أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يحيى السماوي - دعوة لتحليل فكر حزب البعث العراقي














المزيد.....

دعوة لتحليل فكر حزب البعث العراقي


يحيى السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 2023 - 2007 / 8 / 30 - 04:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحاول بعض جلاس الصالونات السياسية ممن سبق وكانوا أوتادا في خيمة حزب البعث العراقي ـ قبل أن تضطرهم ظروفهم االسياسية والتجارية إلى مغادرة العراق ـ إقناع الادارة الامريكية وبعض دول المنطقة الاقليمية ، بأن قطيع الذئاب الذي كان يقوده الطاغية المقبور ، يمكن أن يكون خرافا وديعة ، وبالتالي فلا خشية منه في حال عودته الى سدة الحكم قائدا أو مشاركا ... وقد تجاهل هؤلاء حقيقة أن الشعب العراقي قد لـُدِغ مرتين من جحر واحد ، عبر انقلابَيْ 1963 و1968 وانه قرر وإلى الأبد ألآ يُلدَغ مرة ثالثة ـ اللهمّ إلآ إذا كان يريد الانتحار ..


والسؤال الذي يطرح نفسه على مائدة الحقيقة هو : هل يمكن إلقاء تبعة الأحداث المأساوية التي عصفت بالعراق ، وأدت به الى وطن فجائع ومآس ٍ ومن ثم وقوعه تحت الاحتلال ، على الطاغية المقبور وحده ، بمعزل عن الحزب الذي يحاول بعض سدنته القدامى استصدار عفو دولي وإقليمي عنه ، بعدما عجزوا عن استصدار عفو شعبي عنه ؟

إن الإجابة واضحة ... فصدام حسين لم يكن نتاج نفسه ، بقدر ما هو نتاج الحزب نفسه ... إنه لا يختلف عن بقية تلامذة المدرسة العفلقية ، سوى أنه التلميذ الأكثرتطبيقا لتعاليم معلمه ، من بين جميع تلاميذ تلك المدرسة ... ما يعني أن الحزب الذي أنجب ديكتاتورية صدام ، سينجب صداما آخر يصنع ديكتاتورية أخرى .. ولذا فمن الخطأ الفصل بين صدام حسين والحزب الذي أنجبه ... ولن يكون بعيدا اليوم الذي سيسطو فيه على السلطة بذات الطريقة التي استخدمها في إنقلابيه التآمريين ـ في حال سـُمِح له بدخول العملية السياسية عضوا ، فطبيعته الميكيافيلية تبرر له الغدر بالمتحالفين معه حال توافر الظروف الملائمة .

إن القراءة الواعية لأفكار حزب البعث ، تكشف عن نزعته الفاشية ، وعن استعداده لارتكاب الخطيئات بغية وصوله الى السلطة والانفراد بها ، فلا يتردد عن استخدام أدنى الوسائل الخسيسة لتحقيق غاياته ، شأنه في ذلك ، شأن الفكر النازي إبان دولة الرايخشتاغ الهتلرية .. ففي الجزء الاول من كتابه " في سبيل البعث " يقول ميشيل عفلق : ( إن العمل القومي ، عمل مع البشر لا مع الملائكة .. عمل على الارض لا في السماء .. وإن واجبه الاول هو ان يستهدف النجاح .. ولكي ينجح فلا بدَّ أن تفشل كل الأعمال الأخرى ، لأن العمل القومي القابل للنجاح هو العمل الذي دفع الى الكره الشديد حتى الموت نحو الأشخاص الذين تتمثل فيهم الفكرة المعاكسة " .. ... يقول عفلق أيضا : ( أن الحروب وحدها الكفيلة بتحقيق أمة البعث .. وعلى الأمة في هذه الحالة أن تبحث عن طريقة لاكتشاف الحروب ..)...

إن إعادة الاعتبار لحزب البعث العراقي ، تعني بالضرورة ، إعادة الاعتبار للدسائس و لمجد الديكتاتورية ولفاشية ٍ قومية ٍ ما عادت تصلح للعصر ... فالحزب الذي ارتكب بحق الشعب العراقي أبشع الجرائم وأخلَّ بكرامة الانسان ، لا يجوز السماح له بممارسة العمل السياسي داخل العراق ـ وليس إشراكه في الحكم فحسب طالما بقي المنهل نفسه ..

أتمنى على المفكرين والمثقفين والساسة العراقيين إعادة قراءة الفكر العفلقي باعتباره المستنقع الذي نشأت فيه جرثومة صدام حسين ، والمرعى الذي تناسلت فيه تلك الذئاب البشرية التي جعلت من العراق وطنا للمقابر الجماعية والسجون والمعتقلات المزدحمة بأحواض حامض الكبريتيك المركز ...

أرجو أن لا يفهم من سطوري هذه أنني مع المنادين بالعقاب الكيدي ضد كل مـَنْ انضووا تحت لافتة الحزب .. فالغالبية العظمى يمكنني القول عنهم " إنهم ليسوا بعثيين وإن انتموا " ... لكنني بالتأكيد ، مع الرأي القائل بعدم السماح له بالعودة الى العمل السياسي ما لم يُدِنْ معينه الفكري ويعمل على تنظيفه من الوحول الفاشية والشوفينية ونزعته الميكيافيلية ـ وقبل ذلك : الاعتراف بالخطايا ـ وليس الاخطاء ـ التي ارتكبها بحق الشعب العراقي .

لقد لدغ الشعب العراقي من جحر حزب البعث مرتين ... وعليه إلآ يلدغ من الجحر ذاته مرة ثالثة ... فالديمقراطية لا تعني السماح لنافث السم القاتل ، بالزفير في الهواء الطلق !



#يحيى_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تََسَلُّق
- لماذا يريدون إسقاط حكومة المالكي ؟
- لوحة لحياة جامدة
- أمنيات قتيلة
- يا معالي مستشار الأمن الوطني
- لكي تزكي المقاومة الوطنية نفسها
- شاهدة قبر من دموع الكلمات - الى روح أمي طيّب الله ثراها -
- يا كافرا بعذابات الملايين الى عبد الرزاق عبد الواحد
- دفعا للإلتباس
- حين أصبح شقيقي شبه الأميّ مفكرا ودكتوراه فلسفة
- حيرة المتسائل
- يا ولاة أمرنا : إتخذوا من منتخبنا لكرة القدم قدوة لكم
- هل هذه بغداد ؟
- روضة ٌ من قُبل
- صراخ خفيّ
- كفى عتبا*
- حكاية في ليل بهيّ
- ليالينا عقيمات ... ولكن
- توغّل
- مهاتفة من امرأة مجهولة


المزيد.....




- هل يمكن أن يعتقل فعلا؟ غالانت يزور واشنطن بعد إصدار -الجنائي ...
- هيت .. إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم
- ما هي حركة -حباد- التي قتل مبعوثها في الإمارات؟
- محمد صلاح -محبط- بسبب عدم تلقي عرض من ليفربول ويعلن أن -الرح ...
- إيران تنفي مسؤوليتها عن مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات
- سيدة من بين 10 نساء تتعرض للعنف في بلجيكا
- الدوري الإنكليزي: ثنائية محمد صلاح تبعد ليفربول في الصدارة
- تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وقتال عنيف ...
- هل باتت الحكومة الفرنسية على وشك السقوط؟
- نتنياهو يوافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. هل تصعيد ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يحيى السماوي - دعوة لتحليل فكر حزب البعث العراقي