أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - مهرّب الخيول النرويجي بير باتيرسون ينال جائزة أمباك للرواية















المزيد.....

مهرّب الخيول النرويجي بير باتيرسون ينال جائزة أمباك للرواية


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 2007 - 2007 / 8 / 14 - 11:27
المحور: الادب والفن
    


لم يكن اولوف.اتش. هوغ الكاتب والروائي النرويجي الوحيد الذي يشغل اهتمام الأوساط الثقافية ، بل ان ثمة اجيال جديدة من الكتاب والأدباء والرسامين والشعراء والموسيقيين وكتاب مسرح مابعد ابسن من امثال بير باترسون وهانز بورلي واندريه بيوركه وآرنولد كفيرلاند.. يمثلون حركة مابعد الحداثة في النرويج. ويعتبر الشاعر والباحث النرويجي ايرك غيستفونغ استاذ الأدب واللغات في معهد ثور هيردال في مدينة لارفيك اليوم ؛ انها بدأت ، اي حركة مابعد الحداثة ، بعد عام 1990. ذلك ان الحركات الثقافية النرويجية هي غاية في الوضوح والتحديد من الناحية التاريخية والفنية ولم ينجح النقد في تعتيم حدودها الزمنية كما عندنا في الشرق علي حد تعبيره المباشر امس الأول وهويتحدث للزمان. انه يري فترة الرومانسية القومية – علي حد تعبيره – تقع بين 1814 و1860 و تقع الواقعية الطبيعية من 1870 الي 1890 والرومانسية الجديدة من 1890 الي 1900 والواقعية الأدبية او الأخلاقية من 1900 الي 1920 والواقعية الأجتماعية من 1920 الي 1945 وحركة الحداثة من 1945 الي 1990 ثم حركة مابعد الحداثة التي ابتدأت منذ عام 1990 والتي اثمرت اتجاهات شتي في فنون الكتابة والرسم والمسرح والموسيقي.. وقد عرف ادوارد مونتش رساما بارعا وكنوت هامسون وسيغريد اوندسيت وبكرنس تيرنه بيكرنسون وهيرمان ولدن فيها ككتاب معاصرين وادوارد غريغ كموسيقي وغيرهم ممن يحتلون مكانة رفيعة في تمثيل حركة الثقافة النرويجية الممثلة اليوم في فعل مابعد الحداثة.

السرد يواجه كينونته
يشتغل الكتاب والمثقفون النرويجيون علي امكانات شتي للخروج بثقافتهم المنعزلة الي عالم آخر مختلف هو عالم التفاعل والأنتشار في عالم ممتد ومجهول. ان الأمة النرويجية البالغ تعدادها اربعة ملايين وخمسمائة الف تواجه اسئلة حادة في ظل هجرات.. ثقافية غير متفاعلة وعزلات تفرضها الطبيعة الجبلية والمناخية القاسية مرة..والعزلات الحضارية مرات ومرات. لذلك ينشغل هذا الجيل بألأشتغال علي فكرة التواصل البعيد حيث فشل التواصل القريب مع تكوينات مهاجرة داخل النرويج اختارت العزلة والأنطواء. ويشكل النرويجي بير باترسون الحائز علي جائزة امباك الدولية لعام 2007 واحد من مجموعة جديدة تحاول الوصول الي الهدف ذاته. فقد اختارت المترجمة البريطانية آن بورن ترجمة روايته (مهرب الخيول) ترجمة وافية ، وهي المتخصصة باللغة النرويجية ، ثم قام الناشر هارفل سيكر بنشرها في طبعة انيقة ، وتقدمت المترجمة بترشيحها الي الجائزة التي تنظمها بلدية دبلن مع شركة امباك الدولية ومجلس مدينة دبلن. و كانت هذه الرواية واحدة من مجموعة قليلة من الكتب المترجمة من لغات اخري.. ضمن قائمة الترشيحات ، اذ حظيت الرواية بأهتمام كبير من قبل اللجنة الخاصة بالجائزة لما انطوت عليه من خواص فنية غلوبالية وشخصية وطنية وحداثة فارقة كما في بيان لجنة الجائزة. فلقد اعلن عمدة دبلن السير فنسنت جاكسون في الرابع عشر من مايو / أيار الماضي فوز (مهرب الخيول) للنرويجي بير بيترسون بجائزة امباك الدولية للأدب لعام 2007. والجائزة الي جانب قيمتها المعنوية.. تبلغ قيمتها من الناحية المادية مائة الف يورو للكاتب الفائز فيما تنال المترجمة آن بورن خمسة وعشرين الف يورو فضلا عن الشهادات والأوسمة التي ينالها الكاتب والمترجم معا. والجائزة واحدة من اكبر الجوائز الدولية في ميدانها الثقافي حيث تعني بنشر الأداب وفنون الكتابة لأمم شتي ونقلها الي الأنجليزية.. ويبدو ان بيترسون الكاتب الشاب الذي درس في اوسلو.. ونشا فيها لم يصل هذه النتيجة الاّ جراء حرفة مميزة..وتقنيات كتابة لنص اجتماعي..نفسي لحكاية ذاتية ــ اندفدوالية تعيش وسط بيئة منعزلة تتنازعها رغبة في البحث عن مغامرة من بين حلول وخيارات عارمة تكتسح الحياة وتعصف بالقائم منها حتي النزع الأخير لفرادات..ووحدانيات صارمة الي درجة الموت. كل ذلك في اطار سردي حاد مليء بالحركة والمتغيرات من الشباب الي الكهولة ، ومن التوافق والخيانة والأمان الغائب ، تتداعي ذكريات بطل الرواية (تروند) بين ذكريات موجعة وحنين لايجاري..وشعور قاس بالذنب يبعث بالبطل الي اختيار عزلته الجبلية النائية حتي اللحظة الأخيرة للقدر المكتوب في ظلام السنوات الموحشة.
ــ تأخذ الرواية شكل السرد المتعاقب ،المتوازي.. في سلسلة من فلاشــ باك استعادي لأحداث طفولية يوم كان (تروند) صبيا في الرابعة عشرة يشارك والده العيش في الريف.. وثمة رفقاء واصدقاء تاخذهم المغامرة الي منعطفات وخيارات الوحشة الريفية والسكون المذهل. كما حرية الحركة واهتبال الفرصة ازاء مهمة سرقة الخيول او تهريبها..او العبث بلعبة من هذا النوع لصبيان يلهون في ريف نرويجي مفتوح علي سفح بعيد تحده سلسلة من جبال وعرة.

تداعيات حرة.. ونوستالجيا
ان طبيعة المكان ترسم تراجيديا متسلسلة لحدث عادي في قالب سردي حديث.. يمثل جيل الكاتب كما يمنح الرواية خصوصية فنية. وفي الرواية يواجه (تروند) الشخصية الأساسية في الرواية وفي مغامرة عابثة موت صديقه (جونز).. ورفيق صباه المغامر..في تراجيديا مفاجئة.. تمثل جائحة تعصف بالجميع حيث تنكسر خلالها كل الأبعاد الأجتماعية والعائلية لصديقين ارتبطا بالحياة والمغامرة والفعل المر.. غير المنضبط. تتبدد العائلتين بطريقين مختلفين كل علي حدة.. حيث ينتاب الأنهيار التدريجي كلا العائلتين.. ويختار والد تروند ان يهرب مع امرأة اخري تغير حياته كلية وتقصيه عن عائلته..
وتهاجر العائلة الصديقة التي كانت ترتبط بحميمية فارقة وسط بيئة اجتماعية عادية. لكن بير باترسون ينجح في اعادة خلق فنيتها وفق رؤية فنية ولغة غاية في التكثيف لموضوع اجتماعي وانثربولوجي.. حيث تضج الرواية بمونولوغات (تروند) الذي نكتشف انه يعيد سردية خاصة لأحداث بعيدة وهوفي السابعة والستين يلهج بأسم (جونز.. ضحية الخيول والمغامرة الفجة ايها الرب البعيد).. خلال اربعينات القرن الماضي ، وذلك في تداعيات حرة ونوستالجيا الي زمن مليء وصاخب.. وسط شعور غامر بالذنب والندم والأعتذار.
ان (تروند) يردد دائما : هل للمرء ان يعتذر عن الخيانه البريئة؟
فلقد كانت كل تلك المغامرة والتحولات من الشباب الي الشيخوخة.. ومن السكون الي الفعل.. ومن التراجيديا الي العزلة القاتلة.. تجربة الثراء الغامض المر الذي جعله يختار عالما قصيا..مليئا بالتبكيت والتداعي والأسي الممض والندم حتي الموت.
ان رواية بير بيترسون النرويجي الفائز بجائزة امباك الدولية لعام 2007 صورة لأدب اسكندنيفيا الجديد في ظل بحث دائب لتوكيد ملامح حركة جادة للتكريس الثقافي في اطار مابعد حداثوي واضح وغير مضبب.. عكس ماتنطوي عليه الحركة ذاتها في اماكن اخري ــ في اوربا والوطن العربي والعالم الثالث ــ من فردية وتداخل في المفاهيم وفوضي في الأشكال بحيث غدت حركة مابعد الحداثة حركة فوضي ثقافية..يحاول الروائي هنا ان يؤطر مفاهيمها وحدودها الفنية في بلد قصي.. عند حدود قطب الشمال.





#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خالد السلطاني :معرفة العمارة وتأويلها
- تقشير الفستق :فوتوغرافيا الغروب الأخير على شفق بغداد
- وداعا انغمار بيرغمان شاعر السينما العالمية
- آخرة الحكمة : مندايا الرحيل .. مندايا الأياب
- اعادة لمقولة الغياب
- مندايا سفر الخروج
- عيون عميه ....
- مندايا ..ملكا نورا
- مندايا
- غونتر غراس في ليلة الصعود
- بداية أخرى للحزن.. والنفي
- احوال البلدان ..وأحوال..بغدان
- موالات .. لبلاد جريحة
- غابة لكلام الأشجار والحجر
- انا ماكتبت احزاني بعد
- الغروب الأخير على شفق المدينة
- انتظر الحافلة
- رحلة السلمون العراقي
- سيدة الرعاة - الى .. هلالة رافع
- أمرأة لزجاج النافذه


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - مهرّب الخيول النرويجي بير باتيرسون ينال جائزة أمباك للرواية