(الجزء الثالث)
[ نصّ مفتوح ]
..... ... ....
نعم هو العراق
هو تاريخٌ أعمق
من جذورِ النخيلِ
أعمق من أحزاننا
من احباطنا
من تشرُّدِنا
هو العراقُ يا سعدي يوسف
يا ايّها الشاعر الشامخ بالجراحِ
عراقٌ
مكبَّلٌ بالنارِ والقيرِ
لكنّه شامخٌ
رغم تصدُّعاتِ الروحِ
سينهضُ
من أعماقِ الثرى
يرمشُ عينيهِ
بعدَ سباتٍ مرير
لن تنقضَّ صواريخٌ بعيدة
ولا قريبة
وشمٌ من لونِ الكبرياءِ
على أغصانِ النخيلِ
وشمٌ مرسومٌ
فوقَ الجراحِ
وشمٌ على شفاهِ القلب
وشمٌ فوقَ خدودِ الطفولة
أين أنتَ يا عدنان الصائغ
ألا يوجدُ
في جعبتكَ
أوروكٌ آخر؟
فَجِّرْ نشيدَ الأناشيد!
لا لن تنقضَّ
صواريخٌ بعيدة ولا قريبة
على المنائر
ولن تتهاوى النخيل
حتّى ولو قُصِفَتْ
من خاصراتها
ستنهضُ من أعماقِ العراقِ
جذورها متجذِّرة
في أعماقِ الجراحِ
في أعماقِ الحياةِ
لن تطفو جثثاً
على ضفافِ الأنهارِ
لن يتحقَّقَ
حلم أصحاب الصولجان
دماءُ الأطفال النديّة
ستقهرُ جبروت الطغيان
.... .... ..... يُتبَع!
ستوكهولم: 16 . 03 . 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
لا يجوز ترجمة هذا النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا بإتّفاق خطّي مع الكاتب.