أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ممدوح رزق - خلل بسيط في برمجة السعادة














المزيد.....

خلل بسيط في برمجة السعادة


ممدوح رزق

الحوار المتمدن-العدد: 2027 - 2007 / 9 / 3 - 09:45
المحور: الادب والفن
    


في الليل .. انتظر حتى نام الجميع ، وتسلل إلى الصالة كي يثقب إصبع قدمه الكبير بمسمار .. كان يريد أن يتأكد من وجود ماكينات تعمل وراء جلده كالتي رآها في المصانع على شاشة التليفزيون .. بالفعل .. تمكن من رؤية جزء من قطع معدنية متشابكة ، وجانب من ترس صغير .. بعدها عاد لسريره واثقا أن الماكينات موجودة وتعمل
، وأن الثقب سيلتئم من تلقاء نفسه .
في هذه الليلة .. كان قد تجاوز الخامسة من عمره بقليل ، وبعد أن أضافت الحياة إليه خمسة وعشرين عاما أخرى .. أقسم أن ما رآه كان حقيقيا جدا ، ودون أي تهيؤات .. هكذا .. قرر أن يحدث ثقوبا في كل جسده
كي تخرج الدماء التي ظلت تتزايد طوال هذه المدة فأغرقت الماكينات القديمة وعطلتها عن العمل .. بالفعل .. أغلق الحجرة على نفسه ، وأحدث الثقوب ، فخرجت الدماء .. خرجت .. ورغم أنه لم يعثر على أثر للماكينات .. إلا أنه كان محظوظا بدرجة .. فهو لم يكن موجودا طبعا كي يطلب منه أحد تنظيف الأرض من الدماء .

* * *

سيصبح العالم جميلا
بمجرد أن تتحول البيوت إلى عروش
والشوارع إلى سماوات
ونحن إلى آلهة
دون مخلوقات عليها أن تعبدنا كثيرا
ولا تهدر أوقاتها المحدودة
في التوقف طويلا أمام الألم
بحثا عن حكمة
ليست مهمة بالتأكيد
في مسرحية الخير والشر
أو في تنظيم حفل الشواء الختامي .
سيصبح العالم جميلا
بمجرد أن يتحول الإله
إلى واحد منا .

* * *

غالبا ما أؤجل عمل اليوم إلى الغد
فأبدو ـ على عكس ما أنا عليه حقيقة ـ
واثقا من الزمن
كأنني لا أعتبره لصا محترفا
مهمته أن يسرق فحسب
كجبان كبير
لكن لماذا لا تنظرون للأمر من زاوية أخرى
كأن تعتبرونني واثقا بدرجة ما من النهاية
نهاية أي شيء
باعتبارها نتيجة ثابتة دائما
وليست لها أي علاقة
بأي سبب .

* * *
أكثر مايؤلمه في الحياة
أنه ترك وراءه أشياء كثيرة جدا
رغما عنه
لم يتمكن من إكمالها
ولأنه مجبر طوال الوقت
على الاندفاع للأمام
ـ بهذه السرعة العنيفة التي لم يتمكن من استيعابها حتى الآن ـ
حاول أن يمد ذراعيه للخلف
بأقصى مايستطيع
على أمل الامساك بشيء
أي شيء ناقص
ليكمله
لكنه أدرك أن الأشياء الناقصة تزيد
كما أن كل قديم يمسكه
يتحول تلقائيا
إلى سرادق عزاء فارغ .



#ممدوح_رزق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آدم وحواء
- المُدافع
- كأحلام غير مزعجة داخل رأس ترتدي الخوذة الواقية الوحيدة
- دروع بشرية لحراسة الغيب
- وقت قصير يمنعني من إخباركم بكل الخسائر
- السماء المرسومة في كتاب الحكايات
- قصص قصيرة جدا
- أيادي مرفوعة إلى سقف الحظيرة
- رسول العاطفة الإلهية
- نار هادئة
- أحسن تكوين
- تساؤلات الكمال الإنساني في مواجهة البلطجة الدينية
- الألم
- كوميديا لم يكن هناك وقت لمشاهدتها
- العائدون من الموت
- بينما ننتظر آخر خبر عاجل
- حارس الأنقاض
- النمو بطريقة طبيعية
- الألم الذي يقتل / .. للشاعرة الأمريكية : أندريا فينزيمير
- أنا مخرِّب .. أنا موجود


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ممدوح رزق - خلل بسيط في برمجة السعادة