أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - خيارات الديمقراطية














المزيد.....

خيارات الديمقراطية


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 2027 - 2007 / 9 / 3 - 10:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الديموقراطية لم تعد ترفاً فكرياً أو رغبةً للتباهي والادعاء، بقدر كونها فرض عين وواجباً واستحقاقاً يتطلب الإقرار بالتعددية واحترام حقوق الإنسان وإجراء انتخابات دورية وتداولية السلطة سلماً، وليس أمراً شكلياً أو استغلالاً لأغراض دعائية خاصة.
ماذا يعني إعلان رئيس دولة وزعيم سياسي رفيع المستوى ومن موقعه في قمة السلطة السياسية أن الديموقراطية «خيارٌ لا عودة عنه» ، خصوصاً إذا كان يخاطب نخبة من المثقفين والمفكرين المنشغلين بقضايا الديموقراطية والاصلاح؟
الأمر ببساطة يعني أن الديموقراطية أصبحت ضرورة ماسّة وحاجة ملحّة ومساراً كونياً تحكمه قواعد عامة وخصوصيات لكل بلد لناحية تطوره. ولعل هذا الإعلان يعني أن مسؤولية تحقيق الديموقراطية هي شأن لا يخص الحكام وحدهم برغم دورهم الحاسم في تحقيق التحوّل الديموقراطي، فالديموقراطية تعني الجموع الواسعة من السكان التي تعاني التهميش والفقر ونقص الحريات وشُحّ فرص التعبير وضعف المشاركة السياسية، الأمر الذي يستوجب من النخب الفكرية والسياسية والثقافية في السلطة وخارجها، بما فيها المعارضة ومؤسسات المجتمع المدني والنقابات والجمعيات المهنية والاجتماعية، التمسك بهذا الخيار لوضعه موضع التنفيذ الفعلي، والسعي لإزالة العقبات التي تعترض طريقه، خصوصاً بعض مظاهر العنف والإرهاب والغلو الديني والانقسام الفئوي والطائفي وغير ذلك.
والخيار يعني أن الديموقراطية لم تعد ترفاً فكرياً أو رغبةً للتباهي والادعاء، بقدر كونها فرض عين وواجباً واستحقاقاً يتطلب الإقرار بالتعددية واحترام حقوق الإنسان وإجراء انتخابات دورية وتداولية السلطة سلماً، وليس أمراً شكلياً أو استغلالاً لأغراض دعائية خاصة.
مناسبة الحديث عن خيارات الديموقراطية هي الرسالة التي وجهها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى ملتقى صنعاء للديموقراطية في الوطن العربي، والتي أكدّ فيها «أن الديموقراطية خيارٌ لا عودة عنه» وقبل ذلك في 14 يونيو الماضي خلال استقباله مجموعة الشخصيات المؤسسة للرابطة العربية للديموقراطية عندما أعلن أن الديمقراطية أصبحت ضرورة... ونحن لا نخاف من الرأي ومستعدون أن نعدّل ونغيّر ونتلمس ما نراه صحيحاً من خلال انتقادات الآخرين، بل إنه تبنّى مشروع «العهد العربي للديموقراطية» الذي أقرته الرابطة العربية للديموقراطية، وتعهّد بعرضه على جامعة الدول العربية لاعتماده.
لقد التبست علاقة المجتمع المدني بالدولة الى حدود غير قليلة، وتداخلت معوقات التغيير الديموقراطي ما بين شراكة وقطيعة «الداخل» و«الخارج»، لدرجة أنه تم التذرّع بها أحياناً للحؤول دون إحداث التغيير المنشود في مجتمعاتنا للّحاق بركب التقدم الحضاري، الأمر الذي عمّق الافتراق وعاظم الهوّة بين مجتمعاتنا العربية والإسلامية وبين التطور الدولي، خصوصاً استمرار القيود والكوابح التي ما تزال تعرقل التنمية والتطور الديموقراطي.
إن الاحتكام الى قواعد عقلانية وموضوعية، ناهيكم عن قانونيتها وشرعيتها وتدرّجها السلمي التراكمي، يمكنه فتح الطريق لمساهمة النخب الفكرية والثقافية والسياسية المدنية لإنجاز مشروع التغيير والتطور الديموقراطي. ومن التجربة الكونية يمكن القول إن لم يأت ِالتغيير تراكمياً سلمياً وضمن مسار ٍوانفتاح، فإنه قد يأتي عاصفاً ومدوّياً ويترك انعكاساته السلبية على أوضاع الحاضر والمستقبل، بل إنه يعطّل التوجّه الحقيقي للتغيير الديموقراطي، ناهيكم عن كونه يساعد قوى الاستتباع والهيمنة على فرض مشروعها بما يقوّض السيادة والاستقلال.
إذا كانت الديموقراطية خياراً وضرورةً، فالحكومات والحالة هذه، بحاجة إلى شراكة حقيقية من مؤسسات المجتمع المدني والنقابات والمنظمات المهنية والأحزاب والقوى السياسية للاضطلاع بدورها في عملية التحول الديموقراطي، وهي مسؤولة بقدر مساهمتها الفعلية وتحمّل واجباتها عن نجاح أو إخفاق عملية التحوّل وإن كانت بدرجات أدنى، الأمر الذي يحتاج من مؤسسات المجتمع المدني التحرك باتجاه الانتقال من قوتها التحريضية الاحتجاجية، لتصبح قوة اقتراحية وشريكة بقدر ما تستطيع تقديم مشاريع أنظمة وقوانين للبرلمانات والحكومات، لتكون عنصراً فعّالاً وحيوياً ورصدياً في الآن ذاته لأداء الحكومات والجهات الرسمية.
ولتأكيد الديموقراطية كقيمة عليا وصيرورة كونية لأحسن نظام أنجبته البشرية حتى الآن برغم بعض ثغراته وعيوبه وعوارضه الجانبية، فلا بدّ من الشروع به من دون تأجيل كضرورة لا غنى عنها، مهما كانت وعورة الطريق والعقبات التي تعترض الإرادات السياسية المدنية، لأن سلوك سبيل التحوّل الديموقراطي سيقود في نهاية المطاف إلى التنمية والتضامن الاجتماعي والسلام المجتمعي والعدالة، ويضع الأسس الصحيحة لسيادة القانون والحكم الصالح واستقلال القضاء وضمان حقوق الإنسان المدنية والسياسية وحقوقه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما فيها حقه في العمل والصحة والتعليم والضمان الاجتماعي والتمتع بمنجزات الثقافة والأدب والعيش الكريم.
هكذا تغدو الديموقراطية خياراً مجتمعياً لا عودة عنه، بل إنها قضية وطنية وحقوقية وإنسانية، بدوائرها الثلاث القانونية التشريعية، والمؤسساتية بما تتضمنه من شفافية ومساءلة، والتطبيقية بما فيها من جوانب عملية وتراكمية.
* كاتب ومفكّر عربي



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موريتانيا واستحقاق الذاكرة
- هل هناك مستقبل للامم المتحدة
- ألغام دارفور...بين الغطاء القانوني والخيط الإنساني!
- جدلية المشاركة والقطيع ...هل هناك نموذج للإصلاح؟!
- جولة جديدة من المفاوضات الإيرانية - الأميركية؟!
- حرب النجوم الثانية
- مفارقة لوكربي ثانية!
- هل عادت الحرب الباردة؟!
- الأيزيدون وملف الاقليات في العراق
- البوليساريو بؤرة النزاع المستديمة
- هل سيصبح تقسيم العراق - أحسن - الحلول السيئة!
- حقيقة فرسان مالطا وبلاك ووتر
- توصيات بيكر-هاملتون من جديد!
- العرب والفصل السابع
- النزيف العراقي المستمر
- الطفولة العراقية : هل من وخزة ضمير !؟
- خيوط الارهاب الدولي وشبكاته
- البوليساريو: بؤرة النزاع - المستديمة-!
- اسئلة الحداثة والحقوق الانسانية
- الاصلاح وجدلية القطيعة والمشاركة


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - خيارات الديمقراطية