أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصارعبدالله - أيها الكائن المتوحش














المزيد.....

أيها الكائن المتوحش


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2012 - 2007 / 8 / 19 - 10:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإنسان حيوان ...مافى ذلك شك!! ، ....الإنسان متميز عن باقى الحيوانات بما يجعله يشعر دائما أنه أسمى... لا جدال فى ذلك!!، ...كل ما يمكن أن يقال عن سمو الإنسان صحيح، ...ومع هذا فإن من الصحيح أيضا أن يقال عنه إنه يتسم بعدد من النقائص التى لا يشاركه فيها سواه ، ... على سبيل المثال فهو الحيوان الوحيد الذى قد يمارس أحيانا مهنة بيع الحيوانات الأخرى!! ، بل إنه قد يقوم أحيانا ببيع نفسه ذاتها لقاء ثمن ما !! لا يوجد فى سائر أنواع المملكة الحيوانية حيوان آخر يفعل ذلك غير الإنسان، بل لا يوجد بين سائر الكائنات الحية بكل ما فيها من حيوان ونبات، لا يوجد فيها من يفعل ذلك غيره ، .. إنه الحيوان الوحيد الذى يمارس التجارة وعندما تستبد ببعض أفراده الرغبة فى الكسب فإنهم يتاجرون بأى شىء بما فى ذلك أرواح أشقائهم من البشر وأرواح أبناء عمومتهم من الكائنات الأخرى ( بما أن الطين هو أصل كل أنواع الحياة فكل الكائنات فى هذه الدنيا: إما أشقاء أو أبناء عمومة ) ... إننى أكتب هذه السطور بعد أن تزايدت فى بلادنا مصر على مدى الثلاثين عاما الأخيرة أعداد أولئك المتوحشين الذين يتاجرون بكل شىء وبأى شىء، والذين لا يترددون فى فعل أى شىء عندما تقتضى مصالحهم ذلك بما فى ذلك التعذيب والقتل، وبالمناسبة أنا لاأتكلم عن تعذيب وإزهاق الأرواح البشرية وحدها ولكنى أتكلم عن تعذيب وإزهاق سائر الأرواح باعتبار أن الكائنات الحية جميعها كما سلفت الإشارة : إما أشقاء أو أبناء عمومة !! ...هل سمعتم مثلا بذلك التاجر أو تلك التاجرة (لا أتكلم عن شخص معين وإنما عن نموذج ) هل سمعتم بتلك التاجرة أو بذلك التاجر الذى يتاجر فى العصافير والببغاوات والكلاب والقطط والنسانيس وغيرها من الحيوانات الأليفة ، والذى يحاول أن يجنى من ورائها أكبر قدر من المكاسب بأقل قدر من النفقات ،... إنه يتعامل معها باعتبارها سلعا وبضائع لا باعتبارها أرواحا ، ومن ثم ، وباعتبارها كذلك فهو يحاول أن يخفى المخزون منها عن أنظار من يعنيهم الأمر من أولى الشأن ، يحاول أن يخفيها عن مأمورى الضرائب ، وعن مفتشى وزارة الزراعة والطب البيطرى ، وعن جمعيات الرفق بالحيوان، وربما يشترى من أجل تخزينها ( وأيضا من أجل المضاربة على أسعار العقارات)، ربما يشترى عددا من الشقق المتفرقة داخل الكتل السكنية لإخفاء بضاعته فيها غيرعابىء بما سوف تسببه لجيرانها من خوف وترويع ، ولأنه لا يستخدم تلك الشقق السكنية للسكنى ، فهو يتهرب من سداد المستحقات التى يسددها السكان عادة مثل أجر البواب وإنارة السلم والمصعد ورسوم اتحاد الملاك إن وجد ... الخ ، ....ولأنه يتهرب من المطالبة والمواجهة ، فهو فى أغلب الأحوال يذهب إلى شققه أو إلى مخازنه تلك متسللا حتى يقوم بوضع الماء والطعام لحيواناته حتى لا تهلك أو بالأحرى حتى لا تتلف البضاعة!! ، فإذا ما عجز عن التسلل ووجد نفسه مضطرا إلى المواجهة ، فإنه يقارن بين ما هو مستحق عليه من ناحية وبين ثمن البضاعة الموجودة فى المخزن من ناحية أخرى ، فإذا وجد أن ما سوف يضطر إلى سداده أكثر من ثمن الحيوانات الأليفة ( البضاعة ) فإنه بمنطق أى تاجر من تجار الحقبة المعاصرة سوف يترك البضاعة لكى تموت!!!. لافارق إطلاقا بين منطق مثل هذا التاجر وبين منطق صاحب شركة نقل بحرى يقارن بين الغرم الذى سوف يتحمله إذا ما التزم تماما بإجراءت الأمان ، وذلك الغرم الذى يتحمله إذا ما غرق الركاب ، حيث سوف يلجأ بداهة إلى اختيار الغرم الأقل ، أو الذى يبدو له للوهلة الأولى أنه أقل . هذا باختصار شديد هو حال الكثيرين من رجال أعمالنا واقتصاديينا وتجارنا المعاصرين بدءا من مستوى القمة وانتهاء إلى مستوى القاعدة ، ويبقى أن أقول إنه رغم ترسانة التشريعات التى يذخر بها قانون العقوبات المصرى فإننى أتمنى أن يجىء ذلك اليوم الذى يصدر فيه فى بلادنا التشريع الآتى:
مادة 1: يعاقب بالحبس والغرامة أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من ارتكب فعلا أدى إلى إلحاق الأذى بإحدى الكائنات الحية غير الضارة ، ويعاقب بالعقوبة ذاتها كل من كان بوسعه أن يحول دون وقوع هذا الأذى ولم يفعل.
مادة 2: يعاقب بالأشغال الشاقة أو الإعدام كل من ارتكب بقصد التربح فعلا مما هو منصوص عليه فى المادة السابقة متى أدى فعله إلى موت كائن حى.



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقعة توشكى
- التيس والمرآة
- البهائيون المصريون
- الغاسل والمغسول
- لماذا؟
- أولاد حارتنا
- عايدة بيرّاجا
- كلنا فى الهمّ!!
- عن اغتيال الفارس
- كابوس الشاعر ن .ع
- صلاحية الرئيس صالح
- لا أدرى لماذا؟
- جريمة الأبراشى
- الويسكى، والمنزول، والطوارئ
- أولويات حكامنا
- أبانا الذى فى المباحث
- مزيج الفسيخ واللبن
- الأيام الصعبة القادمة!!
- غسيل الحكام !
- لا وزن لنا إلا


المزيد.....




- سلطنة عُمان: مقتل 6 أشخاص و3 مسلحين خلال إطلاق النار في الوا ...
- السودان: هل يبدو المشهد متناقضا بين مؤتمرات السلام وحدة المع ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- ارتفاع حصيلة قتلى هجوم مسجد عمان إلى 6 بينهم شرطي
- عاجل| مراسل الجزيرة: 23 شهيدا وعشرات الجرحى بينهم نساء وأطفا ...
- 9 قتلى بهجوم -مجلس العزاء-.. تفاصيل جديدة عن الحادث الصادم ف ...
- روسيا.. تدمير 13 مسيرة فوق عدة مناطق
- بايدن يؤكد عزمه على مناظرة ترامب مجدداً -في سبتمبر-
- مصدر: انشقاق دبلوماسي كوري شمالي إلى كوريا الجنوبية
- اليوم 284.. قتلى وجرحى بقصف مناطق في القطاع ومقتل شاب بالضفة ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصارعبدالله - أيها الكائن المتوحش