حياتنا العامة أحيانا ليس لها علاقة بالسياسة

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2027 - 2007 / 9 / 3 - 10:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

وكثيرة هي الأحداث الغريبة التي تمر في حياتنا كل يوم ونقرأ في بعض الصحف اليومية عن حادثات غريبة ومستهجنة مثل: أب يغتصب إبنته بسبب أنها تشبه والدتها أيام كانت صبية وهذا السبب التعليلي لحادثة الإغتصاب هو إجتهاد مني أنا أما الناس فإنها لا تنظر لهذا الحادث وتحلله, فقط تكتفي بتوجيه مسبات وإتهامات أخلاقية لوالد الفتاة ولكن لا نسمع عن تحليل نقسي لحالة الأب وهو يقوم بإغتصاب إبنته فلربما من وجهة نظري أن يكون السبب ناتج عن الشبه الكبير في تفاصيل الجسم بين الإبنة والأم.

ونقرأ أحيانا عن شاب قام بإغتصاب شقيقته ونسمع من الناس توجيه مسبات وإتهامات أخلاقية للأخ المغتصب والناس العوام ليس لديها أي تعليل لأسباب الإغتصاب ودوافعه, وغياب ظاهرة تعليل مثل تلك الأحداث راجع لسببين رئيسيين:

السبب الأول :تكون الصدمة والمعاناة في مثل تلك الأحداث أكبر بكثير من حجم التفكير بها بحيث لا تدع مجالا لإختلاق الأعذار.
والسبب الثاني: قلة الوعي الإجتماعي وقلة وجود فنيين يفلسفون أسباب ودوافع هذا الجنوح الأخلاقي.

ونقرأ أيضا عن شاب قام بإطلاق الرصاص على جميع أفراد عائلته لمجرد أنه تعرض لأزمة نفسية بسيطة مثل رسوبه في إمتحانات نهاية الثانوية العامة ونقرأ ونسمع عن أربعة شباب قاموا بطعن زميل لهم بسبب الإختلاف معه على أمر تافه.

إن مثل تلك الأحداث ليس لها علاقة بالسياسة في أغلب الأحيان وليست مدعمة بتفسير منطقي واحد لها وتبقى العلة مفقودة الأمر الذي يعطي للحكومات العربية أن تفسر الحادثة تفسيرا إكلاسيكيا قديما ومن أجل إسكات الرأي العام تطلق الحكومات العربية تفسيرا جنونيا وتتهم المرتكبين لمثل تلك الحوادث بأنهم مصابون بالجنون والهيستيريا ليبدو الوضع في الدول العربية أنه طبيعي ولا توجد مشاكل .
ومن هنا بالذات تصبح لمثل تلك الحوادث علاقة بالسياسة, علما بأن الوضع الذي أرتكبت به الحادثة ليس له علاقة بالسياسة لا من قريب ولأ من بعيد ولكن يصبح الوضع بعد ذلك له علاقة بالسياسة بسبب التفسيرات الأحادية الجانب .
من هنا نتسائل هل وضع الدول طبيعي ؟ التي ترتكب بها مثل تلك الأحداث ؟
الجواب :لا
هذه الأحداث وغيرها ناتجة عن الضغوطات الإجتماعية للإنسان العاقل وهذه الضغوطات تجعل من الإنسان العادي إنسانا غير عادي ومجنونا ومخبولا.

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات