أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان محمد شناوة - الأردن المستفادة دوماً















المزيد.....

الأردن المستفادة دوماً


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 2018 - 2007 / 8 / 25 - 08:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اليوم تطالب الأردن العراق مليار دولار , ثمناً لاستضافتها ما يقارب 500 إلف عراقي مقيمين على أرضها , وهذا في المؤتمر الذي أقيم لمناقشة مشكلة العراقيين النازحين من أرضها بسبب مشاكل العراق .
والأردن اليوم سمحت بدخول (50 )إلف طالب عراقي إلى مدارسها وهذا بعدما خصصت الحكومة العراقية مبلغ مقداره( 129) مليون لتغطية الرسوم الدراسية للطلبة العراقيين وليس قبل ذلك .
الأردن وعقلية التاجر فهي تتعامل مع الكل بهذه العقلية (( عقلية التاجر )) والتي يسميها بعض الأخوة (( عقلية اليهودي )).
كل الشعارات التي رفعتها الأردن وحكومتها نرى فيها ذاك الانفراد الأناني والذي تدعوا بها لنفسها أولا من باب (( إنا ومن بعدي الطوفان )). فشعار (( الأردن أولا )) رفعه ملكها (( عبدا لله الثاني )) حين أحست بان الاتجاه الدولي يذهب إلى الإقليمية الشديدة , او هو محاولة لتتحلل من التزاماتها تجاه مبأدي العروبة او التزاماتها تجاه دول مثل العراق او سوريا , هذا الشعار الذي استفز الرئيس السوري ويستفز معه كل قومي عربي .فالأردن دائما نجدها سباقة في كل الظروف التي فيها استفادة مالية لها , فنجدها سباقة حين يكون معها جار قوي مثل العراق يدعو إلى القومية فنجدها قومية أكثر من غيرها , وهي كذلك سباقة حين تمتد علاقتها إلى السادة الأمريكان فهي تابعة أكثر من غيرها , وحين كانت أحداث الحادي عشر من سبتمر فهي تحارب الإرهاب أكثر من غيرها , نجدها دوما سباقة في كل شي (( فيه فائدة )) عربية حين لا تخسر شيئا , أمريكية حين تكون هناك مساعدات أمريكية , أول دولة تقيم علاقات مع إسرائيل بعد مصر حتى قبل الفلسطينيين أنفسهم .


الأردن المستفادة دوماً وابدأ

الأردن المستفادة دوما من أزمات العراق ومن أزمات المنطقة بكاملها , فهي تعيش على مآسي دول الجوار فكلما حدثت أزمة كانت الأردن سباقة للوقوف للاستفادة من تلك الأزمة من باب (( مصائب قومٍ عند قوم فوائد )) وفوائد الأردن أبدا لا تنتهي .
لقد قامت الأردن كدولة كاملة اقتطعت من بلاد الشام لتكون دولة جدار عازل بين إسرائيل وبين المنطقة العربية , فكان الملك عبدا لله الأول ملكاً على حساب أخيه الملك فيصل والذي حمل على عاتقه ثقل الثورة العربية الكبرى وحلمه بان يكون ملك على العرب من خلال حكمه في دمشق , فتم اقتطاع هذه الدولة على حساب الشام , فكان دوماً وابدأ يسير بعكس اتجاه التيار العربي او الاتحاد بين الدول العربية , كان الاتحاد بين سوريا ومصر خطرا عليها مثلما كانت كل الاتفاقات العربية خطرا عليها , مثلما كان الاتفاق بين سوريا ومصر للهجوم على إسرائيل خطراً سنة 1973 بحيث يحرص كل من الرئيس السوري حافظ الأسد والمصري أنور السادات على عدم إبلاغ الملك حسين عن نية او ساعة الصفر للهجوم , فيذهب الملك حسين بطائرته الخاصة لإبلاغ غولدا مائير والسلطة الأسرائيلة بما تم بين الدولتين ونية الهجوم عليها .
يقول الأستاذ محمد حسنين هيكل إن الأردن انتزعت انتزاعا بفعل السياسة البريطانية فتشكلت دولة وهي ابعد ما يكون عن الدولة , فلا تملك اى مقومات الدولة وخالية من كل الثروات , إلا في القليل النادر .
حتى نهاية السبعينات كانت الأردن تعتبر من الدول المتخلفة , حتى كانت نزوة حاكم العراق في إشعال الحرب العراقية الإيرانية , فأصبحت الأردن و مينائها العقبة الرئة التي يتنفس منها العراق , فتحولت بين ليلة وضحاها كأهم شريان حيوي يمد العراق كل حاجته من المواد الغذائية والعسكرية .
ولمدة ثماني سنوات عاشت الأردن كل الأردن وبنت اقتصادها وميزان مدفوع على ما قبضته من العراق كممر بين التجارة الدولية وحاجات العراق , وطبعا كان إغلاق ميناء البصرة خلال فترة الحرب العراقية الإيرانية , ما أسعد الساسة الاردنين .
وبعدما انتهرت الحرب الإيرانية العراقية ونزوة صدام الثانية في الكويت , والتي أجبرت 500 إلف فلسطيني مقيم في الكويت للعودة للأردن . بكت وتباكت الأردن وقتها بان اقتصادها لا يستوعب هذا العدد الكبير من الناس على أرضها , والحقيقة إن هذه الإعداد عادت ومعها كل مدخراتها من دولة نفطية غنية هي الكويت وكانوا الفلسطينيين في الكويت من اغني الفلسطينيين في العالم , والحقيقة كذلك إن مساحات واسعة من العاصمة الأردنية بنيت من مدخرات هؤلاء وظهرت ضواحي للوجود لم تكن موجودة وكل هذه الأموال ضخت في الاقتصاد الأردني , فانتعش الاقتصاد بصورة كبيرة , هذا غير الأموال التي استلمتها الأردن من الأمم المتحدة بحجة الخسائر والإضرار التي أصابت الأردنيين من غزو الكويت .
بعد ذلك فتح باب على الأردن كبير , باب للبكاء او التباكي على أبواب العالم والأمم المتحدة بحجة إن الأردن هي المتضررة من الحصار الأمريكي على العراق والذي دام 13 سنة , باب للبكاء لان هناك الآلاف العراقيين الذين هاجروا وكانت الأردن هي منفذهم الوحيد إلى العالم والي المعيشة على ارض الأردن , فكان بكاءها وتباكيها , أمام عتبات العالم , بعدم قدرة الاقتصاد الأردني على استيعاب هؤلاء العراقيين , وعلى عدم قدرة الاقتصاد الأردني ليكون مع الشعب العراقي في أزمته .
والحقيقة إن ميناء العقبة الوحيد الذي بقي مفتوحا دون حصار فاستفادت الأردن كما لم تستفيد من قبل , فكل حاجات العراق من اتفاقيات النفط مقابل الغذاء والدواء مرت من خلال بوابة العقبة إلى الأراضي العراقية , والحقيقة كذلك إن كل رؤساء الوزارات الأردنية ذهبوا إلى بغداد , فكانت تلك الاتفاقيات التي لم يحلموا بالحصول عليها لو لم يكن على العراق حصار , (( فكانت اتفاقيتهم مع صدام والتي كونت عصرهم الذهبي )) اتفاقية ب 700 مليون دولار سنوياً للأردن علي شكل 350 مليون نفط مجاني للأردن و350 مليون بسعر تفضيلي للأردن اقل من أسعار السوق , وهذه الأموال لا تقبض نقدا إنما على شكل مواد غذائية من المصانع الأردنية , فاشتغلت المصانع الأردنية طوال 13 سنة بشكل لم تسبق له مثيل .

وحين تم إسقاط النظام العراقي في 2003 ذهبت وبكت وتباكت واستطاعت الحصول على نفط مجاني من الكويت والسعودية هذه الدول التي ليس من مصلحتها بقاء عراق قوي بجانبها .
سقوط النظام العراقي أدى إلى هجرة الأموال إلى الأردن بحيث استقر بها كل أصحاب الأموال الكبيرة , وادي هذا إلى شراء أكثر من 50 إلف شقة خلال السنة الأولى لنهاية الحرب , هذا أدى بدوره إلى ارتفاع أسعار الشقق في المناطق الراقية من 25 إلف دينار إلى 80 إلف دينار في خلدا وتلاع العلي وضاحية الرشيد .
تم خلال هذه المدة ضخ أموال ضخمة في البنوك الأردنية, وللمرة الأولى في تاريخها تضيف رسم للإيداع وللسحب بمقدار 1% , وكلنا نعرف كيف انتقلت هذه الأموال من العراق إلى الأردن وما هو مصدر هذه الأموال , وكيف تحولت الأموال في البنوك العراقية فجأة إلى البنوك الأردنية .
حققت البنوك الأردنية وخاصة العربي والإسكان إرباح أفضل من كل سنوات عملها .
سنت قوانين لأصحاب الأموال بحيث تعطي الجنسية الأردنية والجواز الأردني لكل من يودع مبلغ 750 إلف دينار أردني , بعد ذلك أصدرت جوازات أردنية للعراقيين أصحاب الملايين على أرضها بحجة تسهيل إعمالهم .
كل مؤتمرات إعادة الأعمار تمت في الأردن , وكل الدورات للشرطة العراقية كانت الأردن هي الأولى في تدريب هؤلاء .
وألان تطالب اليوم العراق بمليار دولار ولكنها ترضي بجزء الأكبر من مبلغ 129 مليون ألذي خصص للعراقيين على أرضها .

الأردن أولا.. لماذا؟

كانت العراق ترفع شعار القومية العربية وشعارات مثل ((نفط العرب للعرب )) واتجاه العراق للتنمية العربية خلال فترة الستينات والسبعينات والثمانينات وحتى التسعينات فترة الحصار على العراق , كان الطالب العربي وخاصة الأردني والفلسطيني له أفضلية خاصة في الدراسة في العراق بحيث معظم الطبقة المثقفة في الأردني تعلمت في مدارس وكليات وجامعات العراق مجاناً , اجل مجاناً ولم يطالب العراق يوماً بقيمة تعليم الأردنيين والفلسطينيين في العراق .
لذلك نرى مثلما راى الإخوة السوريين إن شعار مثل (( الأردن أولا )) شعار يراد به فك الارتباط والالتزام مع كل حسن النية التي قابل به العراق الأردن خلال أزماته , والتي أبدا لم تكن لها حل لولا الأموال العراقية .
نحن نقول إن من حق الأردن تحصيل الأموال التي تستطيع من خلالها الاستمرار , وان عدد مثل 500 إلف عراقي عدد كبير , ولكن نعتب على الأردن أنها دوما تتعامل مع العراقي بعقلية التاجر تطلب الكثير جدا , حتى تساوم للحصول على الأموال , يعتب عليها العراقي إن في سوريا أكثر من مليون وربع المليون , ولم تتعامل سوريا يوماً مع العراقيين مثلما تعاملت الأردن معهم , مع إن الأردن هي من أكثر الدول استفادة من العراق , والأردن أكثر الدول بنت اقتصادها على الاقتصاد العراقي المنهار .
نحن نعرف إن الأردن دولة بدون واردات حقيقية ولا ثروات تستطيع الاعتماد عليها في ميزان مدفوعاتها , وفي نشر ميزانيتها , ونقول كذلك من حق الأردن إن تبحث أفضل السبل لتوفير الحياة الكريمة لمواطنيها .
لكننا نقول أيضا أليس من حق العراق إن يقول مثلا إن فاتورة تعليم الأردنيين كانت كذا مليار , او إن فاتورة دعم الأردن خلال وضعها كدولة صمود كان كذا مليار , مع إن الأردن هي أول دولة تخلت عن دورها كدولة صمود , وإنها ما كانت دولة صمود لولا الأموال العراقية والكويتية والسعودية والخليجية , او إن فاتورة مساعدة العراق للأردن كانت كذا مليار , العراق أبدا لم ينشر كل فواتيره على الأردن وتعامل معها تعامل الشرفاء , وكان دوما سباقا للوقوف مع الأردن .

ولكن الأردن كانت من أكثر الدول التي عاملت العراقي معاملة اقل من إنسانية , ولولا الظروف التي تجعل العراق يخرج من مأساة ليدخل في مأساة , لم يذهب احد إلى الأردن إلا سائحا وساعتها سوف تتعامل معه الأردن كما تتعامل مع السائح الكويتي والسعودي والخليجي ,ويتساءل العراقي لماذا الأردن دوما نجدها في أول الطابور لمطالبة العراقي ثمنا لهذه الاستضافة , وثمنا لكل ما تدعيه من عروبة وحب لهذا الجار العراقي , ولماذا دوما الأردن تتحول كل مبادئها الإنسانية وصيحاتها في كل المحافل الدولية إلى أرقام تطالب بها في كل لحظة . ودائما الأردن أول من يرفع أوراقه ليطالب بثمن مضاعف للواجب المفروض إن يفعله .



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سارة خاتون والتراث العراقي
- سمك لبن تمر هندي
- ثقافتنا المتحجرة
- الجريمة في الشخصية العراقية
- اموال الخمس والزكاة .......... اين هي ؟
- نحن والسلطة المستبدة
- دين بلا رجال دين
- المتنبي ينعى نفسه
- جند السماء
- شيعة .... وسنة
- ابن جبرين ..يجب ان تعتذر
- وحدها ...ماجدة الرومي بقيت
- الوزير ربما ... ربما يجد حلا !!!!!
- الا تستحق لبنان انعقاد قمة عربية
- الوزير المبتسم ..وصواريخ المقاومة
- مغامرة حزب الله ...بين العقل والجنون
- المرأة خذلت المرأة .............. كويتياً
- العلمانية .....والتعايش
- الرق وبقايا الثقافة الاسلامية
- الرئيس المؤمن


المزيد.....




- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
- فيديو مروع يظهر هجوم كلب شرس على آخر أمام مالكه في الشارع
- لبنان.. عشرات القتلى بالغارات الإسرائيلية بينهم 20 قتيلا وسط ...
- عاصفة ثلجية تعطل الحياة في بنسلفانيا.. مدارس مغلقة وحركة الم ...
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائ ...
- اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا ...
- العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال ...
- سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص ...
- شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك ...
- خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان محمد شناوة - الأردن المستفادة دوماً