نايف ابوعيشه
الحوار المتمدن-العدد: 2032 - 2007 / 9 / 8 - 06:55
المحور:
الادب والفن
أجا الإمام يكحلها .......!!!
ظل الرجل مواظبا على صلاة الجماعة في المسجد منذ سنين طويلة , ولا يكاد يفوته فرض واحد منها. وبما أن كرشه كبير يعيقه عن القيام والركوع والسجود على الأرض كباقي المصلين, فتراه يصلي أحيانا جالسا على كرسي . استمر على هذه الحال متحاملا على نفسه , وباذلا كل جهد لمجاراة الآخرين حتى في رمضان وصلاة التراويح, حتى توفي الإمام وتم استبداله بآخر, والذي حاول منذ اليوم الأول فرض نفسه بطريقة متزمتة ليضبط المصلين من لحظة دخولهم المسجد لغاية خروجهم كأنه الحجاج. فان رأى احد المصلين مادا ساقيه متكئا إلى الحائط يعترضه ويقول هيك الجلوس حرام , وان رأى ثغرة بين المصلين يسارع لحثهم على سدها, وان سمع همسا بين المصلين وقت الدرس تثور عصبيته ويطلب الصمت .
لاحظ الشيخ , يوما أن الرجل , لا يعطي الركوع والسجود حقه , فنبهه محذرا إياه أن الله لن يقبل صلاته ولا يرضى بها طالما يؤديها على هذا النحو. أصاب الرجل الخوف والهلع حينما علم أن صلاته خلال السنين الماضية كلها كانت باطلة ولا ثواب عليها , ورغم المبررات التي قدمها لكنها لم تشفع له عند الشيخ ليتساهل معه في الأمر وشدد عليه من خلال أحاديث نبوية يحفظها تحث على إتمام الركوع والسجود في الصلاة . صمم الرجل أن يفعل كما طلب منه الإمام , باذلا الجهد والضغط على نفسه اكثرمن اللزوم , فانطلق منه ريحا قويا بصوت مسموع حاول أن يغطي عليه بنحنحة غاضبة مدوية, وما ان سلم الإمام حتى صاح الرجل غاضبا ,
_ هساع , رضي ربك يا شيخ , مش كان خليتها على العقد الاولاني أحسن ؟
نايف أبو عيشه
دائرة الدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان
3/9/2000
#نايف_ابوعيشه (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟