أحلم طويلا حتى أنهار،
وتمرق فوق راحتي دروب سوداء،
أصغي إلى انتعاش السهول في الشمس،
واحمل الأمواج على كتفي.
تتهكم بي القطارات وهي تطلق صفيرها في كوابيسي،
ومثل مضيق قريتنا أتنهد الصدى،
فتأتي الريح لتدفنني في الزمهرير.
أهيم على وجهي في مدن العاج،
وفي الليل احفر قبرا لجثة زرقاء في سريري،
فأشم عبق الرغيف من تنور بيتنا العتيق،
أتلاشى في بخار شاي الإفطار،
وتختفي ألوان الأرض في لبن الفردوس،
وإهاب يِدِ أمي،
وزقزقة عصافير الفِناء.
بقعة الشهد
اضطجع متما هيا فيك،
بقعة العشق تلطخ وجه العالم !
صدئة تتآكل الأغصان ،
والصدأ يكسو الفروع المائلة على السماء الأرجوانية الناعمة !
كل شئ داكن سوى بقعة رقيقة من الشهد تقطر من غصن إلى غصن
ومن فرع إلى فرع في شجرة العالم ،
ناهبة الألوان من راحتيّ ،
وأنت تختفين تحت جفوني الحمراء كالشراب .
يمّ النسيان
يشدو القلب في أيادي راقصته تحت رذاذ النور،
تَخَضّب بحناء إهابك،
و بسمات حارة تتألق.
ويقينا تبرك القلب بتلك الأيادي،
امتلأ بخواطر
حبلى بأجنة الهيام.
محيتِ المسافات،
فما عادت بالبين ،
و غدونا ضبابا،
ألوانه تنتشي بعبق أذنيك ،
إنك رأيت أيدي الشيطان تسحبنا إلى الأسفل،
نبع ألإشراقات.
أقدام تسحق الأفاعي حيثما تحدق في الأشواق.
ومخالبك تحفر في صدري أخاديد
تنمو على جوانبها أشواك تجرح وجنات الورد،
وأكاد أغرق في يم النسيان فأتشبث بأهداب النجوم.