جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 2035 - 2007 / 9 / 11 - 09:57
المحور:
الادب والفن
أحبيني كما يحب الغجر بعضهم البعض ولا تتركي يدي مدودة دون أن تشعر بحرارة يديك المحترقتين بالفن والفلسفة .
أحبيني كما يرى الطاؤس نفسه في فصل الربيع .
أحبيني كما يحب الثائرون البندقية وكما أحب أنا لغة الحوار المتمدن .
أحبيني على نهج طاغور في الهند وبلاد السند وإزرعيني أمام بيتك كما يزرع اللبنانيون الأرز وكما يزرع الأردنيون الزيتون خلف منازلهم الوفية .
أحبيني كما يحب الهندوس أبقارهم ولا تذبحيني بالسكين الأبيض.
أحبيني كحب سقراط للجدل الديالكتيكي ولا تجعلي من عشقي لك قصة سوفسطائية يتناقله الناس بسذاجة وطفولية.
أحبيني كحبك للماء والهواء وكحب الجدول المائي وإلتصاقه بالأرض المنخفظة.
أحبيني كحب المجانين لبعضهم البعض وكحب الفقراء للستر والعافية .
أحبيني كحب الزير للنساء البدويات وكحب نزار قباني للشاميّات.
واجعليني الصفحة الأولى في ذكرياتك العتيقة وعتقيني في قلبك كعصير عنب من زمان الوصل بالأندلس.
أحبيني كما تحبين لنفسك الفرحة بقدوم الربيع وكما ترقص العصافير على أبواب مدينتنا النائمة.
إحمليني بين ذراعيك حين أسقط أمام رجليك من شدة الهوس بالسيقان الناعمة .
تعالي فقد تعب الهوى مني ومنك ولم تعد رياحه على باب نافذتي يطرق كما كان في فصل الشتاء.
إن كان الحب عندك هواية فإجعلي مني هوايتك وإن كان الحب عندك رحلة فإحمليني في حقيبتكي كما تحملي الملح والسكر والعصير واللبن المجمد.
وإن كان الحب عندك تسلية فتسلي بي بدل المكسرات والأشباس يا طفلة لم تتعلم بعد كيف تعشق رجلا مثلي يبحث في تفاصيل جسمك عن خارطة للحرية .
وإن كان الحب عندك رحلة شقاء فتعذبي كما أتعذب ولا تحرمي عيونك من البكاء على أطلالي حين يستبد بنا الشرق المتعفن وحين تستبد بنا الأيام .
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟