القبض على خلية إرهابية بألمانيا

مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 2032 - 2007 / 9 / 8 - 10:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لماذا وكيف تغير القاعدة من أسلوبها ؟
أوقفت السلطات الألمانية يوم الثلاثاء الماضي 4 سبتمبر ثلاثة من الإرهابيين الإسلاميين الذين كانوا يهدفون إلى القيام بعدة تفجيرات في ذكرى تفجيرات 11 سبتمبر وفي أماكن يرتدها الأمريكيين المتواجدين في ألمانيا.
وكانت هذه المجموعة قد نجحت في جمع مئات الكليوجرامات من مادة كيمائية سبق واستخدمها الإرهابيين الذين قاموا بتفجيرات في مدريد ولندن سابقا والتي أوقعت عشرات الضحايا الأبرياء وقالت الشرطة الألمانية إن هذه العملية لو تمت كانت ستوقع اكبر عدد من الضحايا في أوربا بما يفوق كثيرا ضحايا لندن أو مدريد.
وقد أعلن وزير الداخلية الالمانى ان احد الموقوفين مرتبط بالأوساط الإسلامية المتطرفة الموجودة في مدينة نوى اولم حيث تشتبه السلطات الألمانية ان مسجد المدينة يستخدم من جهة المتطرفين.
ولكن الجديد في عملية المانيا هذه (رغم انه ليس جديد كله) إن هذه المجموعة مكونة من ثلاثة أفراد منهم اثنان من الألمان الذين تحولوا إلى الإسلام منذ فترة واعتنقوا الفكر الجهادى وهذا أسلوب جديد على القاعدة(المتعودة على استخدام عرب ومسلمين مهاجرين) باستخدامها لمواطني الدول الغربية لضرب دولهم .
_ فلماذا تلجأ القاعدة إلى هذه الوسيلة الجديدة إلى حد ما ؟
وللإجابة على هذا التساؤل أقول إن هناك عدة أسباب لذلك منها:
1 إن القيود التي وضعتها الدول الغربية على إعطاء التأشيرات للعرب والمسلمين جعل القاعدة تفكر في بديل محلى يمكن إن يقوم بهذه العمليات وهذا ما نراه هنا حيث إن الثلاثة المقبوض عليهم هم المانيان وتركي اعتقد انه يحمل إقامة المانية.
2 إن قيام هؤلاء المواطنون بهذه العمليات أسهل كثيرا من قيام أجانب بها حيث أنهم كمواطنين فى هذه الدول اقدر من غيرهم على التعرف على عادات بلادهم وعلى جغرافيتها وعلى لغتها بما يمكنهم من المداراة والتخفي دون أن يثيروا ريبة اى احد من مواطنيهم.
3 أن هؤلاء الإرهابيين الجدد الذين يعرفون جيدا قوانين بلادهم لن تستطيع الشرطة اتهامهم أو إيقافهم بمجرد الاشتباه كما يحدث مع الاجنبى بل ستفكر الشرطة ألف مرة قبل الإقدام على خطوة كهذه وهذا يتيح لهم حرية الحركة والتصرف.
4 أن القاعدة باستخدامها لهؤلاء في هذه العمليات ضد مواطنيهم وبلادهم تضرب أكثر من عصفور بحجر واحد فلو نجحوا فى عملياتهم تكون القاعدة قد نجحت في تحقيق أهدافها وان فشلت فأنها لن تخسر كثيرا لأنها لازالت تعتبر هؤلاء ليسوا مسلمين كاملي الإسلام رغم استعدادهم للتضحية بحياتهم فى سبيل الإسلام وخسارتهم هنا ليست بالخسارة الثمينة للقاعدة.
_ ولكن كيف تتمكن القاعدة من استقطاب هؤلاء الغربيين إلى فكرها ؟
وكيف تستقطبهم من مبادئ وقيم تحضهم على حب الحياة والناس إلى مبادئ وقيم تحضهم على قتل الحياة والناس ومن مبادئ تقول لهم إن الجهاد في سبيل الخير والحياة أسمى الامانى إلى مبادئ تقول لهم إن الجهاد والموت أسمى الامانى ؟
وللإجابة على هذا التساؤلات أقول ان لهذا عدة أسباب منها :
1 ان بعض الدول الأوربية خصوصا الغربية منها وبسبب النظام العلماني ينشا الطفل فيها كنبت بلا جذور فلا الوالدين يهتمان بتعليمه بعض القيم الدينية (حيث رد على احدهم عندما سألته عن ذلك انه يترك الحرية لابنه كي يختار ما يناسبه من مبادئ وأفكار واديان عندما يكبر) ولا المدرسة تستطيع فعل ذلك حيث يحرم عليها ذلك ولا الكنيسة التي تم إقصائها واخصائها تستطيع فعل ذلك أيضا لذا فان هذا الطفل عندما يكبر يسهل استقطابه وزرع اى فكرة فيه .
2 إن القاعدة وغيرها من المنظمات المتطرفة تلعب على ورقة الحرية التي يتمتع بها الشاب الغربي فهذه الحرية التي بلا قيود جعلت هؤلاء الشباب يبحثون عن اى قيد يضعونه على أنفسهم فهم قد رفضوا الحرية الممنوحة لهم كإفراد ويريدون ان يساقوا فى مجموعة كما تساق الشاة وسط القطيع لذا يسهل التأثير على هؤلاء واستقطابهم خصوصا المتواجدون بالقرب من اى تجمعات إسلامية كما حدث لهذه المجموعة المتواجدة بالقرب من مسجد مدينة نوى اولم.
3 ان القاعدة تعمل أيضا بجد وجدية وسط المجموعات المهمشة والمغبونة في الدول الغربية ودليلنا على ذلك هو ما حدث مع ريتشارد ريد الارهابى البريطاني الذي حاول تفجير أحدى الطائرات المتجهة لأمريكا بإخفاء المتفجرات في حذائه حيث تم اسلمة هذا الشاب في احد سجون بريطانيا.
4 إن القاعدة لا تحاول استقطاب الشباب فقط بل أيضا تستقطب الفتيات باللعب على وتر الزواج والاستقرار وهذا ما حدث مع الفتاة البلجيكية التي ذهبت إلى العراق لتفجير نفسها في القوات الأمريكية هناك وذلك بعد زواجها من شاب عربي مغترب ببلجيكا.
فى النهاية أظن إن ما تقوم به القاعدة قد يساهم فى إيقاظ العالم الغربي من السبات والنوم المستغرق فيه منذ زمن طويل ليس لمواجهة الغير وإشعال حروب مع الأخر حول العالم ولكن من اجل مواجهة النفس بالحقيقة المرة وهى ضرورة الرجوع للقيم الدينية التي تم إقصائها والا ستجد أوربا نفسها فريسة لقوى الظلام والرجعية ويخسر الاوربى ساعتها كل شئ.
مجدي جورج
[email protected]

#مجدي_جورج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات