أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي العباس - بين عور الحداثة وعمى التخلف الكحل أفضل من العمى















المزيد.....

بين عور الحداثة وعمى التخلف الكحل أفضل من العمى


سامي العباس

الحوار المتمدن-العدد: 2016 - 2007 / 8 / 23 - 11:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين التحول النوعي في قدرة الإرهاب الأصولي على تمزيق النسيج الوطني أينما حط رحاله وبين ثورة الاتصالات صلات لا تخفى عن العين ..ما ينبغي التمعن فيه المرتسم البياني للتلفيق الذي لجأت إليه النخبة المتأثرة بالحداثة . تدفعها إلى هذا التلفيق : إكراهات/ إغراءات متنوعة . تبدأ من تقليص أكلا ف معركة التحديث ولا تنتهي بالانتهازية الفكرية والسياسية ..الخ , كنهج وكوصفة نجاة, على المستويين الفردي والجماعي . انظر في البداية, التلطي وراء الخصوصية !! كأن خصوصيتنا لا تنتهك عندما نتحول من ركب الجمل إلى المار سيدس, ومن القتال بالسيف والرمح إلى القتال بالكلاشنكوف و إف -16. هي تنتهك حصرا عندما نتحول من قراءة النوبختي وابن تيمية إلى هيغل وماركس أو آدم سميث !!. في قلب هذا المنع التعسفي لعلوم الاجتماع والفلسفة الوافدة , وإباحة تدريس العلوم التطبيقية الوافدة أيضا , تقع هذه المفارقة التي عز نظيرها في غير ديار الإسلام: ( كليات العلوم التطبيقية بطن ولود للتشدد الإسلامي !! ) ..
.الذرائعية التي تعاملت بها النخب الحديثة (خصوصا في المقطع القومي – الاشتراكي) ,بوضعها الفلاتر على الشق العقلي من الحداثة الوافدة, مقابل فتح الباب على مصراعيه لمنتجاتها المادية, كانت نقطة البدء للانزلاق الى وضع سائد الآن : وضع منتجات الحداثة, وآخرها ثورة الاتصالات ( أسلحة ) بين أيدي الظلاميين وحراس التخلف .
كل أكاديمي يضع خبرته في خندق التيارات الجهادية التي تجتاح العالم العربي – الإسلامي هو خريج لهذه الحداثة العوراء المقطوعة الجذور عن تربتها المسمدة بإنجازات علوم الاجتماع والفلسفة في الغرب .
إلا أن النقلة النوعية التي أحدثتها النخبة الأصولية الإسلامية ,هي في الفصل النهائي بين الشقين العقلي والمادي للحداثة, في برويغندا بدأت باختراع أصول لكل المكتشفات العلمية في النص المقدس , وانتهت الى أسلمة العلوم , في خطوة تتوسل بدايةً محو تأثيرات ما قد مررته الفلاتر( في المرحلتين : الليبرالية والقومية – الاشتراكية ) بالالتفاف على الأسئلة التي تهز اليقينيات القارة في العقل الفردي والجمعي منذ قرون , تمهيدا لتجفيف الأرض وتحضيرها لاستقبال أيديولوجيا (بول البعير )..إن الطلاق الطويل الأمد بين المجتمعات الإسلامية وبين حركة توسيع الأفق المعرفي للبشر قد جرت المحاولات الأولى لتسكين أوجاعه الروحية بالنبش على إسهامات مسلمي العصر الوسيط فيه..و قد باشرته نخب حديثة تحت أ وها م تأصيل الحداثة, بالنبش على جذور لها ترمم من جهة جروح الذات , وتقوي من جهة ثانية مشروعية الانخراط في المجرى الكوني للحداثة ..قد لا يتسع هذا الحديث , وليست من مهمته تقييم مستوى الموضوعية التي تقيد بها مساهمون كبار في هذا الحقل ..سيما و كثيرون منهم بدأ حفرياته للبحث عن مشروعية تبني الحداثة الوافدة, وانتهى الى اليقين بأن الحداثة تنهض من الحفر في الماضي ..على هذا المسار انزلق مفكرون ماركسيون وقوميون وليبراليون وإسلاميون مستنيرون ( انظر حالات محمد عمارة حسن حنفي طارق البشري ..الخ ) وانتقل ناشطون سياسيون وأحزاب وصناع للرأي العام أو بالأحرى للمزاج العام ( فنانون وفنانات وأعلام في الصحافة و عالم المال :أنظر العشرات من نجوم السينما المصرية والصحافة المصرية على وجه الخصوص )..لا تفسير لكثافة الظاهرة في مصر إلا بالسبق الزمني للانقلاب الذي أحدثه عبد الناصر على مناهج العلوم المطبقة في المرحلة الكولونيالية ,الذي انتشرت دائرة تقليده ( الانقلاب )في مناخ الإحباط الذي أشاعته هزيمة -1948 – من جهة وصعود الفلاحين كحامل اجتماعي أقل قدرة على امتصاص الشق العقلي من الحداثة ..
قاد الكزُ على الكراهية للغرب الداعم لإسرائيل من قبل موجة القومية العربية التي أطلقها عبد الناصر وشريكيه الرئيسيين : البعث وحركة القوميين العرب , الى التراجع عن منهجيات للتعليم( في المرحلة الليبرالية ) كانت أكثر توازنا بين طرفي الحداثة المادية والعقلية .. تم تبنيها( التراجعات ) ووضعها موضع التنفيذ تباعا عقب الوصول للسلطة في مصر و سورية والعراق و اليمن في همروجة شعبوية كاسحة ..الخ .
لا أضع المسؤولية كالعادة على شماعة إسرائيل ..فالمشكلة ليست في التحدي ( وهو هنا إسرائيل ) بل في نوعية الرد عليه ..يدعم الغرب إسرائيل فنرد بقطيعة عقلية معه , تجردنا من أي إمكانية للنصر في المستقبل ..
كل حروبنا الخاسرة مع إسرائيل سببها الرئيسي عدم امتلاكنا للشق الثاني من الحداثة ( الحداثة العقلية) وهو الشق الذي يسمح لجنرالاتنا وجيوشنا أن تحسن استخدام أسلحتها الحديثة ..لا تغطي الفجوة بين الدعمين :الأمريكي –السوفييتي كامل الفجوة بين العسكريتين : الإسرائيلية – العربية ..
ولا أبالغ... بل أشهد شهادة العارف( بالبئر وغطائه) - فقد أمضيت ثلاثة عقود في ثاني اثنتين من المؤسسات العسكرية العربية التي تحملت عبء الحرب مع إسرائيل – ولا أخترع البارود في حديثي هذا فقد سبقني إليه المرحوم ياسين الحافظ( انظر كتابه: التجربة الفيتنامية )..إلا أن سياقا أفضى إلى تسنم الأصولية الإسلامية مسؤوليات التصدي العسكري لإسرائيل, توسلا للوثوب إلى السلطة في هذا البلد أو ذاك , بغية إعادة أسلمته لا بالوعظ والإرشاد بل بالمطاوعة والنطع ,كانت نقطة البدء فيه تحديث أعرج تشتد الحاجة إلى معالجة عرجه بجرأة ومسؤولية كي تفلت المنطقة من مزلق الحروب الدينية والمذهبية المفتوحة على جراحات الماضي يشد أزرها وتعمقه في جدلية بلا قعر تصل إيه ..


* * *

في الخلط الراهن للأوراق الذي أحدثته غزوة بوش ( الديمقراطية ). الخاسر الوحيد هي مجتمعات المنطقة التي أصيبت نخبها الحديثة بما يشبه الدوار..فتوزعت عشوائيا على الخنادق المتجابهة ..ليست هذه العشوائية في الإصطفافات , إلا بنتا لذاك التحديث الأزور . الذي أنتج عقلا ( يرو كب ), كلما تحول طرفا الإشكالية من : سيء/ حسن إلى: سيء/ أقل سوءا ..
بين الفساد والاستبداد الذين تمخضت عنهما تجربة التحديث , والقابلين للعلاج في إطار سيرورة التحول الجارية من رأسمالية الدولة إلى الدولة الرأسمالية,و التي شكل التحول النوعي_ الذي طرأ على حركة توسع علاقات الإنتاج الرأسمالية بانتقالها من دائرة التبادل إلى دائرة الإنتاج _ حاضنتها الكونية , وبين انكسار هذه السيرورة بالممانعة التي تبديها المجتمعات العربية –الإسلامية نتيجة انتفاخ وتورم أصاب العامل الديني ساهمت في صناعته حداثة مادية مبتورة عن جذرها العقلي , بين هذين الخيارين الذين تراكم فوقهما جبل من روبابيكا الأيديولوجيات : القوموية والمار كسوية والإسلاموية : ضاعت البوصلة وهبطت الرؤية إلى الصفر ..فهل نشد ومجتمعاتنا العربية – الإسلامية الأحزمة: استعداداً للهبوط في جهنم ؟
1-7-2007






#سامي_العباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية المطعون في شرفها
- مخنقنا الراهن : بين تسييس الدين ومشيخة السياسة
- قنبلة الاسلام السياسي
- جذور عميقة لتمايزات مضللة
- عقدة التحول الى الديمقراطية
- قمة الرياض..النظام السياسي العربي يتنفس الصعداء .
- رئيس ومحامي اتحاد الكتاب العرب يحاجران سعدالله ونوس والهدف ا ...
- ليتولى علمانيوا كل طائفة ضبط سفهائها
- عن المحور السوري –المصري- السعودي
- الرفيق زيادالرحباني
- فخ التراث
- النزعة المحافظة تتعيش على التحديات الخارجية
- تطييف الحداثة
- خاتمي : ريعية احتلال المثقف موقع القيادة
- محاوله لتصويب التحالفات
- فيصل الديمقراطيه
- بطاقة تعريف
- ميزان الجزر الأمريكي
- جلدنا الريفي الضيق
- أحوال الموضوعية


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي العباس - بين عور الحداثة وعمى التخلف الكحل أفضل من العمى