.

5. Ibid, chapitre I, pp. 32-33.

6. Pour les étapes de cette mutation, voir Claude Serfati, La mondialisation armée, le déséquilibre de la terreur, Textuel, La Discorde, 2001, ainsi que les notes qu il a publiées en 2002 et en 2003 et qui ont été mises sur les sites Internet d attac et de à l encontre.

7. Le Monde, 22 mars, 2003, p. 18.

أطاك المغرب – مجموعة آكادير

منشورات مقاومة العدد 9

 



#فرانسوا_شينيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بوتين يكشف عن معلومات جديدة بخصوص الصاروخ -أوريشنيك-
- هجوم روسي على سومي يسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين
- طالب نرويجي خلف القضبان بتهمة التجسس على أمريكا لصالح روسيا ...
- -حزب الله-: اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع ال ...
- لبنان.. مقتل مدير مستشفى -دار الأمل- الجامعي وعدد من الأشخاص ...
- بعد 4 أشهر من الفضيحة.. وزيرة الخارجية الألمانية تعلن طلاقها ...
- مدفيديف حول استخدام الأسلحة النووية: لا يوجد أشخاص مجانين في ...
- -نيويورك تايمز- عن مسؤولين: شروط وقف إطلاق النار المقترح بين ...
- بايدن وماكرون يبحثان جهود وقف إطلاق النار في لبنان
- الكويت.. الداخلية تنفي شائعات بشأن الجنسية


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - فرانسوا شينيه - الميول العميقة للإمبريالية وواقع العلاقات السياسية .إدراك الأبعاد المتعددة لمشروع إمبريالي