هويدا طه
الحوار المتمدن-العدد: 2010 - 2007 / 8 / 17 - 07:21
المحور:
الادب والفن
رغم الخلاف بين الباحثين المتخصصين في السينما على تاريخ بدء السينما المصرية.. فإن مصر تحتفل هذا العام بمئوية السينما.. على أساس أن أول فيلم مصري وكان فيلما وثائقيا بالمناسبة.. صور عام 1907، جريدة الدستور نشرت تحقيقا عنوانه " مصر تحتفل بمئوية السينما بعد أن باعت أفلامها للفضائيات العربية مثل أم تحتفل بعيد ميلاد أبناء الآخرين"!، ذلك أن التراث السينمائي المصري كله تقريبا اشترته الفضائيات العربية وهو الشيء الذي يثير حفيظة شريحة كبرى من المثقفين في مصر، لكن فصيلا آخر من المثقفين يرد على هذه التوجسات من شراء المال الخليجي للأفلام السينمائية القديمة.. والسيطرة على إنتاج الأفلام الجديدة.. بأن هذه الفضائيات عندما اشترت الأفلام التي كانت ملقاة ومدفونة في المخازن قامت بترميمها وعرضها كل يوم على شاشاتها.. فاستفادت الأجيال الجديدة بهذا التراث وراحت تشاهده بعد أن كان مدفونا، وأيا كان قدر الصواب في وجهتي النظر فقد حدث ما حدث، أثناء الإعداد لفيلم "المرآة" وهو فيلم وثائقي عن مئوية السينما المصرية تنتجه قناة الجزيرة.. سألت الكاتب المبدع أسامة أنور عكاشة عن (هاجس السينما المصرية) فكما للسينما الأمريكية هاجس هو (الفرد والفردية) وللسينما الهندية هاجس هو (الطبقية) فإن السينما المصرية لابد وأن لها هاجسا ما.. كانت إجابة كاتبنا الجميل أن السينما المصرية وكما وصلت إليه الآن هي سينما بلا قضية وبلا هوية.. لا هاجس هناك! ثم استطرد قائلا: (مين يقوللي إن عوكل والليمبي وبلية ودماغه العالية بتشكل هواجس؟! مش بس للسينما المصرية بل حتى للمصريين؟) وقال إن أصل الأزمة في السينما المصرية أنها سينما بلا هاجس.. لا هاجس هناك! لكن ليس أسامة أنور عكاشة فقط وإنما معظم المثقفين في مصر يأملون النجدة من الشباب.. يقولون أنهم سيحولون دفة السينما المصرية إلى الأفضل.. لتصبح سينما لها قضية.. لها هاجس.. الغريب أننا في كل شأن سياسيا كان أو اجتماعيا أو ثقافيا أو فنيا نقول دائما إن (الأمل في الشباب).. عندما بدأت حركة كفاية تأملنا في شبابها.. وعندما هيمنت العقلية السلفية الظلامية على الشارع المصري قلنا ربما ينجو الشباب.. وعندما تدهور الفن المصري ووصل إلى الحضيض انتظرنا أن ينقذه الشباب.. لا أعرف من أين سنأتي بهذا الشباب المعجزة؟! أخشى أننا صرنا شعبا من الكهول.. أخشى أنه.. لا شباب هناك!
#هويدا_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟