(الجزء الثالث)
[ نصّ مفتوح ]
...... ..... ..... ..... ...
ثمَّ تعبر يا جان حدودَ التهميشِ
تحلُّ ضيفاً كثيف التسكُّعِ
على صديقِكَ سعدي
آهٍ .. كم من التلظّي
حتّى هاجَتِ البحار
كم نصٍّ كتبتَ مقابل
وجبة غذاءٍ أو عشاءٍ
كم منـزلٍ عبرتَ دونَ تحفّظٍ
فارضاً تسكّعكَ على مائدة الشعرِ
كم دمعةً ذرفَ الأصدقاء
كم شهقة ألمٍ شهقَ الشعراء
كم مرّة صعدْتَ
إلى سطوحِ منازلٍ
مرتمياً على صحفِ "النهارِ"
غافياً على أركانِ القصائد
أسمالُكَ يا دمّو في ذاكرتنا
تسطعُ كالنيازكِ
فوقَ قبابِ الغربة
قباب الصداقة
قباب فاضل العزّاوي
قصائدُكَ يا جان مفروشة على حافاتِ الشوقِ إلى ضفافِ دجلة
أسمالُكَ مسترخية بهدوء عميق
بين أحضانِ الأب يوسف سعيد
شهقةٌ منبعثة من وجعِ القصائد
من وهجِ المسافات
من الشواطئ المتاخمة لأشجارِ النخيلِ
دمعةٌ من لونِ الطفولةِ طفحت
من الأب يوسف سعيد
لااااااااااااااااااااه! .. قالها بغصّةٍ حارقة ..
ماتَ جان دمّو! ..
أيوه أبونا ماتَ صديق الشعر
ماتَ أبو التسكّع
ماتَ صاحبُ الأسمالِ
ماتَ في أعماقِ المنافي!
ترقرقت دموعٌ تشبه حبيات الشعر
من براءةِ الكهولةِ
من مصداقيةِ الشعرِ
أرجحُ الظنِّ
سيلقي الأب يوسف سعيد
على روحكَ كلمة التأبين
كما ألقى على روح الجواهري
آهٍ .. ويصرخ العراق
بعد أن تنفّستِ الجبال
وتبرعمَ في عمقِ الوهادِ
عشبة الخلاص
ماتَ جان دمّو على قارعةِ المنافي
وحيداً في غرفةٍ مليئة
بأحلامِ الشعرِ
جان دمّو قصيدةُ شعرٍ نازفة
على وجنةِ العراقِ ..
.... .... ..... .... ..... يُتبَع!
ستوكهولم: 9 . 5 . 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
لا يجوز ترجمة هذا النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا بإتّفاق خطّي مع الكاتب.