مقطوعة من قصيدة طويلة ( لو نطق الوطواط )
د. بهجت عباس
كان حكماً ملـكياً عندما جـئت إلى الدّ ُنـيا شـجيّـا
كانَ عهداً رغْمَ ما فيه من الإجحافِ غضّـاً ونديّـا
عاش بعضُ الـناس يـهنا فـيه والـبعضُ شـقـيّـا
جَـنتِ الأحـزابُ فـيه الثـمـرَ الحـلوَ الطـَّريـّا
غـيرَ حزبٍ واحـدٍ عـانـى شـقاءً أبـديــّا
كان يـشدو بـبـزوغ الفـجر وضـّـاح ِ المـُحـيـّا
ويـنادي الشـعبَ هـيـّا، أسـقِطـوا الظـالمَ هـيـّا
حـطـِّمـوا القـيدَ تـنـالوا المـجدَ خـفـّاقـاً عـَـلـيّـا
فـلـذا أصـبح ذاك الحـزبُ فـي لـيلٍ طـويل ِ
راسـفاً فـي البؤس والأحـزان والقـيد الثــقيـل ِ
أخـطـأتْ قـادتـُه أنْ صـيَّـرَتــْه ُ أ ُمـَمـيـّا
فـلـذا الأعــداءُ قـالتْ كـان حـزباً تـَبـعــيـّا
**************************
ثـُمً جاء العفـلقُ السـادرُ مـنْ خلف الحدودِ
حاملاً إنجـيلـَه الواعـدَ بالنـصر الأكـيـدِ
ناشراً بـعـثـاً لقـوم ٍسـكـنـوا بـطنَ اللحودِ
صارخاً: إنَّ ورائي جـَبروتـاً عـبـقـريـّا
إتبعوني أجعل ِالصحراء بستاناً لكمْ فـيئاً وريـّا
جعـلَ الظـلمة َ نـوراً والأعاصـيرَ نـسائمْ
ورُبـى العـُرْب ِرياضاً هـَدلـتْ فـيها الحمائمْ
واعـداً بالمُـلـْكِ والمال وأنـواع الغـنـائـمْ
وبـدا يـنـفـثُ فـي أرواحـهم سـًُم َّ الأراقـمْ
يا رفاقَ الدرب هيـّا حـطـِّموا كـيدَ الأعاجمْ
كُـل ِّ فردٍ شاحبِ الوجهِ من الجـوع وواجمْ
لمْ يـجـدْ في بـيـته غـيرَ الرزايا والمـآتـمْ
فرَنا للشرق يبغي العونَ في ظل الطلاسمْ
إننا بعـث لـعُـرْب ٍ لـمْ يـزالوا في القـماقـمْ
*********************
أهـْوَ حقاً أعجميّ ٌ كـلّ ُ منْ يطلب عـِتـْـقا؟
كلّ ُ من يرفض فاشيـّاً ويبغي السِلمَ صِدْقا؟
لَمْ نـكـنْ نـفهمُ هـذا المـنطقَ البائـسَ حـقـّا
غير أنـّا قـد فـهمـنا ما وراء الحـُجُـبِ
يا ليالي الشرق ِعودي، كنتِ خيرَ الحـِقَبِ
أتـْـر ِعي كـاْسـَكِ راحـاً واجعلي الدنيا تـُغـنـّي
ودعـيـنا نـنهـل ُالأفراحَ في جـنـِّة عــَد ْن ِ