أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد مسلم الحسيني - بغداد كيف تنامين!؟














المزيد.....

بغداد كيف تنامين!؟


محمد مسلم الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 2017 - 2007 / 8 / 24 - 04:50
المحور: الادب والفن
    


كيف تغمض عيناك يا بغداد وهي التي تلألأت بشعاع قمر العشاق وهو يتراقص على صفحات مائك وسنائك!؟. كيف تغمض عيناك يا بغداد وتتركين قمرنا، وهو حبيبك ورفيق عمرك، وحيدا فريدا... حزينا كئيبا... تائها ضائعا بين النجوم وبين الغيوم ! ..... كيف تنامين وخصلات شعرك المهفهفة تتماوج مع حركة أغصان الصفصاف وسعف النخيل حين يهب النسيم العليل بين ثناياك ورحابك.... كيف تنامين وأنغام "الجالغي البغدادي" ترن في كل أذن من آذانك وبكل ركن من أركانك!؟
كيف تنامين يا بغداد وتتركين شارع ابي نؤاس بؤنسه وناسه، بزحمته وصخبه ، بأنواره و حركته ، بمطاعمه و"مسقوفه".... مهجورا.... مغدورا.... يبحث عنك !؟. كيف تنامين وليالي هارون الرشيد العتيدة صورة من لياليك وصفحة من تراثك... كيف تنامين وقصص الف ليلة وليلة جزءا من قصصك وفلما من أفلامك ...! لا يا بغداد فأنت والنوم ضدّان لا يجتمعان!
بغداد... أين عشاق زورائك ... أين مدينة ألعابك....أين زحمة أسواقك...أين شارع النهر ...أين النخل والشجر...أين دجلة الخير... أين رحلة الليل ...أين الشاي والهيل...!؟ تكلمي... تحدثي... أجيبيني...

إفتحي عينيك يا بغداد...نحن لا ننظر الى بهاء الدنيا وجمالها إلاّ من خلال عيونك... ولا نستمع الى أهازيج الطيور وألحانها الاّ في ربوعك... ولا نشعر بلذه الحب والحياة إلاّ في ثناياك..... فلا حراك لنا دون حراكك... ولا إستقرار لنا دون إستقرارك ...ولا سعادة تنتظرنا غير سعادة قربك... ولا شمل يلمّنا غير شمل أرضك وسمائك..... .
إستيقضي فالنوم لا يليق بك يا بغداد......
نحن كالأيتام بدونك....! أنت أمّنا ولن تروق لنا أمّ غيرك.... وأنت ملاذنا ولن تهدأ أنفسنا بصدر غير صدرك.... وأنت سكينتنا فلن تغمض عيوننا بليل غير ليلك.... نحن لا نفرح إلاّ بفرحة نصرك... ولا نتبسم إلاّ لبسمة ثغرك... ولا نرتوي إلاّ بماء دجلتك... ولا نطرب إلاّ بعزف عودك وقانونك... ولا نشم إلاّ عبيق وردك ورياحين ياسمينك... ولا نتلذذ إلاّ بأكل "شبوطك وقطانك"... ولا نضحك إلاّ لفكاهاتك ونوادرك ...ولا نستمع إلاّ لقصصك وأحاديثك ! إفتحي عيونك لنا يا بغداد ، فنحن بدونك ضائعين...! فلا أرض تأوينا... ولا ماء يروينا... ولا صدر يضمنا أو يحوينا... ! بغداد كيف تنامين....!؟
إستيقضي ، فستجدين بئس ما تجدين....!. ستسمعين نواح الثكالى بديلا عن أهازيج الأفراح في أزقتك وأحيائك فما أقبح ما ستسمعين! ستشاهدين قمم المنائر الساحرة التي كانت تعانق الغيوم قد سوّيت بالأرض فما أبشع ما ستشاهدين !. سترين دماء الأبرياء تجري رخيصة كالأنهار في أديم رصافتك وكرخك فما أنكى ما سترين! ستشمين روائح بارود الغدر والضغينة بديلا عن عطر المسك والعنبر فما أكره ما ستشمين! ستعرفين بان أواصر الحب والألفة بين أركانك وثناياك قد قطعت إربا إربا فما أحزن ما ستعرفين!
ستدركين بأن أبناءك قد هجروا أرضك لأن أيادي الغدر والظلام لم تعف أحدا منهم ، حتى تماثيلك ورموزك لم تسلم منهم! فما أدهى ما ستدركين ! حتى طيور "السند والهند" التي تزورك في ربيعك وصيفك قد هجرت أعشاشها وغابت عن سمائك وفضائك فما أغرب ما ستلاحظين ! ستجدين الأعداء في أرضك قد تكاثروا... والحاقدين من حولك قد تناثروا... ! الكل ينهش في جسدك... ويعبث بروحك...ويدمر في كيانك.....فمنهم من يريد حرقك وقتلك لأنك جمعت بين جمال الطبيعة وأناقة الجغرافية وبداعة التأريخ...! ومنهم من يريد أن يسلبك ويسرقك لأنك غنية بمائك ونفطك ونخلك وعقولك ... ومنهم من يريد أن يدفنك ويطمرك لأنك رمز الحضارات ومكرمة الدنيا ودرّة الزمن...! بغداد كيف تنامين....!؟
كيف تنامين والكارهون يتربصون فيك !؟ . يكرهونك لأنك الحياة وهم الموت ،ولأنك النور وهم الظلام، ولأنك الوجود وهم العدم...... يتربصون بك لأنك الحب وهم الكراهية وأنت الإخلاص وهم الغدر وأنت العلم وهم الجهل...... يحقدون عليك يا بغداد حيث أنت الغنى وهم الفقر وأنت الصبا وهم الشيخوخة وأنت الخير وهم الشر.....
بغداد كيف تنامين، وأنت حضارة الأجداد ...مستقبل الأحفاد ...وواحة الأمجاد...!؟ إستيقضي...تيقضي...إعترضي...إنتفضي...تحرري....وإنتصري...فإنك بغداد....



#محمد_مسلم_الحسيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخفاقات السياسة الأمريكية في العراق، الدواعي والأسباب
- فايروسات العنصرية تنتقل الى الحيوانات في أوربا!
- حصانة النفس من الإرهاب مسؤولية في عنق المجتمع
- الجولة الأخيرة لحكومة المالكي وملامح الضربة القاضية
- غوردن براون، وجه بريطانيا الجديد، من هو ؟
- هل الديمقراطية عند العرب تعني حروبا أهلية !؟
- هل صحيح ساركوزي يكره العرب والمسلمين !؟
- ملامح الدهاء السياسي في تشكيلة حكومة ساركوزي الجديدة
- السيناريوهات الأمريكية المحتملة لحسم الموقف في العراق
- من هو نيكولا ساركوزي!؟
- صراع الجولة الأخيرة نحو قصر الإليزيه
- يوم الخلاص
- تداعيات الفشل الأمريكي في العراق
- الإسلام والديمقراطية ضدّان لا يجتمعان...هكذا يقولون
- الهجوم العسكري الأمريكي على إيران، بين الفرضية والواقع
- الديمقراطية في العراق ، إقحوانة تنبت في صحراء
- الخطة الأمريكية في العراق ، ما الجديد فيها ! ؟
- يطل على العراق عام جديد وفي النفس آمال
- وأد العقول العراقية , مسؤولية من... ! ؟
- دور المثقف العراقي في عراق التغيير


المزيد.....




- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد مسلم الحسيني - بغداد كيف تنامين!؟