منال أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 2010 - 2007 / 8 / 17 - 07:19
المحور:
الادب والفن
أنت لا أحد
أين الطرقاتُ التي قادتني إلى المنافي،
والضوءُ الذي رافقني كراقصةِ مسرح؟
ومثلما زنابق تُخلّفها الرياح،
تهاوتْ خطواتُنا في الأعالي،
لكأنَّ هذه الأشياء تُحرّكها سبّابةٌ واحدة،
فتجرّها عربةُ النجومِ إلى حيث لا نعلم.
أنت المنسيّ دائماً ولا أحد غيركَ يتذكّر،
ستفوحُ رائحةُ أزهارِكَ البنفسجيّة، وأنت تسيرُ في الطريق
عارياً..
فيما تسكبُ أباريقُ صيفكَ قطراتها النديّة..
إنّك تحلمُ أن تكونَ يوماً شمساً لا تنطفئ.
لا أعرف من أنا
إنَّ طيورَنا تصدحُ على شرفاتٍ مهجورة..
فلنؤوّلْ نخبَ رحيلنا المُبكِّر،
ونترجمْ أفكارَنا في مساحاتٍ واسعةِ المعنى،
حين يمتدُّ المغيبُ في أرواحنا حين يمتدُّ القمر.
ما الذي جعلَ العواصفَ تدهمُنا كالنُمور؟
كالموتِ كالصوتِ كان الفراغ،
لهذا السببِ أُغتيلَ ظلّي وظلّك..
أمامكَ وأمام نفسي لا أعرفُ من أنا،
وإلى أيِّ نفقٍ ستُفضي نهايتُنا....
لعلَّ ما كنتُ أكابدهُ لن تدركَ حقيقتَهُ..
ليس لذلك معنىً سوى أنَّ بقائيَ سفرٌ لن ينتهي.
أنت هناك وهناك أنا
ستنجلي صورتُكَ في الزوايا،
في علبٍ مُبعثرةٍ أعوادُها فوق الثلوج،
وأنت تُقلِّبُ عينيكَ في شرودٍ تام،
وبخطواتٍ متثاقلةٍ تجرُّ أنفاسَكَ الأخيرة،
من النهايةِ إلى البداية.
أيُّ ظلامٍ هذا الذي يجعلُ الرياحَ تصارعُ الأمواج؟
إنَّ الأشرعةَ المُمزّقةَ تقودكَ إلى المجهول..
مُدَّ يديكَ تضرّعْ للربّ..
السماءُ تشفعُ لنا، تتلألأُ وتمضي
وما بقي في الخيال لمساتُ طيورٍ نلمحها مراراً..
حيث أنتَ هناك وهناك أنا
لن تلتقيَ أصداؤُنا المختنقة،
ونحن نجوبُ طرقاتنا الثلجيّة.
#منال_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟