من اجل جبهة شعبية عالمية لدعم شعب يقتحم السماء ويذود عن البشرية

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2027 - 2007 / 9 / 3 - 10:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يقاوم الشعب العراقي منذ ما يزيد عن نصف قرن مخططات ومشاريع اقوى واخطر واوحش اعداء البشرية على مر العصور: الامبريالية الامريكية. وختم ويختم بدمائه وتضحياته بالفشل الواحدة بعد الاخرى ، دون ان يستطيع تحقيق نصر حاسم . ولكنه اشغل تلك القوى الجهنمية بكل ما تملكه من اسلحة الابادة العسكرية والسياسية والايديولوجية عن شمولها لمناطق اخرى من العالم وتركيع شعوبها بل، واوهن قرونها واستنزف اقتصادها واهان جبروتها عالميا ومرغ سمعتها الدولية. فللنصر الحاسم مستلزماته الذاتية والموضوعية الوطنية والعالمية ، التي يسعى بكل طاقات اجياله المتجددة على تحقيقها ، رغم كل الاستنزاف المريع الذي يعانيه طوال ما يزيد عن نصف قرن وبتصاعد مستمر . تسجله الاحصاءات الدولية والحكومية بتقارير مقتضبة عن ازدياد النسبة المئوية للضحايا المدنيين في العراق على مر الشهور والسنين، وازدياد عدد المختطفين والمفقودين والمعتقلين والجثث المجهولة المرماة في مكبات القمامة ومجاري المياه، وازدياد عدد قتل النساء غسلا للعار وجرائم الاغتصاب، وازدياد نسبة وفيات الاطفال والحرمان من الدراسة والخ... ويجري كل ذلك بقيادة وتوجيه وتمويل قوات الاحتلال الامريكية التي احتلت العراق تحت شعار تحريره من الدكتاتورية واشاعة الديموقراطية وحقوق الانسان، التي تريد تعميمها على العالم، وتقديم العراق مثالا لها!!
ورغم كل ذلك وتسخيره لتشويه سمعة الشعب العراقي وتصويره بالشعب المتوحش الذي تمزقه الطائفية والخلافات العشائرية ، يفاجؤها شعبنا كل يوم بتصاعد مبادراته الثورية واجراءاته الفعالة ضد مشاريعها لتوسيع وادامة هيمنتها الاقتصادية والعسكرية والسياسية على مقدراته، ولضمان تظافر وتوحيد جميع اشكال مقاومة الاحتلال، وتوسيع القاعدة الاجتماعية لجميع اشكال هذه المقاومة. فكان لعمال النفط في البصرة الدور الطليعي في انهاض المقاومة الجماهيرية لقانون النفط والغاز والمباشرة بتكوين الجبهة العمالية والشعبية لمقاومة القانون ، في البصرة ثاني اكبر المدن العراقية ومعقل الملاحم البطولية لعمال النفط منذ اكتشاف النفط في العراق. ونهضت طلائع جماهير بغداد من عمال وكادحين بدورها التاريخي لتوحيد الجماهير في جبهة لمناهضة قانون النفط والغاز بعد ان عمل علماء وخبراء النفط العراقيين والعالميين على تشريح القانون وفضح جوهره الامبريالي، وتجسيده للهيمنة التامة على ثرواتنا النفطية وهي عصب اقتصادنا الوطني لعشرات السنين، ومنطلقا للهيمنة العسكرية والسياسية على شعبنا وشعوب العالم، لما يشكله النفط من سلاح فعال لتركيع الشعوب باعتباره المصدر الرئيس للطاقة. وبادرت الى التظاهر لاستعادة نشاط الجماهير وتذكيرها باعظم مظاهراتها ومهرجاناتها الشعبية، التي قاومت كل وسائل الامبريالية وادواتها لتمزيق وحدة الشعب العراقي وباناشيدها المعبرة عن مهامها واهدافها ومنها نشيد الجبهة:
جبهة الشعب وحدي كادحيه ووطدي بالنضال قوى الجموع
في سبيل السلام والخبز والعمل قد كفى الشعب ما احتمل
*************
ان اعداءنا الوحوش اثقلوا كاهل الوطن بالمطارات والسجون
فالنهب جميعنا نهدم الذل والخنوع وليزهو ربيعنا
************
العدوالا تسمعون تلك اقدامه تدوس باراض تقدسون
ارضكم ايها الاباة حرروها من الطغاة ولنشد فوقها الحياة
************
نعم ان معركة شعبنا صعبة وطويلة ضد اقوى واوحش اعداء البشرية رغم كل ما يعانيه اليوم، بفضل مقاومتنا الباسلة، من ازمات سياسية واقتصادية في عقر امبراطوريته: من صراعات بين اقطابه على الادارة والكونغريس ، وادانة الشعب الامريكي لسياسته واحتلاله للعراق. ورغم كل ما يعانيه من ازمات في جميع ادواته العسكرية وعجزها عن فل عزيمة مقاومتنا الباسلة، وازمة ادواته السياسية والصراع بين اطرافها على كراسي الحكم والامتيازات التي تجنيها من بقايا عرق ودماء شعبنا التي تمتصها قوات الاحتلال وشركاتها الكبرى. وازمات ادواتها الايديولوجية لتمزيق وحدة شعبنا وقتل سليقته الثورية وتركيعه وعجز ادواته الارهابية عن شل طاقات شعبنا بالرعب واليأس. ان معركتنا ضد الامبريالية الامريكية معركة مصيرية بالنسبة للامبريالية العالمية من جهة وبالنسبة لشعبنا ولعموم البشرية من الجهة الثانية . ولذلك فهي تحتاج الى تظافر ليس فقط جميع فئات شعبنا الوطنية في الداخل والخارج، والتنسيق بين جميع اشكال مقاومته، وانماالتظافر والتنسيق بين جميع فصائل القوى الثورية في العالم وفي مقدمتها شغيلة العالم.
فالدعوة الملحة اليوم الى جميع شعوب العالم وجميع منظماته ونقاباته العمالية ومنظماته النسوية وشبيبته والى جميع قوى السلام العالمي ومنظمات حقوق الانسان ، لدعم نضال شعبنا وفي طليعته نقابات العمال في البصرة والجبهة المناهضة لقانون النفط والغاز العراقية وذلك با لقيام بفعاليات وطنية وعالمية تهدد مصالح الامبريالية في جميع انحاء العالم وتطالبها بالانسحاب الفوري من العراق واغلاق جميع قواعدها العسكرية فيه والغاء جميع الاتفاقيات والمعاهدات التي تضمن هيمنتها العسكرية والاقتصادية والسياسية. وبذلك ايضا تعزز ثقة شعبنا وطبقتنا العاملة بقدراتها وبتظامن البشرية معها لتحقيق النصر الحاسم

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات